المعلم: سورية اتفقت مع السعودية على النظر معا للأمام

«الشرق الأوسط» تتحدث إلى وزيري خارجية سورية والبحرين ووزير الدولة القطري على هامش مؤتمر شرم الشيخ * الشيخ خالد: انتهت الأزمة مع إيران.. وإدراجها على جدول أعمال الاجتماع الوزاري مسألة عربية

الدمار في مدينة رفح جنوب غزة امس (رويترز)
TT

أوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أهمية الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة العربية خاصة بالنسبة لعلاقات المصالحة العربية والفلسطينية. وأكد المعلم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» انه لا يمكن لأي شئ أن يعكر صفو العلاقات. أما وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة فقال لـ«الشرق الأوسط» إن إدراج موضوع الأزمة مع إيران على جدول أعمال مجلس الجامعة الوزاري باعتباره قضية تمس كل الدول العربية إلا انه أكد حصول البحرين على ضمانات لعدم تكرار ما حدث. وكشف وزير الدولة القطري احمد بن عبد الله آل محمود لـ «الشرق الأوسط» عن توجيه قطر الدعوات إلى الدول العربية لعقد القمة العربية في دورتها الـ 21 خلال أيام وأكد أن دعوة بلاده لمؤتمر إعادة إعمار غزة تم في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض واتفق على برامج وآليات الدعم ثم جاء الجميع إلى مصر في إطار تكامل الجهود العربية.

وأعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن ارتياحه لنتائج اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة واقتناع الفصائل بأهمية تشكيل حكومة وفاق وطني وكذلك انضمام الفصائل «المقاومة» إلى منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد أن سورية مرتاحة للاتفاق على أهمية إنشاء قوات امن وطنية فلسطينية، مضيفا «نحن مرتاحون أيضا للأجواء الايجابية التي هيئت لهذا الحوار من خلال اللقاءات التي جرت في القاهرة بين وفدي فتح وحماس». وحول نتائج زيارته للسعودية فقد وصفها بالايجابية للغاية. وقال استطيع التأكيد أن السعودية وسورية اتفقتا على أن تنظرا معا إلى الأمام والى المستقبل، مشيرا إلى أن المصالحة المصرية والسورية تسير في الطريق الصحيح، مؤكدا أنه التقى مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للسلام عليه، موضحا «نحن منشغلون بهذا المؤتمر». وحول الجهد السوري لتحقيق مصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال المعلم «نحن الآن في مرحلة دعم الحوار على مستوى اللجان الخمس المتفق عليها ونأمل بعد توصلهم إلى اتفاق على كل المواضيع أن يتوج ذلك بلقاءات الفصائل والأخ أبو مازن ولا يهم أن يتم ذلك في مصر أو سورية المهم هو المصالحة الشاملة» وحول تقييمه لمؤتمر شرم الشيخ قال المعلم انه مهم ويؤكد هذا التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني في غزة «ونأمل أن تترجم هذه المساهمة المادية إلى التزامات سياسية تحول دون قيام إسرائيل للعودة إلى سياسة العدوان والتهديد بالقيام به مرة أخرى». ونفى وجود أي تأثيرات خارجية على القرار السوري بشأن المصالح والقضايا العربية».

وتجنب المعلم الرد على سؤال حول دعوة إيران لمؤتمر لإعادة إعمار غزة، فقال «أنا هنا في مصر من اجل إعادة إعمار غزة والمشاركة في هذا المؤتمر المهم».

وردا على سؤال حول ضمانات تجاوز الأزمة مع إيران وعدم تكرار هذه المواقف التي تنتهك سيادة الدول، أوضح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن محمد آل خليفة «أن الأزمة التي حدثت أخيرا نتيجة التصريحات التي أساءت لنا وضايقتنا والحقيقة أزعجتنا تم تجاوزها أخيرا لأننا تلقينا تطمينات وموقفا واضحا من الحكومة الإيرانية ومنها أولا: إن هذا الموقف ليس رسميا ولا يمت لهم بأي صلة وإنهم سيعملون على ألا يتكرر مرة أخرى، وأفاد بأنه أطلع وزراء خارجية دول مجلس الخليج أثناء اجتماع الرياض بالموقف الإيراني من انتهاء الأزمة ولم نصدر إدانة لأننا نجيب الخطوة الطيبة بخطوة طيبة تجاه إيران».

وعن إدراج نفس الموضوع على جدول أعمال الدورة 131 لمجلس وزراء الخارجية العرب أكد الشيخ خالد انه مطروح لأن قضية المساس بدولة عربية لا تتعلق بالبحرين فقط وإنما بكل الدول العربية. وعما إذا كان هناك جهد خليجي لدعم إعادة إعمار غزة أوضح الشيخ خالد بأنه تم اجتماع تنسيقي في الرياض أول من أمس لدعم قطاع «ووضعنا المبلغ الإجمالي لدعم الإعمار وهو يصل تقريبا إلى مليار وسبعمائة مليون ونحن أكدنا على أهمية تقديم ضمانات لعدم تكرار ما حدث في غزة وكل الحضور الدولي والعربي أكد على ذلك».

واعتبر وزير خارجية البحرين الوفاق الفلسطيني حجر الزاوية في نجاح العرب في حل القضية الفلسطينية، أو يمكن تسميته بتقوية الموقف العربى. وقال إذا لم يوجد وفاق فلسطيني «فلن نشهد أي حل للقضية». وتساءل «كيف سنذهب إلى مؤتمر موسكو للسلام الربيع المقبل ولا نصل إلى وفاق ومصالحة فلسطينية». وأضاف «أرى أن الوفاق الفلسطيني هو الأساس لتقدم عملية السلام. وحول لقاء أسباب زيارة الملك حمد بن خليفة لمصر واللقاء مع الرئيس مبارك أفاد بأنها رد لشكر الجميل أثناء التصريحات الإيرانية وهذا شئ لن ينساه البحرين لمصر».

وأكد الوزير البحريني أن القمة ستعقد وستقوم بدور كبير انطلاقا من الخطوات التي بدأت في الكويت. وكشف وزير الدولة القطري آل محمود بان قطر ستوجه دعوات إلى القادة العرب لانعقاد القمة العربية في دورتها الـ 21 في الدوحة في غضون أيام. وأكد أن الاستعدادات قائمة وان اجتماعا سيعقد اليوم لوضع جدول أعمال هذه القمة في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وأضاف أن «الأمور تسير بشكل طيب ومرتب ونتمنى أن تكون قمة ناجحة وقمة التضامن العربي لمناقشة كل ما يهم الصالح العام والقضايا المصيرية العربية وكذلك كل ما يوحد الأمة العربية».

وعما إذا كانت سحابة الخلافات التي خيمت على سماء العرب أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة قد زالت قال «تعلمين انه بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين ثم لقاء القمة السباعي في الكويت الذي كان لقاء طيبا ومساهما في إزالة الخلافات والمصالحة. ودائما نحن نقول إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ونحن كأمة عربية هدفنا ومصيرنا واحد حتى وإن اختلفنا في الرؤى لكن لا يوجد أي خلاف حول إقرار مصالح الأمة». وحول دعوة قطر السابقة لعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة أوضح الوزير انه تم عقد هذا الاجتماع في مقر الأمانة العام لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أول من أمس واتفقنا على البرامج والآليات ثم جاء الجميع إلى هنا للتكامل والتنسيق بين كل الجهود العربية. وأوضح أنه اتفق على تشكيل صندوق لإعادة إعمار غزة وهو مفتوح لكل الدول العربية وبالنسبة لقطر قمنا بمساهمة قيمتها 250 مليون دولار».