الناتو يستعد لاستئناف علاقاته مع روسيا قبل لقاء كلينتون ولافروف

بايدن في بروكسل الأسبوع المقبل لبحث الإستراتيجية تجاه أفغانستان وباكستان

TT

يبحث حلف شمال الأطلسي «الناتو» امكانية استئناف علاقاته مع روسيا اليوم في اجتماع وزاري، تشارك فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمرة الأولى منذ تعيينها. وتوقعت مصادر دبلوماسية في بروكسل موافقة وزراء الخارجية على إعادة العلاقات إلى نمطها الطبيعي مع موسكو، وذلك قبل لقاء كلينتون مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف غداً في جنيف.

وكان وزراء خارجية «الناتو» قرروا قطع العلاقات مع روسيا بعد نزاعها المسلح مع جورجيا الصيف الماضي، إلا أنهم قرروا في اجتماعهم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إعادة العلاقات بشكل غير رسمي مع سفير روسيا لدى الناتو ديمتري روغوزين. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط»:«بعد التعاطي التدريجي مع روسيا، قررت الناتو انه على الرغم من الخلافات يجب أن يكون هناك حوار تدريجي من أجل إعادة التعاون ضمن إطار مجلس الناتو- روسيا». واعتبرت المصادر ان هذه الخطوة تتماشى مع رغبة الولايات المتحدة في تحسين العلاقات مع روسيا.

ويبحث وزراء خارجية «الناتو» هذا القرار الذي تؤيده الكثير من الدول الأوروبية، منها فرنسا وإسبانيا، بينما تشعر دول أخرى، مثل جمهورية التشيك، بقلق من هذا التطور، إذ لا تريد ان يكون قرار روسيا بالاعتراف باستقلال اقليمي اسويتيا الجنوبية وابخازيا من جورجيا امر واقع يقبله «الناتو». وعلى الرغم من توقع دوائر دبلوماسية في بروكسل موافقة الوزراء على هذا القرار، الا ان قرارات «الناتو» تؤخذ بالإجماع، واذا عارضت أي من الدول هذا القرار قد يؤجل استئناف العلاقات بين «الناتو» وموسكو.

وقال جيمس آباثوراي، الناطق باسم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي« الناتو» ياب دي هوب شيفر: إن الحلف سيؤكد في الوقت نفسه على «أهمية الشراكة مع كل من جورجيا وأوكرانيا»، في الوقت الذي نوهت فيه مصادر دبلوماسية أخرى بأن قرار إعادة العلاقات مع موسكو، سوف يتخذ فعلاً خلال اجتماع اليوم. ولفت الناطق الى ان شيفر يتطلع الى استئناف العلاقات مع روسيا، إذ لدى الطرفين مصالح مشتركة في مجالات عدة، بما فيها العمل على استقرارأفغانستان.

ومن جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن سيتوجه الى بروكسل الاسبوع المقبل لبحث الاستراتيجية الاميركية في باكستان وافغانستان مع مجلس «الناتو»، بالاضافة الى الاستعداد لقمة «الناتو» المزمع عقدها مطلع أبريل (نيسان) المقبل. وستسعى الولايات المتحدة وروسيا للانطلاق في علاقاتهما على أسس جديدة خلال لقاء يجمع كلينتون ونظيرها الروسي في جنيف. وسيمهد الاجتماع للقاء المقرر بين الرئيسين باراك أوباما وديمتري مدفيديف في الثاني من أبريل (نسيان) في لندن بمناسبة قمة مجموعة العشرين المخصصة للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية.

وقال لافروف قبل ايام من محادثاته مع كلينتون: إن هذا اللقاء سيسمح لنا باستعراض كامل لعلاقاتنا (..) والتحضير للقاء الرئيسين».

ويأتي لقاء كلينتون بلافروف بعد كتابة الرئيس الاميركي باراك أوباما رسالة طويلة الى نظيره الروسي ديمتري مدفيديف تهدف الى تحريك العلاقات مع روسيا وتتحدث خصوصا عن مستقبل المشروع الأميركي لنشر درع صاروخية في اوروبا والتهديد الإيراني. وقال أوباما انه ارسل الى نظيره الروسي «رسالة طويلة تتطرق الى مجموعة متنوعة من القضايا، من الانتشار النووي الى طريقة تهدئة المخاوف المشتركة على المستوى الأمني على طول الحدود الافغانية والارهاب». واضاف:«آمل ان نتمكن من اقامة علاقة بناءة (مع روسيا) تسمح لنا بالسير قدما وترتكز الى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». ورد أوباما على مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» التي قالت إنه كتب رسالة الى نظيره الروسي ليقول له إن الولايات المتحدة مستعدة لعدم نشر الدرع الصاروخية، مقابل مساعدة من روسيا في الملف الإيراني. وقال الرئيس الاميركي: إن«ما قلته في هذه الرسالة هو ما قلته علنا أي ان نظام الدفاع الصاروخي الذي تحدثنا عنه في أوروبا ليس موجها ضد روسيا، بل ضد إيران».