وزيرة الخارجية الأميركية تدعو إلى مؤتمر دولي حول أفغانستان... بحضور إيران

«الناتو» يستأنف علاقته مع روسيا وكلينتون تطلب «الواقعية» في التعامل معها

TT

في خطوة جديدة ضمن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة لفتح مجال حوار مع طهران، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس دعوتها إلى مؤتمر دولي حول أفغانستان تدعو إليه إيران. وبالإضافة إلى التأكيد على دور إيران في استقرار أفغانستان، هناك اهتمام بالملف الإيراني فيما يخص العلاقات مع روسيا التي أعلن حلف شمال الأطلسي أمس انه سيستأنف علاقاته معها. وقالت كلينتون من بروكسل بعد اجتماعها مع وزراء خارجية «الناتو» إنها تعتزم أن تثير مع وزير الخارجية الروسي اليوم مسألة محادثات روسيا مع إيران بشأن بيع صواريخ ذات مدى أطول. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي: «سنثير أيضا مع روسيا محادثاتهم المستمرة مع إيران بشأن بيع صواريخ ذات مدى أطول نعتقد أنها تهديد لروسيا وأيضا لأوروبا والجيران في المنطقة».

وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس عن أمله في أن تشارك إيران في مؤتمر وزاري حول أفغانستان اقترحت الولايات المتحدة عقده تحت إشراف الأمم المتحدة نهاية مارس (آذار) الماضي وبدت مستعدة لدعوة إيران إليه. وقال كوشنير: «آمل أن تحضر إيران هذه المرة» مذكرا بأن فرنسا كانت دعت في الآونة الأخيرة طهران للمشاركة في مؤتمر حول أفغانستان، بلا جدوى. كما أعرب كوشنير عن أمله في مشاركة دول أخرى في المنطقة وخصوصا الهند، في أعمال هذا المؤتمر.

وكانت هيلاري كلينتون اقترحت أن يعقد هذا المؤتمر حول أفغانستان برئاسة الأمم المتحدة، واقترحت أن تتم دعوة أفغانستان وباكستان حليفي الحلف الأطلسي وباقي الشركاء في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) المكونة من جنود من 41 دولة، إضافة إلى «فاعلين إقليميين أساسيين» لم تحددهم وأبرز المانحين لأفغانستان والمنظمات الدولية.

ومن المرتقب أن تكون روسيا حاضرة في مؤتمر أفغانستان، بعد أن تحسنت العلاقات نسبياً بين «الناتو» وموسكو خاصة مع استئناف العلاقات بين البلدين وإرسال أول إمدادات غير عسكرية من الولايات المتحدة عبر روسيا إلى أفغانستان. ووافق وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي أمس على الاستئناف الرسمي للمحادثات رفيعة المستوى مع موسكو التي تجمدت بعد الحرب بين روسيا وجورجيا في أغسطس (آب) الماضي، حسبما صرح الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر. وقال دي هوب شيفر للصحافيين عقب ترؤسه مؤتمرا على مستوى الوزراء في بروكسل «لقد اتفق الوزراء على استئناف العلاقات رسميا بين الحلف الأطلسي وروسيا». ويأتي ذلك بعد ساعات من تصريح وزيرة الخارجية الأميركية بأنه يجب الاعتماد على «الواقعية» في التعامل مع موسكو.

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس في بروكسل «حان وقت الواقعية» ودعت إلى «المضي قدما» مع موسكو، معلنة موافقتها على استئناف العلاقات رسميا بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وقالت كلينتون في أول كلمة تلقيها أمام الحلف الأطلسي «حتى لو كان البعض يعتبرون مجلس الحلف وروسيا مكافأة أو تنازلا لروسيا، إلا انه يجدر اعتباره آلية حوار حول المواضيع الخلافية وقاعدة للتعاون لما هو في مصلحتنا». وتابعت «حان الوقت للمضي قدما، ينبغي عدم المراوحة في مكاننا متوهمين بأن الأمور سوف تتبدل من تلقاء نفسها». وختمت «حان وقت الواقعية ووقت الأمل».

وأعلن سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين أمس أن أول اجتماع رسمي لمجلس الحلف الأطلسي - روسيا سيعقد في أبريل (نسيان)، أي فورا بعد قمة الحلف الأطلسي المقررة يومي 3 و4 أبريل (نيسان).

وقال السفير الروسي بعد إعلان الحلف الأطلسي استئناف علاقاته مع موسكو إن «قرار استئناف العلاقات سيدخل حيز التنفيذ فورا بعد القمة» التي سيعقدها الحلف الأطلسي في الذكرى السنوية الستين لتأسيسه والتي ستقام على الحدود بين فرنسا وألمانيا. وأضاف روغوزين أن «الاجتماع الأول (للمجلس) بكامل أعضائه سيعقد على مستوى السفراء في أبريل»، تحضيراً للاجتماع الوزاري الذي أعلن الحلف الأطلسي أنه سيعقد في الصيف.

ورحبت روسيا بقرار الحلف، إذ قال ايغور لياكين فرولوف نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية «لاحظنا بشعور من الرضا بأن المنطق قد ساد بين دول حلف الأطلسي». إلا أن المسؤول أعرب عن أسفه لأن الحلف اتخذ القرار «بشكل أحادي» وقال «يجب أن يكون هذا قرارا مشتركا يتم اتخاذه مع روسيا».

إلا أن العلاقات مع روسيا لم تستقر طويلا قبل التحذير من توتر العلاقات مجدداً. أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أمس عن «قلقه البالغ من آخر المعلومات الواردة من أوكرانيا وتعليق رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين» الذي هدد بوقف جديد لإمدادات الغاز لأوروبا. وقال باروسو «لقد كنا نددنا خلال الأزمة التي حدثت قبل أشهر قليلة بمثل هذا الوضع وان مصداقية روسيا وأوكرانيا ستتأثر بالتأكيد إذا حصلت أزمة غاز أخرى» في إشارة إلى توقف الإمدادات لأسبوعين اثنين في يناير (كانون الثاني) اثر أزمة حادة بين روسيا وأوكرانيا.

ومن جهة أخرى، أعلنت هيئة الأركان الروسية أن البحرية الروسية ستراقب خلال هذا الشهر تمارين لغواصات أميركية تعمل بالدفع النووي قرب ألاسكا، بحسب ما ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم الأسطول الروسي في المحيط الهادي الذي يتخذ من مرفأ فلاديفوستوك مقرا له أن «أي نشاط تقوم به غواصات أجنبية على مقربة من الحدود المائية لروسيا يستوجب انتباها متزايدا من البحرية».