بري يتهم رايس بإعطاء «أمر العمليات اليومي» في حرب إسرائيل على لبنان

في كلمة افتتاح المؤتمر الدولي الرابع في طهران خامنئي: يقولون إن قضية فلسطين تخص العرب فقط.. لكن إذا كان العرب لا يساعدون غزة فلن تستطيع إيران قبول هذا

TT

اتهم نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني زعيم حركة امل، وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس، باعطاء «امر العمليات اليومي» خلال حرب اسرائيل على لبنان في صيف 2006. وكان بري يتحدث امام «المؤتمر الدولي الرابع لدعم الشعب الفلسطيني» امس في العاصمة الإيرانية طهران تحت عنوان «فلسطين رمز المقاومة.. غزه ضحية الإجرام».

وافتتح المؤتمر اعماله امس بمشاركة مسؤولين من أکثر من 80 بلدا، وهيئات برلمانية من أکثر من 30 بلدا. وحضر المؤتمر دول عربية في مقدمتها سورية، كما شاركت فيه حماس بوفد برئاسة موسى ابو مرزوق وعضوية محمود الزهار واخرين. وتخلفت عنه السلطة الفلسطينية. واشار بري الى «البعد الاميركي لهذه الحرب انطلاقاً من مسؤولية ادارة الرئيس السابق جورج بوش، كما عن حربي افغانستان والعراق، كذلك عن حربي اسرائيل ضد لبنان وفلسطين، الى حد تولي هذه الادارة الاميركية السابقة ليس فقط الخطط السياسية المرافقة للعمليات الحربية الاسرائيلية على المسارين اللبناني والفلسطيني، انما تولي الوزيرة رايس شخصياً اعطاء امر. ومن ثم وبعد الفشل العسكري الاسرائيلي على جبهتي الجنوب وغزة في تحقيق اي اختراق أقدمت رايس على توقيع الاتفاقية الامنية الاميركية ـ الاسرائيلية مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني أخيراً».

وقال بري: «هناك الكثير من الخبراء في شؤون الشرق الاوسط في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذين يعرفون ان ما يجري في هذه المنطقة هو سباق مع الزمن بين صنع السلام او نجاح الادارة الاميركية في انتاج المزيد من اعدائها وخلق مناخات جديدة للعنف والارهاب». ونبه الى ان «الحرب الاسرائيلية الثالثة ضد الشعب الفلسطيني لم تنته فصولاً. وهي تتواصل سياسياً واقتصادياً واعلامياً، وكذلك عبر الدلالات التي عبرت عنها الانتخابات الاسرائيلية وأولها تنامي اليمين الاسرائيلي وسيطرته على الحكومة». وقال: «ان اسرائيل تعودت بعد كل حرب على اتباع وسائل وأساليب متعددة لطمس جرائم الحرب المرتكبة واخفاء البصمات السوداء لجنودها عن الضحايا الابرياء، وبالتالي تحويل انتباه الرأي العام العالمي نحو اتجاهات اخرى وتشتيت الاهتمام بالوقائع المترتبة على الحروب نحو عناصر ثانوية. ودعت طهران المسلمين الى «المقاومة لانقاذ فلسطين»، رافضة حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية. وقال المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي امس ان «المقاومة هي الطريقة الوحيدة لانقاذ فلسطين» واصفا اسرائيل بالورم السرطاني. وتطرق خامنئي مجددا الى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين يليها استفتاء حول مستقبل الاراضي الفلسطينية. وانتقد خامنئي الامم المتحدة لالتزامها الصمت حيال العدوان على غزة وبعض الدول العربية لعدم وقوفها إلى جانب الفلسطينيين. وقال خامنئي دون أن يحدد دولة بالاسم: «يقول البعض إن القضية الفلسطينية هي مسألة تخص العرب فقط، لكن إذا كانت الدول العربية لا تساعد سكان غزة، بل وتتعاون مع العدو، فلن تستطيع الدول الاسلامية العربية مثل إيران قبول مثل هذا النهج». واستطرد قائلا «إن السبيل الوحيد لتسوية المشكلة الفلسطينية هو مواصلة المقاومة. ورفض الحجج القائلة بأن إسرائيل صارت مع مر الزمن واقعا «جيوسياسيا» وقال إن دولا كثيرة في الاتحاد السوفياتي السابق ودول البلقان «عادت إلى جذورها الوطنية الحقيقية» خلال العقود الاخيرة. واعتبر خامنئي ان لا فرق بين نهج الرئيس الاميركي الجديد ونهج سلفه جورج بوش.

ودعا خامنئي الى ملاحقة «المسؤولين السياسيين والعسكريين (الاسرائيليين) الذين كان لهم دور في كارثة غزة». وقال ان«الخطوة الاولى هي كسر الحصانة التي يحظى بها هذا النظام الاجرامي (الاسرائيلي) وإقامة محكمة جرائم حرب لمحاكمة زعمائه بسبب الجرائم والمذبحة التي ارتكبوها في غزة». كذلك دعا الرئيس محمود احمدي نجاد الذي تلاه على المنصة الى تشكيل «جبهة شاملة معادية للصهيونية» والى «معاقبة المجرمين الصهاينة». وكان مكتب النائب العام الايراني أعلن في وقت سابق الاسبوع الحالي أنه طلب الى الشرطة الدولية (الانتربول) إصدار أوامر توقيف بحق 14 من كبار المسؤولين السياسيين الاسرائيليين و114 قائدا عسكريا بينهم رئيس حكومة تسيير الاعمال إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. غير أن الانتربول نفى أن يكون تلقى طلبا من هذا القبيل من إيران أو أي من الدول الاعضاء فيه، وهي 178 دولة.