الصين تتطلع لفتح صفحة جديدة مع تايوان بعد «إنجازات كبيرة» في المحادثات

وين يفتتح أعمال الدورة السنوية للبرلمان الصيني بالحديث عن إنهاء حالة العداء

TT

عبرت الصين أمس عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع تايون والعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام معها وإنهاء «حالة العداء»، في تطور مهم في العلاقات بين الجارتين المتنازعتين منذ عقود. وأشاد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس بـ«الإنجازات الكبيرة» في الحوار مع تايوان وأكد مجددا على التزام الحزب الشيوعي الحاكم بالعمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين. وقال وين في كلمته في افتتاح «الجمعية الوطنية الشعبية» (البرلمان) الذي يسيطر عليها حزبه في اجتماعه السنوي :«لقد حدثت تغيرات إيجابية في الوضع في تايوان كما تحققت إنجازات كبيرة في العلاقات عبر المضيق». وبدأ البرلمان أمس دورته السنوية التي ستهيمن عليها المناقشات حول الوسائل التي يجب أن تعتمدها الصين لمواجهة الأزمة الاقتصادية. وستعقد الدورة لمدة تسعة أيام في قصر الشعب بساحة تيانانمان التي تخضع لتدابير أمنية مشددة، بحضور حوالي ثلاثة آلاف مندوب من كل أنحاء البلاد. ويذكر أن الاقتصاد أخذ الحيز الأكبر من المناقشات في البرلمان أمس، لتكون قضية تايوان المسألة الثانية ذات الأهمية الدولية على لائحة أعمال الدورة.

وأوضح وين لنحو 3 آلاف مندوب أن الصين «مستعدة لاتخاذ ترتيبات عادلة ومعقولة من خلال التشاور حول قضية مشاركة تايوان في أنشطة المنظمات الدولية». وأضاف :«كما أننا مستعدون لإجراء محادثات حول القضايا السياسية والعسكرية على جانبي المضيق وتهيئة الظروف لإنهاء حالة العداء والتوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين». وتابع :«إننا على اقتناع أنه بالجهود المنسقة للشعب على جانبي المضيق سنحقق إعادة التوحد الكامل للبر الرئيسي واستعادة الشباب العظيم للأمة الصينية».

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الصيني متطابقة مع ما أكده الرئيس هو جينتاو رئيس الحزب في كلمته بمناسبة العام الجديد. ويرى المحللون الصينيون أن الاتفاقات الموقعة مع تايوان العام الماضي حول التجارة والسياحة والخدمات الجوية والبحرية والبريدية المباشرة ليست إلا خطوة صغيرة على الطريق الذي تأمل الحكومة في أن يؤدي إلى إعادة التوحيد مع الدولة الجزيرة.

وقد بدأت علاقات الجانبين في التحسن بعد أن ترك الرئيس التايواني السابق شين شوي بيان من الحزب التقدمي الديمقراطي منصبه وتولي الرئيس ما يينغ جو من الحزب الوطني المنصب في مارس (أذار) من 2008.