طالباني يعتبر رفض الهاشمي استقبال رفسنجاني «تجاوزا» لصلاحياته وموقفا«غير ودي»

الرئيس الإيراني السابق«يتفقد» مرقد الإمامين العسكريين في سامراء «من دون علم» رجال الدين وشيوخ العشائر

علي أكبر هاشمي رفسنجاني يزور مرقد الإمامين العسكريين في سامراء أمس (إ ب أ )
TT

واصل الرئيس الإيراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني أمس زيارته إلى العراق لليوم الثاني متوجها إلى مدينة سامراء، حيث تفقد مرقد الإمامين العسكريين، ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم. وفيما وصف الحزب الإسلامي زيارة المسؤول الإيراني إلى العراق بأنها «غير مرحب بها»، وجه نائب مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقادات إلى الحزب الإسلامي قائلا إن أسباب رفض الزيارة «طائفية». وقالت مصادر أمنية إن «رفسنجاني قام بزيارة سامراء من دون اطلاع رجال الدين ووجهاء العشائر» مشيرة إلى أن «الزيارة شكلت مفاجأة». وأضافت أن الزيارة «دامت أقل من ساعة، وكان في استقباله قائمقام سامراء محمود خلف واللواء رشيد فليح قائد عمليات المدينة»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

يذكر أن مرقد سامراء تعرض لعملية تفجير في 22 فبراير (شباط) 2006 وكانت بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة من أعمال العنف الطائفي أودت بعشرات الآلاف من العراقيين سنة وشيعة. وقد وصل رفسنجاني إلى بغداد أول من أمس في زيارة رسمية التقى فيها بكبار المسؤولين من بينهم طالباني والمالكي كما من المقرر أن يجري محادثات سياسية واقتصادية. ووصف الرئيس العراقي جلال طالباني الزيارة بأنها «نعمة وستكون خيرا على الشعبين، ولها أهمية كبيرة من الناحية السياسية والدولية ولتعزيز العلاقات» بين البلدين.

وأعلنت المصادر أن رفسنجاني سيقوم بزيارة النجف وكربلاء والكاظمية، حيث مراقد ابرز الأئمة الشيعة.

ونشبت حرب بين إيران والعراق بين 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين. وبعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 على أيدي القوات الأميركية، تحسنت العلاقات بين البلدين اثر تولي حكومة يهيمن عليها الشيعة في العراق.

وعلى صعيد متصل، واجه تصريح الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي حول رفسنجاني إلى العراق ردودا تمثلت في الرفض كونها تؤثر على علاقة العراق بمحيطه الخارجي.

وكان الحزب الإسلامي  اصدر أمس تصريحا عن زيارة رفسنجاني إلى العراق قال فيه إن الزيارة «غير مرحب بها». وطالب الحزب الحكومة بفتح الملفات المتعلقة «بتدخلات» طهران في الشأن العراقي، والتي «أضرّت» بالوضع الأمني والسياسي، وكادت تجر البلاد إلى ما وصفها بآتون الحرب الأهلية. كما قاطع الهاشمي الزيارة.

وردا على بيان الحزب الإسلامي، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا أعربت فيه عن«أسف» واستغراب طالباني«الشديدين» للبيان الذي أصدره الحزب الإسلامي.

وقال البيان: إن دعوة رفسنجاني للعراق قد«أعلن عنها مسبقاً ويعلم بها الحزب الإسلامي وأمينه العام بصفته نائباً للرئيس الذي شارك عضومكتبه السياسي الدكتور إياد السامرائي في مراسم استقبال الضيف والاجتماع الرسمي بين الوفدين ورحب خلاله بزيارة الضيف الكريم».وأضاف البيان أن«صدور هذا البيان من دون تنسيق ومشاورة مع الرئيس يعتبره تجاوزاًعلى صلاحياته وموقفاً غير ودي من قبل الحزب الإسلامي تجاه فخامته الذي لم يأل جهداً في دعم الحزب الإسلامي العراقي ومساندته وتأييد مواقفه في كل القضايا».

من جهته أكد مصدر مقرب من ديوان رئاسة الجمهورية العراقية انه كان من المتوقع أن يلتقي رفسنجاني صباح أمس الهاشمي لكن لم يحدد موعد يذكر من مكتب الهاشمي وقد ألغي الاجتماع لأسباب لم يذكرها المصدر ومازالت هناك اتصالات مستمرة لتنسيق لقاء يجمعهما.

وأكد ذات المصدر ان صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي قد قام بزيارة مفاجئة للهاشمي لم يفصح عن مضمونها إلا ان المصدر المطلع أكد انها جاءت بذات التوقيت سعيا من الحيدري لتحقيق لقاء ثنائي يجمع الهاشمي برفسنجاني بعد ان فشلت جميع المحاولات السابقة في تحقيق اللقاء.

ويذكر أن موقف الهاشمي من الزيارات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين لم يكن الأول من نوعه، إذا لم يحضر نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أيضا مراسم استقبال الرئيس الإيراني احمدي نجاد في زيارته الأخيرة للعراق.

من جهته، قال القيادي في كتلة الائتلاف العراقي الموحد علي الأديب، المقرب من المالكي، إن حل المشاكل مع دول الجوار لا يتم عن طريق إصدار البيانات بل عن طريق الحوار المتبادل.

وأوضح الأديب أن «حل المشاكل مع دول الجوار لا يتم عبر إصدار بيانات بل عن طريق الحوار المتبادل، خاصة أن أكثر من دولة أصبحت ممرا لتسلل الإرهابيين، ما أسفر عن تشكيل لجان دولية أمنية بين العراق ودول الجوار لمتابعة موضوع التدخلات الخارجية في الوضع الأمني العراقي»، بحسب وكالة (أصوات العراق). وأضاف الأديب أن «موقف الحزب الإسلامي غريب، لأن لدى العراق توجها باتجاه تحسين العلاقات مع دول العالم من اجل تخفيف حالات العنف وعلى رأسها دول الجوار». واعتبر الأديب الذي تشغل كتلته 82 مقعدا في مجلس النواب البالغ مجموع مقاعده 275 مقعدا أن «موقف الحزب الإسلامي تجاه الزيارة طائفي».