منازعو بوتفليقة على الرئاسة: 2 نافساه سابقا والباقون «قومي صاعد» وإسلاميان

«الرئيس المرشح» يريد فوزا ساحقا.. وحنون وتواتي يتسابقان على المرتبة الثانية

TT

أظهرت النتائج التي أعلنها المجلس الدستوري بالجزائر الليلة قبل الماضية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ستنافسه خمس شخصيات سياسية في انتخابات الرئاسة المقررة في 9 ابريل (نيسان) المقبل، اثنان كانا قد نافساه سابقاً في انتخابات عام 2004، والباقون يتوزعون بين «شخصية قومية صاعدة» وإسلاميين اثنين. وفيما يظهر «الرئيس المرشح» الأوفر حظاً بنيل غالبية الأصوات، فإن المرشحين لويزة حنون وموسى تواتي يبدوان، حسب مراقبين، المتنافسين الرئيسيين على المرتبة الثانية. فبعد دراسة ملفات 13 مرشحا، أبقى «المجلس الدستوري» على ستة مرشحين هم: عبد العزيز بوتفليقة وموسى تواتي ولويزة حنون، وعلي فوزي رباعين ومحمد السعيد ومحمد جهيد يونسي. واللافت أن القائمة تضم مرشحين نافسا الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004، هما لويزة حنون الأمينة العامة لـ«حزب العمال» اليساري، التي حلت ثالثة في ترتيب ستة مترشحين، وفوزي رباعين رئيس حزب «عهد 54» الذي عادت إليه المرتبة الأخيرة.

ويعتقد على نطاق واسع أن «الرئيس المرشح» سيكتسح الانتخابات المقبلة، وهو نفسه قال الأسبوع الماضي في تجمع، إنه يريد أن ينتخب رئيسا بأغلبية مريحة. ويقول مقربون من بوتفليقة إنه متأكد من فوزه بغالبية الأصوات، لكنه يخشى نسبة مشاركة شبيهة بالنسبة المسجلة في انتخابات البرلمان عام 1997 (35 بالمائة).

ويدخل موسى تواتي، مدعما بحزبه الذي يتقدم بخطى ثابتة نحو مربع الأحزاب الكبيرة وهي «جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي» و«حركة مجتمع السلم»، التي تدعم بوتفليقة. وحققت «الجبهة الوطنية» نتائج هامة في الاستحقاقات الماضية. ويرجح مراقبون حصول تواتي على المركزين الثاني أو الثالث مع حنون التي عزز حزبها موقعه في البرلمان والمجالس البلدية والولائية.

وتعد حنون، 56 سنة، من أشرس المدافعين عن القطاع العام، وأكثرهم رفضا لسياسة الخصخصة ما أكسبها مصداقية لدى مئات الآلاف من العمال والموظفين الذين تعوَل عليهم يوم الانتخاب. وتتعرض حنون منذ شهرين لانتقادات حادة من بعض الصحف، تأخذ عليها تصويت نواب حزبها لصالح تعديل الدستور الذي مكن بوتفليقة من الترشح لولاية ثالثة. وحصلت حنون في انتخابات 2004 على 1 بالمائة من الأصوات.

ويعرف فوزي رباعين لدى الرأي العام، بكونه نجل المجاهدة في حرب التحرير فاطمة أوزغان، لكن أيضا بشعار «مرشح الفقراء». ويجمع رباعين، 54 سنة، بين نشاطه التجاري كبائع نظارات وسط العاصمة وبين نشاطه كمدافع عن حقوق الإنسان. ويعاب عليه قلة نشاطه السياسي في المدة الفاصلة بين 2004 و2009. ويطلق عليه وصف «المرشح الموسمي» كناية على عدم ظهوره إلا في المواعيد الانتخابية. وحصل رباعين في الانتخابات الماضية على أقل من 0.5 بالمائة من الأصوات.

أما محمد السعيد الذي عرف بمعارضته السلطة، فيعرف أكثر بأنه سياسي إسلامي خرج من عباءة وزير الخارجية الأسبق احمد طالب الإبراهيمي، حيث كان مدير حملته في انتخابات 1999، وفي 2004 كان الناطق باسمه في انتخابات أقصي الإبراهيمي منها بسبب عجزه عن جمع عدد التوقيعات. ويشاع أن السلطات ساعدت محمد السعيد على الترشح، لدفع سكان منطقة القبائل التي يتحدر منها، على التصويت بكثافة. ومعروف أن نسب المشاركة في الاستحقاقات غالبا ما تكون ضعيفة في القبائل.

أما جهيد يونسي فيعد وجهاً جديداً في مشهد الترشيحات. وهو مناضل إسلامي، عرف على نطاق ضيق بنشاطه السري في صفوف «الجماعة الإسلامية» في فترة السعبينات، تحت قيادة المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله. ومع الأخير أسس «حركة النهضة الإسلامية» في 1990، ومعا أطلقا «حركة الإصلاح الوطني» في 1999. وفي 2004 قاد يونسي انقلابا أطاح بجاب الله من رأس الحزب، وعينه رفاقه أمينا عاما. ويقول مقربون منه إنه يعول على الوعاء الانتخابي الذي خلفته «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» للفوز في الانتخاب.