رفسنجاني يذكي في نفوس العراقيين ذكريات الحرب العراقية ـ الإيرانية

سياسيون ومواطنون: زيارته «استهانة بدماء الشهداء».. وآخرون يدعون لـ«فتح صفحة جديدة»

TT

ما إن بث خبر زيارة علي اكبر هاشمي رفسنجاني إلى بغداد حتى بدأت ردود الأفعال والتعليقات من العراقيين تأخذ منحى نشطا جدا على خلاف زيارة أي مسؤول إيراني آخر. ويبدو أن للكثير من العراقيين، من ساسة ومواطنين عاديين، الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» ذكريات مؤلمة مع رفسنجاني الذي تولى منصب رئيس البرلمان بين عامي 1980 و1989. وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، عينه آية الله الخميني قائما بأعمال قائد القوات المسلحة ويعده الكثير من العراقيين المحرك لآلة الحرب مع العراق في تلك الفترة .

ردة الفعل الأولى على هذه الزيارة كانت في اجتماع عدد من شيوخ العشائر في الجنوب والوسط في إطار «مجلس العموم لشيوخ لعشائر العراقية والعربية» الذي يرأسه علي حاتم السليمان. وأعلن الشيوخ استنكارهم الشديد لهذه الزيارة مؤكدين في بيان أصدروه عقب اجتماعهم بأن رفسنجاني «تلطخت يداه بالدماء العراقية على مدى عقدين أو أكثر من الزمن». وأكد حاتم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن رفسنجاني «كان نافخا للحرب والعدوان على العراق وهو اليوم يقوم بزيارته». وتابع «عشائر العراق وقع عليها حيف كبير من رفسنجاني وغيره من رموز النظام الإيراني التوسعي الذين يتحملون مسؤولية إرسال فرق الموت ليقتلوا أبناء العراق وهذه العشائر ترى في استقبال هذا الشخص استهانة بدماء الشهداء وتضحياتهم ونكرانا لحق المغدورين الذين تمت تصفيتهم على أيدي الميليشيات الإيرانية وفرق الموت». إلا أن النائب هادي الحساني من الائتلاف العراقي الموحد الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، وهو اكبر كتلة في البرلمان العراقي، يرى أن على العراق فتح صفحة جديدة مع دول الجوار ودول المنطقة بما يعزز الاستقرار السياسي والأمني والذي ينعكس أيضا على البعد الاجتماعي، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العراق «يرحب بأية شخصية تمثل دول الجوار لتوثيق استراتيجية المشتركات بين العراق وهذه الدول»، معتبرا أن رفسنجاني «يحضر للعراق من اجل توطيد علاقة بلاده بالعراق في الوقت الذي طلب العراق من دول عربية المبادرة بمثل هذه الزيارات ولكنها ما زالت مترددة». ورأى أن «على العراقيين تعلم مبدأ الغفران، خصوصا إذا أيقنوا أن سياسة النظام السابق ومصالح دول كانت وراء الحرب العراقية الإيرانية التي قدم فيها الجانبان خسائر كبيرة». أما شذى العبوسي النائبة عن التوافق وعضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي فترى أن لا خطوط حمراء في الانفتاح مع دول العالم ومنها إيران، مشيرة إلى أن العراق «مقبل على مرحلة جديدة وعليه الانفتاح على دول العالم وان يكون انفتاحه هذا ضمن الاتفاقيات والتعاون بما يخدم أي من البلدين المتفقين».

من جهته، أكد رئيس جبهة الحوار الوطني ورئيس كتلة الحور الوطني التي أعلن عنها السبت صالح المطلك أن زيارة رفسنجاني«فيها استفزاز كبير لمشاعر العراقيين ولعوائل الشهداء على وجه الخصوص». وقال المطلك «إيران لم تتصرف بشكل ايجابي مع العراق» متمنيا على الحكومة العراقية «ألا تذهب بعيدا في علاقتها مع إيران لأنها تتصرف بعنجهية مع العراق والعراقيين». وتراوحت آراء العراقيين في الشارع العراقي بين عدم الاهتمام بزيارة رفسنجاني والغضب منها. فقد بدت نادية ممو غير مكترثة قائلة إنها «زيارة لا تقدم ولا تؤخر شيئا بالنسبة لي وأنا أرى أن الاهتمام بأوضاعنا الداخلية وتحسين الوضع الاقتصادي والأمن أفضل من الاهتمام بزيارة قد لا تجدي نفعا لنا»، مشيرة إلى أن الحرب التي خاضها العراق وعلى مدى ثماني سنوات ضد إيران «لا تعني بالضرورة أن هناك مسؤولا إيرانيا بعينه هو المسؤول عنها لكن بشكل عام أنا لا اهتم بمن يزور العراق من الإيرانيين».

الضابط في الجيش السابق (أبو طيبة) الذي رفض ذكر اسمه الكامل قال «رفسنجاني يعني لي الشهيد ودمه.. رفسنجاني يعني صورة الحرب التي قضيت اغلب سنواتها في البصرة».