برلسكوني يدعو القذافي لقمة الثماني

قال له: نبحث عن مكان مناسب لخيمتك

القذافي وبرلسكوني خلال الحفل الذي شهدته مدينة سرت الليبية الليلة قبل الماضية بمناسبة ذكرى تحول ليبيا إلى «النظام الجماهيري» (ا.ب.ا)
TT

دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الزعيم الليبي معمر القذافي لحضور قمة الثماني المقررة في جزيرة لامادالينا الإيطالية في يوليو (تموز) المقبل. ونقلت صحيفة «كوريرا ديلاسيرا» الايطالية أمس عن برلسكوني قوله للقذافي: «نحن بصدد البحث عن مكان مناسب لخيمتك».

وكان برلسكوني قد وقع أول من أمس مع القذافي في سرت (وسط ليبيا) على معاهدة الصداقة والشراكة بين البلدين. وقال برلسكونى أمام البرلمان الليبي بالمناسبة، إن اليوم الثالث لقمة الثماني سيخصص لاستقبال القذافي، بصحبة خمس دول إفريقية، بهدف مناقشة مشاكل إفريقيا. وأنهى برلسكونى أمس زيارة سريعة إلى ليبيا، بعدما تبادل الطرفان وثائق التصديق على المعاهدة التي تم إبرامها في 30 أغسطس (آب) العام الماضي في مدينة بنغازي الليبية.

وبمناسبة العيد الـ 32 لإعلان تحول ليبيا إلى النظام الجماهيري اعتبارا من عام 1977، دعت ليبيا شخصيات مرموقة من كافة أنحاء العالم لحضور الاحتفالات الرسمية بالمناسبة، حيث وصلت أيضا في الإطار نفسه رئيسة اندونيسيا السابقة ميجاواتى سوكارنو.

وبعد توقيع الاتفاقية دعا القذافي مواطنيه إلى مد يد الصداقة والشراكة والتعاون إلى أصدقائهم الإيطاليين وأن يدركوا أن العلاقة الليبية ـ الإيطالية من الآن هي علاقة الند للند والاحترام والمساواة بين شعبين مستقلين يتمتع كل منهما بإرادة حرة. واعتبر أن الحظر القائم منذ قيام الثورة حتى الآن على الشركات الإيطالية في التعاقد معها إلا بموافقات كثيرة ومعقدة، ينبغي أن يرفع بهذه المعاهدة، بل وأن تصبح للشركات الإيطالية الأفضلية وتصبح إيطاليا الدولة الأولى في التعامل معها. وأعلن أنه وفقاً لهذه المعاهدة سيتم التعاون بين ليبيا وإيطاليا على كل الصعد وبكل الوسائل لمعرفة مصير آلاف المنفيين الليبيين، مبديا أسفه لعدم اهتمام الليبيين بهذه القضية الخطيرة خلال الفترة منذ عام 1945 وحتى قيام الثورة عام 1969. كما أعلن أن ليبيا وإيطاليا سيتعاونان فيما يخص قضية الألغام ونقل بعض المخطوطات أو الآثار من ليبيا إلى بريطانيا أو ألمانيا في الحرب العالمية الثانية وفي عهد الإدارة البريطانية، مطالبا تركيا بالمخطوطات الليبية التي نقلت إليها في العهد العثماني.

ومن جهته قال برلسكونى إن هذه المعاهدة تعني الصداقة الكبيرة بين بلدينا، مؤكدا أن إيطاليا إضافة إلى الالتزامات المالية، ستقوم ببناء المساكن، وستعالج في مستشفياتها ومن قبل أطبائها ضحايا هذا الماضي البعيد، وستعيد إلى ليبيا مخطوطات وكتبا وقطعا أثرية هامة. لكن انطونيو دي بييترو رئيس أحد أحزاب المعارضة الإيطالية رأى في المقابل أن معاهدة الصداقة والتعاون بين ليبيا وإيطاليا «كانت بدافع المصالح المالية وستضفي الشرعية على دولة شمولية، حيث سيستمر انعدام الديمقراطية».

إلى ذلك، تكثفت الاستعدادات الموريتانية لاستقبال القذافي بعد أن اختار بلدة قرب نواكشوط لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف الأسبوع المقبل. فقد بدأت الوفود الليبية تتوافد على فنادق نواكشوط. ومنذ أيام، أقامت ليبيا جسراً جوياً يربط البلدين، إذ حطت في مطار نواكشوط عشرات الطائرات المحملة بالمئات من ضباط الأمن وأفراد الجيش ورجال السياسية وموظفي التشريفات إضافة إلى العديد من السيارات المصفحة وبعض المعدات الأخرى. وتم تحديد منطقة صحراوية في ضفاف المحيط تقع على بعد 10 كيلومترات من العاصمة تسمى «تيدره» ويعتقد أنها منطلق حركة المرابطين التي شكلت نواة الفتوحات الإسلامية في إفريقيا. وفيما ذكرت مصادر ليبية رفيعة أن القذافي قرر في البداية أداء صلاة بمناسبة المولد النبوي في مدينة طوبا في السنغال، فإن الأزمة السياسية التي تعيشها موريتانيا حاليا حركت بوصلة القذافي لتغيير وجهته، ربما لأنه يرغب في الاقتراب أكثر من أطراف الأزمة بعد أن طلب منه المجتمع الدولي رعاية حوار مشترك باعتباره الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الذي يشرف على إدارة هذا الملف.