خادم الحرمين لكبار العلماء والقضاة: لا تأخذكم في الحق لومة لائم.. والحق يظل فوق كل شيء

أعرب عن أسفه لبعض الأعمال المشينة بحق الإسلام ارتكبها سعوديون

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله مفتي عام السعودية وأعضاء هيئة كبار العلماء ورئيس المجلس الأعلى للقضاء وأعضاء المحكمة العليا والمشايخ (واس)
TT

أوصى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعضاء هيئة كبار العلماء والقضاة الشرعيين والإداريين والاستئناف بتقوى الله وخدمة العقيدة، وألا تأخذهم في الحق لومة لائم، مشددا على أن الحق يظل فوق كل شيء، وقال «أنصحكم ونفسي بتقوى الله فوق كل شيء، وأوصيكم بخدمة العقيدة، وأوصيكم بأن لا تأخذكم في الحق لومة لائم، الحق فوق كل شيء. أرجوكم أن تبذلوا قصارى طاقتكم». وأضاف «أهينوا النفس والشيطان لأنهما أماران بالسوء، وليس لدي أكثر مما أقوله لكم، تقوى الله، وإصلاح ذات البين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر المستطاع، وأن تعملوا إرضاء لربكم فوق كل شيء وخدمة لدينكم ووطنكم».

وقال مخاطبا القضاة: «أنتم الآن والحمد لله في الموقف الذي أراده الرب عز وجل لخدمة العقيدة، وخدمة الإنسان والأخلاق الإسلامية العربية»، وتمنى للجميع التوفيق، مضيفا «أحب أن أذكركم أن موقفكم الآن موقف عظيم يقدره لكم إخوانكم شعب المملكة العربية السعودية، ويطلب منكم أن تكونوا إن شاء الله عند حسن الظن فيكم».

جاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، والشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، وأعضاء هيئة كبار العلماء، وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس المحكمة العليا وأعضاء المحكمة، ورئيس المحكمة الإدارية العليا، وأعضاء مجلس القضاء الإداري في ديوان المظالم، ورؤساء محاكم الاستئناف الذين شملتهم الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة.

وكان الملك عبد الله قد شدد في تعقيبه على كلمة ألقاها أمامه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، على ما تتصف به العقيدة الإسلامية من أخلاق وإنصاف وعدل وحق، وقال «الآن يقال إن أكثر أمة في العالم هي الأمة الإسلامية وهذه نعمة»، وأشار إلى الأعمال المشينة التي قام بها بعض أبناء المملكة في حق الإسلام، وقال «لا نقول إلا حسبنا الله عليهم وعلى من حدهم (شجعهم) على هذه الأمور، كلهم من أبنائنا وعملوا هذه الأعمال المشينة في حق الإسلام، أدعو الله لهم بالهداية وأن يكفينا شرهم، والإسلام يا إخواني ما غيره شيء».

وأضاف الملك عبد الله «إن الإسلام حق، وهؤلاء دنسوا سمعة الإسلام، ولكن ولله الحمد أبشركم أن الناس هذه الأيام عرفوا الإسلام وعرفوا أن قلوبكم بيضاء تعملون على إرشاد الناس إلى الصحيح، وأبشركم أن الإسلام إن شاء الله عزيز، وكل يوم أعز من اليوم السابق بإرادة الله أولا ثم أبناء الإسلام الخيرين».

وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قد نوه في كلمته خلال اللقاء بالصلة القوية والارتباط الوثيق بين قادة المملكة وعلمائها. وقال مخاطبا خادم الحرمين الشريفين «هذه الوصايا منكم بارك الله فيكم وصايا عظيمة، أولا تقوى الله، وهي وصية الأولين والآخرين (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)، فأول وصية وصى الله بها الخلق كلهم تقوى الله جل وعلا في السر والعلانية بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه. ثم وصيتكم الثانية بخدمة هذه العقيدة والدفاع عنها، ولا شك أنها من عظيم المهمات، فإن العقيدة خدمت ودوفع عنها وحميت من كل ما يكدر صفوها، فالأمة بخير وعافية. ثم وصيتكم الثالثة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه من خلق الأمة المحمدية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، ثم وصيتكم بأن لا تأخذ العلماء في الحق لومة لائم، وهذا كله من توفيق الله لكم، وحرصكم على الخير وشد أزر العلماء وقوتهم في دين الله».

وأضاف قائلا «إن العلماء يشكرون لكم هذه النصيحة الطيبة، وهذا التوجيه الكريم، ويسألون الله لكم التوفيق والسداد والبركة في العمر والعمل، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الدين والأمن والاستقرار، وأن يعيذنا من شر أنفسنا والشيطان»، وقال المفتي «ما دمنا متمسكين بهذا الدين وما دام العلماء ملتفين حول القيادة، وما دامت القيادة مع العلماء والتشاور بينهم والالتقاء بهم دائما، فهذه علامة خير وتوفيق إن شاء الله».

حضر الاستقبال الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعبد المحسن التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.