السيستاني يستقبل رفسنجاني في النجف لكنه يرفض دعوته لزيارة إيران

مصدر مقرب من المرجعية: لا يريد زجه في السياسة

علي أكبر هاشمي رفسنجاني بعد لقائه المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي رفض فيه المرجع الديني آية الله السيستاني دعوة رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران لزيارة بلاده بعد لقائه به امس، عزا مصدر مقرب من المرجعية الشيعية في النجف، السبب الرئيسي للرفض الى «عدم رغبة السيستاني في زجه من قبل الحكومة او الجهات الدينية الايرانية في امور سياسية تتعلق بايران والعراق». وقال هاشمي رفسنجاني في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه السيستاني قريبا من بوابة منزل المرجع الاعلى في شارع الرسول القريب جدا من ضريح الامام علي(عليه السلام) «لقد وجهت الدعوة وطلبت من سماحة السيستاني زيارة إيران لكنه اعتذر وقدم دليلا مقنعا بذلك».

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم المرجعية والمقيم في بيروت فانه رفض التعليق وقال «لا تعليق لدي». كما اتصلت «الشرق الأوسط» بمرتضى الكشميري، صهر السيستاني وممثله في لندن، لمعرفة اسباب عدم موافقة المرجع الشيعي على زيارة بلده الاصلي ايران، اعتذر عن الاجابة، وقال «انا في لندن ولست في النجف وحتى الان لا نعرف أي شيء عن اسباب الرفض»، كما اعتذر مكتب المرجع في النجف عن عدم الحديث عن الموضوع، كونه «ليس من اختصاصنا».

الى ذلك، قال باحث شيعي متخصص في شؤون المرجعية والحوزة العلمية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من النجف، ان السيستاني «لا يريد زيارة ايران خشية ان يتم زجه من قبل السلطات السياسية والدينية في ايران في احاديث او مواقف سياسية تتعلق بايران والعراق، لا سيما ان مسؤولين عراقيين يتهمون ايران بدور تخريبي في العراق». واضاف المصدر «كما ان درجته الفقهية كمرجع اعلى للشيعة في عموم العالم هي اعلى من درجة مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي». واضاف الباحث الذي رفض نشر اسمه، قائلا«ان المراجع وبصورة عامة، لا يسافرون كثيرا ولا يتركون مواقعهم لما يكلفهم هذا من جهود واموال، ولم نعرف عن المرجع الشيعي الاعلى الراحل ابو القاسم الخوئي انه سافر الا مرة واحدة عام 1971 عندما غادر الى لندن لاغراض العلاج»، مشيرا الى ان السيستاني، «كان هو الاخر قد سافر الى لندن عام 2004 لاجراء فحوص طبية». واوضح الباحث الشيعي قائلا، ان«ايران تطبق فقهيا مبدأ ولاية الفقيه، التي تمزج السياسة بالدين، بينما الفقه الشيعي العراقي لا يفضل هذا النوع من الاساليب». يذكر ان رئيس الحكومة العراقية السابق ابراهيم الجعفري كان قد عرض الجنسية العراقية للسيستاني وعائلته وقد جوبه هذا العرض برفض السيستاني، مؤكدا انه ايراني.

وأشاد رفسنجاني بشخصية السيستاني قائلا «أرى شخصية المرجع الديني المحور الرئيسي الأساس في اجتماع القوى السياسية في العراق»، مضيفا «كما رأيت أن موضوعا آخر يشغل بال سماحة السيستاني وهو الخلافات التي تأتي من تصرفات القوى المتطرفة الشيعية والسنية وأيضا، الخلافات التي تحصل بين القوى الموالية للثورة، يقصد الخلاقات داخل الأوساط السياسية الإيرانية، ورأيته يحمل آراء جيدة في هذا المجال».

واضاف رفسنجاني قائلا «زيارتي الى  السيستاني كانت تشكل أملا لي، فمنذ ان كنت شابا أدرس في الحوزة العلمية في قم المقدسة، حيث هاجر سماحة علي السيستاني الى النجف الاشرف»، مضيفا «كنا قد سمعنا الكثير الكثير عن المرجع الديني، لكن الظروف لم تسمح بلقاء مسبق معه وان هذا اللقاء كان لقاء تاريخيا وقيما جدا». واوضح رفسنجاني قائلا «لقد حققنا اجتماعين مع سماحته، الأول كان بحضور الوفد والثاني كان خاصا، وفي كلا الاجتماعين كانت المحادثات تسير باتجاه واحد»، مشير الى اننا «قد تحدثنا عن الحوزات العلمية في قم والنجف، أيضا تحدثنا عن ايران والعراق والمنطقة وقضايا اخرى. وإنني سمعت من سماحة السيستاني معلومات واسعة ودقيقة وجيدة عن إيران، موضحا ان السيستاني « لديه معلومات شاملة وقوية عن ايران وشعرت بانه يطلع ويقرأ التقارير ويستمع الى الاخبار وله آراء جيدة وارى انه المحور لاجتماع وائتلاف القوى السياسية في العراق»، مضيفا انه «في الحوار الذي دار بيننا وبينه رأيته يحمل آراء  جيدة وكان من ضمن محادثاتنا والمواضع الأساسية التي طرحت، موضوع التحديات والفرص التي يواجهها كل من العراق وإيران». وقال «تحدثنا أيضا عن المشاريع المتعلقة بالعتبات المقدسة وايضا عن الانتخابات التي جرت وعن الائتلافات والأحزاب العراقية المختلفة». وردا على سؤال حول تطور العلاقات بين العراق وايران، قال رفسنجاني «تم التأكيد على التعاون بين البلدين وأيضا على ضرورة اجتماع القوى الداخلية بالمصالح المشتركة وأيضا الوحدة وعلى مستوى المنطقة».