مستشار فياض: الأميركيون أبلغونا أنهم لا يتعهدون بمنع الهدم.. والسلطة بلا إرادة

إسرائيل تنذر مزيدا من المقدسيين بهدم منازلهم.. وسائق جرافة يهاجم سيارة شرطة وحافلة

جنود إسرائيليون في موقع هجوم الجرافة في القدس المحتلة أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي تتسع فيه معركة أهالي القدس الفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية، مع تزايد إخطارات الهدم الجديدة، هاجم فلسطيني من سكان المدينة بجرافة، سيارة للشرطة وجرح شرطيين، قبل أن يقتل برصاص سائق سيارة أجرة إسرائيلي. وقد سلم المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة، إخطارات هدم لـ36 عائلة فلسطينية في حي العباسية قرب حي سلوان جنوب البلدة القديمة، قريبا من حي البستان الذي تستعد إسرائيل لهدم 88 عمارة فيه. وأمهلها عشرة أيام لإخلاء منازلها قبل التنفيذ. وقال حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس، «هناك تسارع في الهجمة الإسرائيلية، واستطيع القول إن معركة الصراع الديمغرافي في القدس قد بدأت».

وجاءت الخطوة الإسرائيلية، بعد يوم من انتقاد علني وجهته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لخطط إزالة عشرات المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، واصفة ذلك بأنه انتهاك لالتزامات إسرائيل الدولية، ولا يتماشى مع التزامات منصوص عليها في خطة خارطة الطريق» موضحة أن «هذه قضية سنثيرها مع حكومة إسرائيل ومع السلطات المسؤولة في القدس».

وقال عبد القادر، «الأميركيون ابلغونا بأنهم لا يستطيعون التعهد بوقف هدم هذه المنازل، وقالوا لي هناك وعد واحد نستطيع أن نعطيكم إياه الآن، وهو أن لا تهدم هذه المنازل وكلينتون بالمنطقة». وعلق ساخرا، «يعني المفروض أن نحتفظ بها لأكثر وقت ممكن في منطقتنا». ويرتفع عدد الإنذارات التي سلمت لعائلات بالقدس، لأكثر من 3700 إنذار بالهدم حسب ما قال عبد القادر، وأضاف «هذا سيشرد آلاف العائلات» وبحسب مستشار فياض فإن من بين هؤلاء، يوجد حوالي 200 عائلة مهددة بالتهجير في أي لحظة، تسلمت إخطاراتها خلال الشهرين الماضيين، (27 عائلة في الشيخ جراح، و88 في حي البستان، و55 في رأس خميس، وحوالي 36 في حي العباسية). وسجلت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين سجلا أعلى نسبة عدد من إخطارات الهدم منذ سنوات طويلة.

وشدد عبد القادر، على أن هذه العائلات لن تغادر القدس، حسب ما يخطط الإسرائيليون. وتابع «نحن سنبني خيما ونسكنها ولن نغادر ولن نهاجر».

ولجأت السلطة الفلسطينية إلى المحاكم الإسرائيلية في محاولة لمنع الهدم، وقال عبد القادر، «نحاول من خلال ذلك أن نكسب الوقت، على أمل أن يحدث تغيير ما»، لكن عبد القادر، يدرك أن هذا التحرك لن يكون حاسما في ظل ما سماه بالتقصير العربي والدولي، ويرى «أن ما يجري في القدس هو أكبر من إمكانية وقدرة وإرادة السلطة، فهي تحاول بأقل القليل، لكن لا شك هناك تقصير من السلطة في التعامل مع القدس.. فالقدس ليست على أجندة السلطة التنموية». وتساءل عبد القادر «لماذا يتسابقون على عقد مؤتمر لإعمار غزة، ولا يفكر أحد من السلطة على عقد مؤتمر لإعمار ودعم القدس، الجواب انه ليس لديهم إرادة». ووسط حالة من الغضب الشعبي في القدس، هاجم أمس سائق جرافة فلسطيني، سيارة دورية تابعة للشرطة الإسرائيلية وحافلة، قرب المجمع التجاري في حي المالحة في المدينة، فأصاب شرطيين بجروح طفيفة، وقتل هو برصاص سائق سيارة أجرة إسرائيلي.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن سائق الجرافة قادها بسرعة فائقة وارتطم عمدا بسيارة الدورية التي كانت واقفة في طريق بيغين السريع على مقربة من مجمع المالحة التجاري، وتمكن من قلب سيارة الشرطة مرتين ثم ارتطم عمدا بحافلة قبل أن قتله. وهذه رابع عملية دهس تجري بواسطة جرافة تقع في القدس منذ يوليو (تموز) الماضي. وتبنت ما يعرف بكتائب أحرار الجليل العملية من خلال اتصال هاتفي مع وكالات محلية، وهي كتائب تتبنى بالعادة عمليات فردية تجري في القدس الشرقية. وتشك الاستخبارات الإسرائيلية في وجود هذا التنظيم.