باكستان: اعتقال 24 شخصا بعد يوم من الاعتداء على فريق الكريكيت السريلانكي

رئيس الـ«إف بي آي» في باكستان.. وزرداري يرفض الحوار مع طالبان

TT

بعد يوم على شن مسلحين هجوما على فريق الكريكيت السريلانكي في لاهور بباكستان، شنت الشرطة الباكستانية حملة اعتقالات أدت إلى توقيف 24 شخصا في محاولة لكشف هوية منفذي الاعتداء. وتمكن منفذو الهجوم وعددهم 12 جميعهم مدربون ومجهزون بأسلحة متطورة، من مقاومة قوات الأمن لعدة دقائق قبل أن يلوذوا بالفرار في سيارات مسروقة ويختفي أثرهم في لاهور التي يفوق عدد سكانها العشرة ملايين نسمة. وأسفر إطلاق النار عن مقتل ثمانية أشخاص هم ستة شرطيين واثنين من المدنيين وإصابة ثمانية لاعبين من فريق الكريكيت السريلانكي.

وعرضت السلطات مكافأة بقيمة 125 ألف دولار لقاء أي معلومات موثوقة، وأعلنت استجواب خمسة أشخاص بحلول مساء أول من أمس. إلا أن الدوافع وهوية المهاجمين لا تزال مجهولة بعد 24 ساعة على الاعتداء. وكان قائد الشرطة في لاهور حبيب الرحمن قال يوم وقوع الاعتداء إن «الهدف كان على ما يبدو قتل الفريق السريلانكي» وإن تدخل الشرطة حال دون وقوع مجرزة.

من جهته، أكد الرئيس الباكستاني علي زرداري في كلمة نشرت أمس في صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بلاده لن تتفاوض مع طالبان وأن «لا مكان للفشل» في حرب العالم ضد الإرهاب. ويعمل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي كهمزة وصل بين جهازي الاستخبارات الباكستاني والهندي في التحقيق الجاري عن الهجمات الإرهابية التي وقعت أحداثها في مومباي، والمزعوم قيام جماعات مسلحة باكستانية بتنفيذها في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وقد وصل أمس فريق من محققي المباحث الفيدرالية يرأسه روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى إسلام أباد لعقد اجتماعات مع المحققين الباكستانيين الذين أجروا تحقيقًا حول الضلوع المزعوم لجماعات إرهابية باكستانية في الهجمات الإرهابية على العاصمة المالية للهند مومباي. ورافق فريق المحققين الفيدراليين المكون من ثلاثة أفراد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر، حيث وصلوا جميعًا إلى إسلام أباد بعد مساعدتهم للمحققين الهنود في تحقيقاتهم الخاصة بالهجمات الإرهابية التي حدثت في مومباي. وصرح مسؤول باكستاني لـ«الشرق الأوسط» بأنه بعد معارضة الهند إجراء تحقيقا مشتركا حول أحداث مومباي الإرهابية، عمل محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي كهمزة وصل بين الاستخبارات الهندية والباكستانية. والجدير بالذكر أن الهند رفضت في العام السابق مقترحًا باكستانيًا بإقامة تحقيقات مشتركة بشأن الهجمات الإرهابية، التي أزهقت أرواح أكثر من 200 مواطن هندي. وإزاء الرفض الهندي، أقام كل من المحققين الباكستانيين والهنود تحقيقات منفصلة حول تلك الهجمات كل على حدة. ومن جانبهم، خلص المحققون الهنود إلى أن جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية الإرهابية تقف مباشرة وراء تلك الهجمات الإرهابية. وتوصل المحققون الباكستانيون إلى نتيجة مشابهة، رغم مطالبة الحكومة الباكستانية نظيرتها الهندية الشهر الماضي بتقديم المزيد من المعلومات المتعلقة بالتفجيرات الإرهابية حتى يتسنى للمحققين في باكستان مواصلة تحقيقاتهم. وأبلغ وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك، روبرت مولر أن باكستان اعتقلت حتى الآن 8 مخططين رئيسيين لأحداث مومباي، بما فيهم من لهم علاقة وثيقة بعسكر طيبة. وقال مسؤول بارز بوزارة الداخلية الباكستانية: «أطلع وزير الداخلية (الباكستاني) روبرت مولر على أن الهند لم ترد حتى الآن على قائمة الأسئلة التي أرسلها المحققون الباكستانيون لنظرائهم الهنود، والتي على أساسها يمكن مواصلة التحقيقات في باكستان». وإلى جانب مباحثات روبرت مولر مع وزير الداخلية الباكستاني، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الهندي يوسف رضا جيلاني، وناقش معه القضايا التي توصل إليها المحققون الباكستانيون حتى الآن حول أحداث مومباي الإرهابية. كما أجرى فريق المباحث الفيدرالية اجتماعًا مع المسؤولين بالاستخبارات الباكستانية المشتركين مباشرة في التحقيقات المتعلقة بالهجمات الإرهابية.

وأوضح مسؤولون باكستانيون أن مدير مكتب التحقيقات الأميركي سلم بعض المعلومات الجديدة إلى المحققين الباكستانيين المتعلقة بتلك الأحداث الإرهابية. وفريق التحقيقات الأميركي الذي يزور باكستان حاليًا، يقيم بصورة دائمة في نيودلهي، ويساعد المحققين الهنود في تحقيقاتهم حول أحداث مومباي. وقال مسؤولون باكستانيون بارزون لـ«الشرق الأوسط» إن فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي زود المحققين الهنود بأدلة دامغة تتعلق بالاتصالات الهاتفية بين المسلحين العشرة في أحداث مومباي والجماعات الإرهابية المستقرة في باكستان. وأوضح مسؤول باكستاني بارز أن خبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي زودوا المحققين الباكستانيين بنفس هذه المعلومات الاستخباراتية.