«مشكلة دولية» و«يا لويس».. أغنيتان جديدتان في الخرطوم تكيلان الهجوم على أوكامبو

استمرار حالة التأهب الأمني في العاصمة السودانية

TT

استمرت حالة التأهب وسط القوات السودانية بمختلف تخصصاتها، وواصلت تعزيزاتها على الشوارع الرئيسية ومداخل الجسور والمدن، فيما انخفضت حالة التوتر، التي لازمت الشارع السوداني لأيام، بعد يوم واحد من صدور القرار بتوقيف الرئيس عمر البشير من المحكمة الجنائية الدولية. وتنفس المواطنون الذين كانوا يتوقعون حدوث اضطرابات، على خلفية صدور القرار، الصعداء، وسارت حياتهم أمس بصورة عادية في أغلب الشوارع والأسواق. كما انتظمت الدراسة في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، وضجت الحركة في المطاعم والمتنزهات، التي ظلت شبه خالية لساعات طويلة قبل صدور القرار وبعد صدوره، «ليل أول من أمس». غير أن شهود عيان لاحظوا عدم انتظام الحركة في بعض أسواق مدينة أم درمان، العاصمة التجارية للسودان، خاصة في سوق شعبية ضخمة تقع غرب المدينة تعرف بـ«سوق ليبيا»، حيث شوهد أن أغلب المحال ظلت مغلقة طوال يوم أمس، بينما ساد الحذر بعض المحال التي واصلت أعمالها. وذكر مسؤولون في وزارة التربية في ولاية الخرطوم تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الترتيبات لإجراء امتحانات المرحلة الابتدائية «الأساس»، المقرر لها في «15» مارس المقبل، تجري بصورة عادية، وذكر مديرو عدد من المدارس بأنهم استأنفوا منذ أمس معسكرات التلاميذ في مدارسهم، وهي معسكرات درجت المدارس في العاصمة الخرطوم على نصبها كل عام من أجل مراجعة الدروس قبل الامتحانات.

مقابل ذلك، استمرت حالة التأهب وسط القوات السودانية بمختلف تخصصاتها، وواصلت تعزيزاتها على الشوارع الرئيسية ومداخل الجسور والمدن، وقالت مصادر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات كبيرة من الشرطة نشرت في كل طوق أمني حول العاصمة بالتركيز على غرب أم درمان تحسباً لأي هجوم من أية جهة تستغل ظروف صدور القرار، حسب قولها، ونوهت إلى أنهم منذ صدور القرار، وحتى الآن، لم يلاحظوا أي مظهر يمكن تفسيره بأنه إخلال بالأمن، وقالت إن هذا الانتشار ضروري، في إطار التحسبات للطوارئ، ولتأمين المظاهرات التي ظلت تخرج باستمرار في شوارع الخرطوم منذ صدور القرار، وأكدت المصادر أن حالة التأهب هذه ستستمر لأيام. واستمر لليوم الثاني أمس تحليق الطائرات العمودية في سماء العاصمة في شكل طوق، وتشاهد تلك الطائرات بأوقات متقاربة في سماء الأحياء الطرفية، وغرب مدينة أم درمان. واندس مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو في صميم حكايات الناس، وبات شخصية مشهورة، وصممت أغنيات تكيل الغضب عليه، يمكن أن تسمع بسهولة من على أجهزة التسجيل في المركبات العامة. وجاءت إحدى الأغنيات باسم «مشكلة دولية» تقول في أحد مقاطعها «يا أوكامبو لم قرارك..»، وأغنية أخرى باسم «يا لويس»، تمضي في سياق الإدانة ذاته لمدعي الجنائية. وحملت الحافلات وكذلك المركبات الخاصة صوراً مشوهة للمدعي أوكامبو، مقابل صور أخرى للبشير بعضها بالزى العسكري وأخرى بالزي السوداني المعروف بـ«الجلابية والعمامة»، مرفقة بتعليقات تحضه على «مواصلة المسيرة»، فيما لم يدخل المدعي مجال تسمية الأشياء في الخرطوم، فيما يعرف السودانيون بخصوبتهم في تسمية أشيائهم بكل ما هو جديد. وتتعدد روايات الناس حول شعورهم حيال القرار قبل وبعد صدوره، فهناك من يرى بأنه كان يتوقع صدور القرار نظراً لما أسماه الحملة الإعلامية التي هيأت الناس لصدوره، وتقول انتصار أحمد «موظفة بالخرطوم» إن تصريحات المسؤولين قبل صدور القرار جعلتني أتوقع صدوره. وهناك من يقول إنه كان يشعر بالخوف من احتمال تطور الأمور بعد صدور القرار، وهذا هو شعور حسن عبد الله «فني كمبيوتر» في الخرطوم، وقال «لم أخرج من منزلنا إلا في الليل بعد ساعات من صدور القرار وبعد أن تأكدت بأن الأمور عادت إلى طبيعتها». بينما قالت خديجة عبده «موظفة» إن الشعور بالخوف قد تملكها لأنها ربطت ما هو متوقع من الجنائية بأحداث الهجوم على أم درمان، وأحداث مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق في حادث تحطم طائرة وما خلف الحدث من أعمال عنف في العاصمة، وأضافت: ولكن الآن أنا بخير وأحس بالأمن، ولكن، أضافت: أشعر بغضب بأن القرار طال رئيس البلاد.

وقال المواطن عادل الشوية إنه قبل صدور القرار والآن يحس بأن ما سيصدر مجرد حبر على ورق، وبتقديره بأن القرار لن يؤثر على الأوضاع، وأضاف «لم أشعر بأي خوف لأنني كنت أقدر بأن الحدث سيمر كما هو عليه الآن، حيث قامت الأجهزة بحفظ الأمن». وحكى «عبد الرازق خليل» وهو طالب جامعي لـ«الشرق الأوسط» أنه ظل لأيام يجرد في إنجازات الرئيس عمر البشير خلال فترة حكمه وعندما صدر القرار تملكني الغضب بأن المحكمة ومن معها يريدون أن يعطلوا كل تلك الإنجازات. واعتبر أيمن محمود «يسكن حي الصحافة» في الخرطوم، أن القرار لن يؤثر في البشير، وقال «لا أنتمي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ولكن عندما سمعت نبأ توقيف البشير شعرت بالظلم الذي يمارس علينا».