أمير قطر في أنجمينا لتنقية الأجواء بين تشاد والسودان وحل مشكلة دارفور

الخرطوم وحركة العدل والمساواة ترسلان إشارات لإمكانية استئناف المفاوضات في الدوحة

TT

أجرى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر لقاء مع الرئيس التشادي إدريس ديبي خلال زيارته الخاطفة إلى أنجمينا والتي استغرقت ثلاث ساعات تركزت حول العلاقات السودانية التشادية وتنقية الأجواء بينهما، وملف دارفور الذي تستضيف الدوحة المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة.

وقال بن خليفة في تصريحات صحافية إن بلاده تعمل من أجل حل أزمة دارفور وتنقية العلاقات بين السودان وتشاد وتدعم كل المبادرات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف، وأضاف عقب جلسة مباحثات مع ديبي أن المباحثات استعرضت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها.

من جهته قال مسؤول الإعلام في القصر الرئاسي في أنجمينا جبريل محمد آدم لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي إن الأمير القطري أبلغ ديبي بأنه يسعى إلى عقد لقاء يجمع بين الرئيسين التشادي والسوداني عمر البشير في مكان وزمان لم يحدهما لتوقيع اتفاق بينهما يهدف إلى وقف العدائيات بين البلدين، وأضاف أن الرئيس ديبي قال إنه يثق ومقتنع بالدور القطري، وقال إن أنجمينا تسعى للسلام وليس الحرب وأنه يجب الاستفادة من الموارد القليلة المتاحة للدول الفقيرة في تحسين أوضاع شعوبها، وتابع «ديبي دعا السودانيين إلى الاعتبار من الحرب التي خاضوها لأكثر من (23) عاما وأن يجدوا الحل فيما بينهم بدلا من تصدير الحروب إلى جيرانهم»، في إشارة إلى اتهام أنجمينا للخرطوم بدعم المعارضة التشادية لتقويض حكومة ديبي، ونفى أن يكون أمير قطر قد التقى أيا من قيادات حركة العدل والمساواة، وقال ليس في برنامجه عقد لقاء مع أي طرف من دارفور سواء حركة العدل والمساواة أو غيرها.

 وأكد آدم أن حكومته لم تصدر بيانا بخصوص قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير، وقال إن أمر التوقيف أمر يخص المحكمة الجنائية ومجلس الأمن الدولي وحكومة السودان ولا دخل لتشاد، مشيراً إلى أن المعارضة التشادية نقلت رفضها بتوقيف البشير، وقال «طبعا المرتزقة من تشاد الموجودون داخل السودان يقفون مع البشير ضد قرار لاهاي والغرض معروف لدينا».

غير أن الناطق باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين أكد لـ «الشرق الأوسط» من دارفور أن مستشار حركته للشؤون الاقتصادية دكتور جبريل إبراهيم أجرى لقاء مع وزير الدولة القطري أحمد بن عبد الله آل محمود في العاصمة التشادية أنجمينا التي وصلها الأخير ضمن وفد مقدمة أمير قطر في زيارته إلى تشاد، وقال إن حركته ستبلغ الوسيط القطري بخرق الخرطوم لاتفاق حسن النوايا الذي وقعته مع الحركة في الدوحة الشهر الماضي بإعادة النازحين إلى قراهم قسرا واستهداف المدنيين بطائرات الانتنوف والمروحيات حتى مساء الأمس، وقال إن من السابق لأوانه الحديث عن مواعيد جديدة لاستئناف المفاوضات مع الخرطوم بسبب المستجدات الحالية في توقيف البشير، وتابع «على كل حال نحن ندرس كل الاتجاهات وعلى اتصال مع الوسيط الدولي المشترك جبريل باسول والراعي القطري»، مشيراً إلى حركته كانت قد رفضت ربط العملية السياسية بقرار المحكمة الجنائية الدولية.

من جهتها أكدت الخرطوم استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع الحركات الدارفورية المتمردة في أي وقت، مشيرة إلى أن صدور قرار بشأن توقيف الرئيس السوداني عمر البشير من  المحكمة الجنائية الدولية لن يؤثر على سياسة الحكومة للسلام. وقال مصدر دبلوماسي مطلع فضل حجب اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن وكيل وزارة الخارجية السودانية دكتور مطرف الصادق أبلغ سفراء الدول الآسيوية والأفريقية في التنوير الذي قدمه إليهم أن الحكومة سوف تستمر في العملية السياسية، مشيراً إلى أن معظم العناصر للحركات المتمردة المسلحة قد انسحبوا إلى مناطق خارج البلاد. وأضاف أن مطرف قال إن الحكومة ستتخذ الإجراءات الحاسمة ضد المتمردين في حالة حدوث الاستفزازات من قبل المتمردين.