فرنسا تعين مبعوثا لأفغانستان وباكستان.. بحثا عن سياسة جديدة

لولوش يؤكد أن الانسحاب في الوقت الحالي ليس خيارا وسيعني عودة طالبان للسلطة

TT

حذت فرنسا حذو الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا، وعينت مبعوثا خاصا لها إلى أفغانستان وباكستان. وبناء على اقتراح وزير الخارجية برنار كوشنير، عين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النائب بيار لولوش، الخبير في الشؤون الاستراتيجية، ممثلا خاصا لفرنسا في هذين البلدين. وقال كوشنير في مؤتمر صحافي عقد في الخارجية الفرنسية أمس، إنه تم اختيار لولوش «لأنه يعرف أفغانستان والظروف الاستراتيجية» التي تحكم هذا البلد وعمل القوات الدولية فيه.

وقدم لولوش تقريرا عن الوضع في أفغانستان عقب مهمة دراسة لبعثة نيابية زارت كابل وعواصم أخرى. ويتضمن التقرير وصفا للوضع في أفغانستان ومجموعة من التوجهات والمقترحات العملية.

ويأتي تعيين لولوش فيما ينتظر أن تطلب الولايات المتحدة رسميا من حلفائها زيادة مساهماتهم في القوة الدولية في أفغانستان بعد أن قررت واشنطن إرسال أكثر من 17 ألف جندي إضافي في محاولة منها لتحقيق نوع من الاستقرار ومنع تدهور الوضع. وحتى الآن، تؤكد فرنسا أنها لن تزيد عديد قواتها هناك، بل إنها في أفضل الأحوال مستعدة، كما قال كوشنير أمس، لإرسال عدد من الفنيين للمساهمة في تأهيل رجال الشرطة والدرك الأفغانيين فيما يقوم ضباط فرنسيون بالمشاركة في تأهيل وحدات من القوات الأفغانية.

غير أن مهمة لولوش، وفق كتاب التعيين الذي أرسله ساركوزي، أبعد من ذلك، وهي تقوم على اقتراح «سياسة جديدة» في أفغانستان تأخذ بعين الاعتبار، ليس فقط الجوانب العسكرية بل أيضا الجوانب السياسية والمدنية من الخدمات الصحية والتعليم والتأهيل والرعاية الاجتماعية وغير ذلك من الإجراءات.

وتعتبر فرنسا أن «الانتصار العسكري» في أفغانستان ليس متاحا بل الأهم، كما قال الوزير الفرنسي، «تمكين الأفغان من إدارة شؤونهم بأنفسهم». وستقام في الخارجية الفرنسية «خلية أفغانية» تضم ممثلين عن الخارجية والوزارات الفرنسية المعنية والخبراء والمجتمع المدني وكل جهة معنية بالوضع الأفغاني وبالحضور الفرنسي في هذا البلد.

ووصف لولوش مهمته التي تمتد إلى ستة أشهر بأنها «قوة عقلية ضاربة» ستعمد إلى «تجميع الأدمغة» وتقديم مقترحات عملية للسلطات الفرنسية، شارحا انه سيعمد بداية للتشاور مع الأوروبيين الذين لديهم قوات عاملة في أفغانستان ثم مع الولايات المتحدة الأميركية. وترى باريس أن واشنطن تمر بـ«مرحلة استماع» لما يمكن أن يقترحه حلفاؤها ولذا من المهم اغتنام هذه الفرصة «لمحاولة التأثير على الموقف الأميركي».

وقال لولوش إن أحد أهدافه إعادة النظر بالسياسة الفرنسية والتأثير على سياسة الحلفاء، خصوصا السياسة الأميركية، مؤكدا أن نطاق عمله يشمل كافة القطاعات. ولفت إلى أنه يتعين اخذ العامل الباكستاني بعين الاعتبار. ورأى لولوش أنه من الضروري التركيز على شق صف طالبان والقوات المناهضة للحكومة الأفغانية باعتبار أن هؤلاء ينتمون إلى «أطراف عديدة». وأكد أن الانسحاب من أفغانستان «ليس خيارا وإذا حصل فسيعني عودة طالبان إلى السلطة والرجوع سنوات إلى الوراء».

وفي رسالة التكليف، قال ساركوزي إن «الأزمة الأفغانية وعدم الاستقرار في باكستان يجسدان مشكلة واحدة»، موضحا أن أولوية فرنسا هي «منع إقامة نظام متشدد في أفغانستان ومنع زعزعة استقرار باكستان وتقليص التهديد الإرهابي في هذه المنطقة التي أصبحت نواة له».