عريقات لـ«الشرق الأوسط» أبو مازن يبحث مع كلينتون الالتزامات والاستيطان وحكومة الوحدة

وزيرة الخارجية الأميركية تركز على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية

شيمعون بيريس يستقبل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مكتبه بالقدس الغربية بباقة ورد، امس (إ ب أ)
TT

يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) ظهراليوم في مقر المقاطعة برام الله وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وذلك في أول زيارة لها للمنطقة منذ توليها حقيبة الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما.وستلتقي كلينتون ايضا مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قبل ان تغادر المنطقة الى اوروبا في طريق عودتها الى بلادها.

وقال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية: إن «أبومازن سيبحث مع كلينتون 3 قضايا عندما يلتقيها ظهر اليوم في رام الله». وهذه القضايا كما قال عريقات وهو الشخصية الفلسطينية الأكثر قربا من ابومازن، لـ «الشرق الأوسط» «القضية الأولى هي الالتزامات المترتبة على الجانبين. على الجانب الفلسطيني الاتفاقات الموقعة والسلاح الشرعي الواحد وسلطة القانون. وعلى إسرائيل مبدأ الدولتين والاتفاقات الموقعة ووقف الاستيطان. وسيركز ابو مازن أيضا على ان اللجنة الرباعية وعلى رأسها الولايات المتحدة يجب ان تتعامل بمعيار واحد مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. واذا ما تشكلت في اسرائيل حكومة ترفض الاتفاقات الموقعة ومبدأ الدولتين وتواصل الاستيطان فلن تكون شريكة لنا». وتابع القول «هذه النقطة الأولى والنقطة الثانية هي مسألة الاستطيان (اسرائيل تنشط استيطانيا) في منطقة إي- 1 شرق القدس المحتلة وحي البستان في بلدة سلوان (المتاخمة للسور الجنوبي للحرم القدسي الشريف).. يجب إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف كل هذه النشاطات الاستطيانية والتدميرية والعبثية. أما القضية الثالثة فهي قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تشكل عنوان المرحلة الحالية. ونحن نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية متمسكة بالتزامات منظمة التحرير. ولا داعي لأي طرف في من يكون على رأس الحكومة إذا ما التزمت ببرنامج منظمة التحرير». وردا على سؤال ان كانت الادارة الاميركية قد ابلغت السلطة بانها ستتعامل مع حكومة وحدة اوضح عريقات «ان جورج متشيل (مبعوث السلام الاميركي) قال لنا المهم هو البرنامج وليس الاشخاص.. وها نحن سنستمع الى ما ستقوله لنا هيلاري كلينتون عندما تجتمع معنا غدا (اليوم)».

وكانت كلينتون قد قضت امس في اسرائيل، حيث أجرت محادثات ماراثونية مع أبرز القادة السياسيين، منهم الرئيس شيمعون بيريس، ورئيس الوزراء أيهود اولمرت ووزيرة الخارجية ستيفي ليفني ورئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو. وزارت كلينتون ايضا متحف المحرق النازية في القدس.

وأعلنت كلينتون، ان ما تفعله هي ومساعدوها ومساعدو الرئيس أوباما في الشرق الأوسط يصب في خدمة تحقيق التسوية السلمية على أساس مبدأ «دولتين للشعبين. وقالت إنه لا يوجد حل آخر لهذه التسوية. غيرأن نتنياهو، المعروف بامتناعه عن تأييد تسوية كهذه، قد ذكر في ختام لقائه مع كلينتون، ان موضوع الدولتين لم يناقش. إلا ان كلينتون لم تبق مجالا للشك في ان هذا هو ما تسعى اليه بلادها. بل قالت إنه لا يوجد لدى ادارة الرئيس أوباما وقت تضيعه في محادثات كلامية وهي تسعى بشكل حثيث الى التوصل لهذه التسوية. وانها ستعمل مع كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس حكومته فياض، من أجل اقامة الدولة الفلسطينية. وأوضحت كلينتون ان الجدول الزمني لعملها في هذ الشأن، سيبدأ أولا بانتظار تشكيل حكومة ثابتة في اسرائيل، ثم تحقيق التهدئة التامة بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك يتطلب وقف اطلاق الصواريخ من القطاع ووقف تهريب الأسلحة. والخطوة التالية تكون في سد احتياجات قطاعات غزة الحيوية وبعدئذ يبدأ التفرغ للتسوية الدائمة. وأكدت ان كل خطوة تقوم بها في كل المراحل تفضي في النهاية الى هذه التسوية. وكانت كلينتون قد استهلت زيارتها بتصريحات أشارت فيها الى الضرر الذي يلحقه الاستيطان في الضفة الغربية وقالت إن هذا الاستيطان يجب ان يتوقف بكل أشكاله. كما دعت اسرائيل الى فتح المعابر وتزويد قطاع غزة بما يحتاجه من مواد غذائية وأدوية. وعندما سئلت عن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة تحت قيادة أوباما وبين اسرائيل بقيادة حكومة نتنياهو، أجابت ان هناك قيماً مشتركة بين اسرائيل والولايات المتحدة تجعل العلاقات الحميمة أقوى من الخلافات. وانها لا تتوقع ان تكون هناك مجابهات بين الحكومتين«ستكون هناك اختلافات في وجهات النظر حتما وسنسمع انتقادات للأمور التي لا تعجبنا، ومن حق إسرائيل أيضا أن تنتقد سياستنا، ولكن هذه الخلافات ستبقى في إطارخلافات الحلفاء والأصدقاء».

وهذا ما قاله أيضا نتنياهو، الذي أكد ان لقاءه مع كلينتون كان جيدا جدا واتسم بالحميمية والصداقة. وانهما اتفقا على اللقاء مرة ثانية بعد تشكيل الحكومة. كما ان كلينتون أعلنت ان المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، سيصل قريبا الى المنطقة لاستئناف الجهود لمسار التهدئة والمفاضات.