«كديما» يقرر عدم الانضمام لحكومة نتنياهو وباراك يجند بيريس لإقناع حزبه بالمشاركة

رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بدأ يشعر بأضرار حزب ليبرمان

TT

قررت قيادة حزب «كديما»، برئاسة تسيبي ليفني، بشكل نهائي عدم الدخول الى ائتلاف مع حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، وتركه «يتخبط في حكومة اليمين المتطرف»، لكن رئيس حزب العمل وزير الدفاع، ايهود باراك، بدأ حملة علنية لاقناع قادة حزبه بالانضمام الى هذه الحكومة. وقام بتجنيد رئيس الدولة، شمعون بيريس، وهو من مؤسسي «كديما»، بالضغط على رفاقه حتى يؤيدوه في هذه الحملة.

واعترف نتنياهو، أمس، انه يواجه مصاعب جمة في تشكيل الحكومة ولكنه يصر على انجاز هذه المهمة في وقت قصير. وكان نواب حزب «كديما» قد اجتمعوا للبحث في عرض نتنياهو تشكيل طواقم مفاوضات بين الحزبين لصياغة برنامج الحكومة القادم بشراكة كاملة، على ان تتولى ليفني منصب القائمة بأعمال رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية ويتولى شاؤول موفاز منصب وزير الدفاع ويحصل «كديما» على عدد مساو لعدد الوزراء من حزب الليكود. وقالت ليفني ان عرض نتنياهو لا يوفر الحد الأدنى المبدئي للشراكة، وذلك في القضية السياسية بالأساس وفي مقدمتها ادارة مفاوضات مخلصة وواضحة للسلام مع الفلسطينيين على أساس مبدأ دولتين للشعبين. وقالت ان موقف نتنياهو الغامض لا يبشر بالخير بالنسبة لمكانة اسرائيل الدولية – «فنحن نعيش في أفضل علاقات دولية مع العالم، وسياسة نتنياهو ستدمر هذه العلاقات».

وأثنى على كلامها نائب رئيس الحكومة، حايم رامون، الذي قال ان نتنياهو سيؤدي الى اغلاق أبواب البيت الأبيض أمام اسرائيل وانه «لا يدرك التحولات الجارية في العالم بعد انتخاب الرئيس باراك اوباما في الولايات المتحدة ويحسب انه بالعودة الى سياسة الرسائل ذات الوجهين يمكن الصمود في هذا العصر وعلينا ان لا نساعده على هذه السياسة». وقال النائب مئير شطريت ان نتنياهو أدخل نفسه في ورطة عندما بدأ مسيرته السياسية بتشكيل تحالف مع أحزاب اليمين المتطرف، وعلى «كديما» أن لا تساعده على الخروج من الورطة.

ولكن شاؤول موفاز وثلاثة نواب من أنصاره رفضوا هذا التوجه وقالوا ان الواجب يحتم تشكيل وفد مفاوضات مع الليكود لسماع ما هو مستعد له في الموضوع السياسي و «بعدئذ نجتمع ونتخذ القرار». واعتبر موفاز رفض عرض نتنياهو من دون مفاوضات «صفعة لجمهور الناخبين الذي منحنا 28 مقعدا». وفي التصويت حظي اقتراح ليفني بأكثرية الأصوات، وفيه اصرار على الجلوس في مقاعد المعارضة. ولكن قرار «كديما» الجلوس في المعارضة قوبل بموقف معاكس من رئيس حزب العمل، ايهود باراك، الذي خرج بحملة لاقناع رفاقه في الحزب بأن يوافقوا على عرض نتنياهو الانضمام للحكومة ومنحه وزارة الدفاع رغم ان حزبه فاز فقط بـ 13 مقعدا. وتوجه باراك الى ليفني بشكل شخصي وقال لها ان نتنياهو مرن وليس متطرفا كما تعتقد. وقال: «راجعي التاريخ، فستجدينه قد أعطى الفلسطينيين أكثر مما أعطيناهم نحن أجمعين». وتوجه باراك الى الرئيس شيمعون بيريس طالبا تدخله لاقناع قادة حزب العمل بقبول عرض نتنياهو والانضمام الى حكومته، بدعوى «وجود تحديات خطيرة أمام اسرائيل تستوجب الوحدة الوطنية». وذكرت مصادر في حزب العمل ان بيريس بدأ فعلا جهودا لاقناعهم. يذكر ان نتنياهو يواجه صعوبات داخل حزبه ومعسكره اليميني في تشكيل الحكومة. ففي حزبه بدأ سلفان شالوم حملة لاجباره على تعيينه وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي يطالب به أفيغدور لبرمان، رئيس حزب «اسرائيل بيتنا». وبدأ قادة الطائفة العربية الدرزية حملة لتعيين النائب أيوب قرا وزيرا في حكومته. ويطالب نواب الليكود الاحتفاظ لأنفسهم بوزارات أساسية مثل وزارة الدفاع، التي يريد نتنياهو منحها لباراك، ووزارة المالية ووزارة القضاء اللتين يطالب بهما لبرمان، ووزارتي الداخلية والتجارة والصناعة اللتين يطالب بهما حزب «شاس». ويطالب ممثلو المستوطنين بوزارة الاسكان، التي تشرف على البناء الاستيطاني. وقال مقرب من نتنياهو انه بات يشعر الآن بأضرار حزب ليبرمان على حكومته وسمعتها في الخارج. ولاحظ من أسئلة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ان العالم الغربي يتوقع منه تشكيل حكومة أخرى، حتى لو أدى ذلك الى تنازله عن رئاسة الحكومة لصالح ليفني لنصف الدورة. ويقولون انه بات في ورطة حقيقية لا يعرفون كيف سيتجاوزها.