السعودية: إعلان الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة اليوم

بلغت الأعمال المترجمة 127 من 25 دولة بـ14 لغة

شعار جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة
TT

يُكشف في السعودية اليوم، عن أسماء الفائزين والأعمال والمؤسسات المرشحة في مجالات جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الثانية لعام 2008. وبلغت الأعمال المتخصصة التي تلقتها الجائزة، قرابة 127 عملا مُترجما، تُمثل تلك الأعمال 25 دولة، بينها 13 دولة عربية، تركزت على 14 لغة من لغات العالم.

وأكد فيصل المعمر المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، أن جميع الأعمال المرشحة للجائزة خضعت لمعايير علمية دقيقة لاختيار الأعمال الفائزة، من خلال لجان تضم نخبة من الكفاءات المتخصصة، مؤكدا في الوقت ذاته أن وضوح معايير التقييم والاختيار والمفاضلة بين الأعمال المتقدمة للجائزة، يمثل عاملا أساسيا في ما أصبحت تحظى به جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة على المستويات العربية والإقليمية والدولية كافة.

وأشار بن معمر إلى نجاح الجائزة في دورتها الثانية، في أن تستحوذ على اهتمام كبريات المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية في عدد كبير من دول العالم، والتي بادرت إلى ترشيح أفضل الأعمال للمشاركة في فروع الجائزة الخمسة، وهو ما اتضح بقوة في زيادة عدد الأعمال التي تم ترشيحها للجائزة من ناحية وارتفاع مستواها العلمي من حيث المضمون المعرفي وجودة الترجمة من وإلى اللغة العربية.

واعتبر بن معمر إعلان الجائزة، مجسّدا لعناية واهتمام القيادة السعودية، بكل ما من شأنه تفعيل آليات الحوار بين الحضارات والثقافات، ويعظم استفادة الإنسان من كل إبداع علمي ومعرفي ينتجه العقل البشري مهما اختلفت الجنسيات واللغات والبلدان.

وخصصت الجائزة 5 فروع، هي جائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات، وجائزة الترجمة في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وجائزة الترجمة في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، إضافة إلى جائزتين في ترجمة العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، والترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية. ويُمنح الفائز شهادة تقديرية تتضمن مبررات نيل الجائزة، ومبلغ 500 ألف ريال وميدالية ذهبية.

وتأتي الجائزة انطلاقا من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات، وتكريما للتميز في النقل من اللغة العربية وإليها، واحتفاء بالمترجمين، وتشجيعا للجهود التي تُبذل في خدمة الترجمة.

وتُعد الجائزة مشروعا علميا وثقافيا وحضاريا، وتعزيزا للحوار بين الحضارات، والتوافق في المفاهيم بين ثقافات الشعوب المختلفة، التي تمثل الإرث الجماعي والمشترك للإنسانية.

وتُشكل الجائزة العالمية نقلة نوعية في هذه المشروعات المؤسسية العربية، التي تنهض بالترجمة المتبادلة بين اللغات الحية، تعتبره اللجنة المسؤولة عن الجائزة، ترسيخا للروابط العلمية بينها، وارتقاء بالوعي الثقافي لمنسوبيها.

وتسعى الجائزة للدعوة إلى التواصل الفكري والحوار الثقافي بين الأمم، وللتقريب بين الشعوب، في حين تُعد الترجمة أداة رئيسية في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة وإثراء التبادل الفكري، وهو ما يُعطي مجالا للعمل المؤسسي الرائد في سبيل تأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك، وفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها.

وتتخطى الجائزة بعالميتها كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية موصلة رسالة معرفية وإنسانية ومساهمة في تحقيق أهداف سامية.

وتتبلور أهداف الجائزة في الإسهام في نقل المعرفة من اللغة العربية وإليها، وتشجيع الترجمة في مجال العلوم إلى اللغة العربية، وإثراء المكتبة العربية بنشر أعمال الترجمة المميزة، وتكريم المؤسسات والهيئات التي أسهمت بجهود بارزة في نقل الأعمال العلمية من اللغة العربية وإليها، إضافة إلى النهوض بمستوى الترجمة وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة العلمية وجودة النص.

وحاز الدكتور عبد الله المهيدب أستاذ الهندسة المدنية بجامعة الملك سعود، عن ترجمته لكتاب «التربية» لمؤلفه جون سيرنيكا، جائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى العربية للفائزين، مناصفة مع الدكتور أحمد فؤاد علي باشا (مصري الجنسية) أستاذ الفيزياء بجامعة القاهرة عن ترجمته لكتاب «من الذرة إلى الكوارك» لمؤلفه تريمان.

أما جائزة العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، فحصدها مناصفة الدكتور عبد السلام الشدادي (مغربي الجنسية) أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة محمد الخامس، عن ترجمته لمقدمة ابن خلدون كتاب «العبر» إلى الفرنسية، والدكتورة كلاوديا ماريا (إيطالية الجنسية) أستاذة اللغة العربية بجامعة تورين بإيطاليا عن ترجمتها لرحلة ابن بطوطة «تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» إلى اللغة الإيطالية.

وحصل الدكتور صالح سعداوي (مصري الجنسية) الباحث في مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول، على الجائزة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى العربية، لترجمته كتاب «الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي» لمؤلفه أكمل الدين أوغلي الصادر باللغة التركية.

وستشهد السعودية خلال السنوات المقبلة حركة ثقافية وعلمية نشطة، تستضيف بشكل منتظم العديد من الفعاليات، خصوصا في مجالَي الترجمة والحوار مع الآخر، والمجالات المرتبطة والمتعلقة بهما، لتعزز مكانتها كمنبر للثقافة والمثقفين والمفكرين في المنطقة، لتصل إلى مراحل متقدمة في هذين المجالين المهمين، ترسيخا للقيم الإنسانية والأخلاقية الكريمة، وتوضيحا لمبادئ الاحترام المتبادل لعادات وتقاليد الشعوب الأخرى.