خادم الحرمين يدعو لتكثيف الحوار الداخلي ترسيخا للوحدة الوطنية

أناب عنه وزير الثقافة والإعلام في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب.. والبرازيل ضيفة شرف في الفعالية

وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة أثناء افتتاح معرض الكتاب الرابع في الرياض أمس وسعودي يقرأ كتابا خلال معرض الكتاب الرابع في الرياض (أ.ب)
TT

شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على حاجة بلاده إلى المزيد من التواصل والحوار الداخلي من أجل ترسيخ الوحدة الوطنية، داعياً المثقفين السعوديين والعرب لأخذ زمام المبادرة نحو «تقديم الإسلام بالشكل الصحيح للشعوب الأخرى».

وحيى خادم الحرمين الشريفين المثقفين والمثقفات والأدباء في حفل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب الذي انطلق أمس في العاصمة السعودية الرياض أمس تحت رعايته، واصفا هذه المناسبة الثقافية السنوية التي تحتفل بها الرياض في كل عام بالحدث الثقافي الوطني الذي يزداد فيه الثراء المعرفي ويتم التواصل فيه مع الأمم والشعوب.

وقال الملك عبد الله، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام السعودي، إننا في المملكة العربية السعودية نؤكد دوما على التمسك بالشريعة الغراء والعمل على هدي القرآن الكريم وسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقد وجهتنا تعاليم الإسلام أن نكون أكثر رغبة في التعلم والبحث عن المعرفة «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» وقد أكد الإسلام ضرورة التسامح مع الآخر وفتح قنوات الحوار مع المخالف بطريقة حسنة «وجادلهم بالتي هي أحسن»، وأضاف «حين أخذت المملكة على عاتقها اجتماع علماء المسلمين في مكة المكرمة أكدوا وأيدوا توجه المملكة نحو ضرورة التواصل مع الثقافات المتعددة، فتم بحمد الله اجتماع مدريد وتلاه اللقاء الكبير في الأمم المتحدة. وحققت هذه اللقاءات نتائج إيجابية ويأتي كل ذلك تحقيقا لنشر ثقافة الإسلام التي تؤكد دوما على التسامح وقبول الرأي الآخر والبعد عن الصراع والاقتتال لتنعم الإنسانية جمعاء بالخير والوئام، غير أن طريق الحوار طويل بين الثقافات وأنتم أيها المثقفون والمثقفات تحملون المسؤولية نحو متابعة التواصل الثقافي والحضاري».

وأضاف «ولعل مناسبة ثقافية مهمة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب تذكرنا بالدور الكبير الذي يجب أن نقوم به تجاه ديننا وأمتنا ومن أوجب ذلك تقديم الإسلام بالشكل الصحيح للشعوب الأخرى ثم بذل مزيد من الجهد من أجل التعرف على الثقافات المختلفة والاستفادة مما لديها من علوم ومعارف».

وبين الملك عبد الله أن المملكة العربية السعودية بما حباها الله من ثراء معرفي وتنوع ثقافي «بحاجة إلى مزيد من التواصل بين أفرادها ومثقفيها في حوارات موضوعية لترسيخ الوحدة الوطنية التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه، وقال «نحن سعداء بمشاركة دولة البرازيل ضيفا في معرض الكتاب في إطار التواصل الثقافي الذي تؤكده المملكة ضمن سياساتها على الدوام»، متمنيا للمعرض التوفيق والنجاح.

من جانب آخر أكد الوزير عبد العزيز خوجة حرص خادم الحرمين الشريفين على استمرارية معرض الرياض الدولي للكتاب، وقال إنه يتابعه متابعة دقيقة جدا، وعد الخوجة المعرض بأنه يترجم فكر الملك عبد الله لضرورة التقاء الثقافات والتحاور فيما بينها».

وشدد خوجة على أهمية حوار الثقافات، وخصوصا في الوقت الذي حولت فيه العولمة العالم إلى «غرفة صغيرة» وليس قرية، وهو ما يؤكد ضرورة التحاور والتفاهم بين الثقافات، وقال بأن المعرض يشهد مشاركة غالبية دور النشر في العالم العربي، لافتا إلى أن عملية اختيار المشاركين تتم على عدد من المرتكزات دون تعصب أو تعنت.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي في رده على سؤال حول ما يثار من حملات إعلامية ضد بلاده، أن السعودية داعية للسلام وسياساتها واضحة، وأن علاقتها مع كافة الدول مبنية على الوضوح، مقللا من شأن الحملات التي تتعرض لها المملكة من وقت إلى آخر. وكرمت وزارة الثقافة والإعلام على هامش المعرض 14 مؤرخا ممن تناولوا تاريخ الجزيرة العربية قبل ثلاثين عاما وهم: الوزير الدكتور عبد العزيز الخويطر، والأديب الراحل عبد الله بن خميس، وعبد الله العثيمين، وعاتق البلادي، وعبد الكريم الخطيب، وهاشم النعمي، وعلي السلوك الزهراني، وعبد الله الشبل، ومحمد العبودي، وسليمان الغنام، ومناحي القثامي، وعبد الرحمن العبيد، وعبد الرحمن الرويشد، وأبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري.

يشار إلى أن معرض الرياض للكتاب الدولي اتسع لـ250 ألف عنوان، فيما تم حجب مائة كتاب، تتضمن مخالفات شرعية وأخلاقية، وذلك لمعارضتها الذوق العام، ولأول مرة ينهج القائمون على المعرض لاستضافة دولة كضيف شرف، وهذه المرة تم اختيار البرازيل لتكون ضيف الشرف لهذه الفعالية.