مخاوف في كركوك من تبعات الانسحاب الأميركي بدون إيجاد حلول لمشاكلها

مقتل أحد شيوخ العشائر الكردية خلال محاولة لخطف نجله

TT

اعلن مصدر امني عراقي مقتل احد شيوخ العشائر الكردية خلال محاولة لخطف نجله أمس في مدينة كركوك شمال بغداد. وقال العميد عادل زين العابدين من شرطة كركوك (255 كلم شمال بغداد) ان «مسلحين مجهولين اغتالوا الشيخ وريا فتاح خليل الكاكي».

واوضح المصدر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ان «ثلاثة مسلحين مجهولين هاجموا منزل الشيخ الواقع في حي الواسطي (جنوب) بهدف خطف نجله وعندما قاومهم الشيخ، اطلقوا عليه النار واردوه في الحال». واكد ان المسلحين فروا دون خطف نجل الكاكي. ويعمل الكاكي (62 عاما) في احدى دوائر وزارة التجارة في كركوك.

الى ذلك تباينت آراء المسؤولين الذين تحدثت اليهم «الشرق الأوسط» في مدينة كركوك، بخصوص ما قد يتبع انسحاب القوات الاميركية من العراق في ضوء الجدولة الزمنية التي حددها الرئيس باراك اوباما في خطابه قبل ايام، رغم ترحيب الجميع بذلك الانسحاب. فالمحافظ عبد الرحمن مصطفى، وهو من القومية الكردية، بدا متفائلا بخصوص المسألة واكد بان الحديث عن اندلاع مشاكل مستقبلية بين اطياف كركوك سابق لأوانه الان. الأ أن راكان سعيد الجبوري نائب المحافظ توقع بان مشاكل عويصة ستندلع في كركوك اذا انسحبت القوات الاميركية دون وضع حلول جذرية للمشاكل العالقة هناك. وفي تعليقه على اعلان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قبل ايام عن جاهزية القوات العراقية لتسلم الملف الامني في البلاد ،خصوصا في كركوك قال الجبوري «بالفعل اذا وجدت في كركوك قوات من الجيش العراقي فان الاوضاع ستكون افضل بلا شك، اما اذا بقيت الاوضاع على ماهي عليه الان ورحلت القوات الاميركية عن كركوك والعراق فان الامور ستتدهور قطعا في اعتقادي».

وفي تعليقه على ما اذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق دون حلحلة مشكلة كركوك، قال نائب المحافظ، الذي يعتبر ذا شعبية واسعة في اوساط سكان كركوك بمختلف قومياتهم نظرا لمواقفه وآرائه وتوجهاته المتزنة وخدماته الجليلة «نحن الى الان نتعامل مع انسحاب مسؤول للقوات الاميركية، اما اذا حصل العكس لا سمح الله وبشكل مفاجئ، فاعتقد ان كركوك ستشهد فوضى عارمة». وقال الجبوري «عندما التقينا، نحن اعضاء الكتلة العربية في كركوك بنائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن اثناء زيارته لكركوك مؤخرا، قلنا له بالحرف: اذا تركت القوات الاميركية العراق دون حل قضية كركوك، فان الولايات المتحدة ستتحمل كامل المسؤولية عما سيحدث في هذه المدينة».

نفس الشيء اكده ايضا عبد الله سامي العاصي رئيس الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك، الذي رأى ان حل قضية كركوك حلا جذريا في ظل الظروف الراهنة، التي تشهد فيها المدينة حالة من الاستقرار النسبي، هو افضل الحلول قبل ان تترك القوات الاميركية الساحة، والمشكلة قائمة دون حلول وقال «بما ان السلطة خاضعة لسيطرة جانب واحد في كركوك وهو الجانب الكردي، فان احتمالات اندلاع المشاكل والنزاعات واردة وقائمة، لذلك اكدنا لنائب الرئيس الاميركي بايدن ضرورة حل قضية كركوك حلا جذريا ومنصفا يرضي جميع الاطراف، قبل اي سحب للقوات الاميركية». وبخصوص قدرة القوات العراقية على حفظ الامن وفرض القانون في كركوك بعد انسحاب القوات الاميركية، قال العاصي «نحن نعلم بان امكانية قوات الجيش والشرطة العراقية مابرحت متواضعة ولم تصل الى المستوى الذي يؤهلها لفرض سيطرتها على ادارة الامن في العراق، اذ ان الجيش العراقي لم يكتمل حتى الان، من حيث العدة والعدد كي يتولى مهام حفظ الامن او درء المخاطر والتهديدات الخارجية عن البلاد كليا».

اما رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك وهو كردي وقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، فقد رأى ان توقع حدوث مشاكل او قلاقل في كركوك امر منوط بطبيعة وموعد انسحاب القوات الاميركية من العراق. ومن السابق لأوانه الان الحديث عن مشاكل او نزاعات عرقية في كركوك مسقبلا، واضاف «هناك جهود مكثفة تبذل على المستوى الدولي من قبل الامم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وعدد آخر من البلدان الصديقة للوصول الى اتفاق شامل بخصوص قضية كركوك بالتعاون مع الحكومة العراقية، واذا تكللت تلك الجهود بتحقيق الاتفاق المنشود، فان الحديث عن المشاكل العرقية سيصبح عديم الفائدة».

لكن الجانب التركماني، دعا الى انسحاب اميركي مسؤول عن العراق وكركوك على نحو خاص. وقال حسن توران نائب رئيس حزب العدالة التركماني وعضو مجلس محافظة كركوك عن قائمة الجبهة التركمانية «ان الانسحاب الاميركي من العراق عموما وكركوك بشكل خاص ينبغي ان يخضع للتدارس والنقاش بين جميع المسؤولين الاتحاديين والمحليين في العراق، لا سيما في منطقة حساسة مثل كركوك وينبغي ان يسبق ذلك تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع مكونات سكان كركوك واقرار الادارة المشتركة للمدينة الى جانب وضع اسس تكفل رسم مستقبل محافظة كركوك وفقا لقاعدة توافقية ترضي جميع الاطراف، وفي اعتقادي اذا تحققت هذه الامور، فان كركوك ستكون في مأمن من اي مشاكل مستقبلية بعد انسحاب القوات الاميركية». واردف توران يقول «نقصد بالانسحاب المسؤول للقوات الاميركية من العراق تشكيل قوة نظامية ومدربة وغير قائمة على المحاصصة والولاء السياسي لتتولى حفظ الامن في كركوك بعد انسحاب القوات الاميركية، ونتمنى ان تكون القوات العراقية جاهزة لتسلم الملف الامني في المحافظة، كما اكد السيد رئيس الحكومة، لكن علينا ان لا ننسى المشاكل التي حدثت مؤخرا في خانقين، التي لولا تدخل القوات الاميركية وجهات اخرى لأندلع قتال او مشاكل».