المالكي يدعو للمصالحة والمسامحة حتى مع من تعاون مع النظام السابق

يرعى مؤتمرا لعشائر الشمال والوسط والجنوب اليوم.. ونائب سني دعاه إلى دعم أقواله بـ«أفعال»

عراقيون يشتبه بانتمائهم لحزب البعث المنحل يجلسون موثوقي الأيدي ومعصوبي الأعين تحت حراسة عناصر أمن عراقيين في بعقوبة أمس (رويترز)
TT

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إلى المصالحة مع حلفاء الرئيس السابق صدام حسين، مشترطا أن يعودوا إلى الصف ويقلبوا ما وصفه بـ«صفحة هذا الجزء المظلم» من تاريخ العراق.

وقال المالكي خلال حضوره أمس المؤتمر العام لقبيلة بني وائل «حينما أطلقنا مبادرة المصالحة الوطنية اعترض علينا الأقربون، وقلنا إننا نريد أن نتصالح من أجل العراق، وبفضل المصالحة بعد أن كان العراقي مضطراً لحمل هويتين من أجل حماية نفسه، أصبح اليوم يحمل هوية واحدة»، مؤكدا «لا بد علينا أيضاً أن نتصالح مع الذين كانوا مضطرين للعمل في مرحلة من مراحل الزمن الصعب، من أجل أن نفتح صفحة جديدة تجتمع فيها طاقاتنا وتتوحد كلمتنا حتى لا نبقي ثغرات يتسلل من خلالها أعداء العراق».

وأكد المالكي «علينا أن نعمق الأخوة والشراكة ولا نسمح بأن يكون هناك عراقي من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الدرجة الممتازة، نريد أن تكون الدرجة هي العراق، ولكل العراقيين، وأن نعمق الهم الوطني ونقدمه على الهم الذاتي ونجسد ذلك في بيوتنا وجامعاتنا ومدارسنا ودواويننا».

وأشاد المالكي مجددا بدور العشائر وقال «إن هذا المؤتمر يعبر عن إرادة العشيرة لتكون حاضرة في عملية بناء الدولة والحفاظ على القانون، ونجد البعض يقول إن العودة للعشيرة هو عودة للجاهلية والرجعية، ونعجب لهذا القول لأننا نعيش في بلد يتشكل نسيجه من قبائل لها قيم ومبادئ وليس رجعية أو همجية، أليس في التشكيلات الأخرى كالأحزاب والمؤسسات رجعية وعصبية، إذن هي صفة قد يبتلى الإنسان بها في أي مكون وليس في العشيرة فقط». وأضاف «القبيلة اليوم تعد وحدة بناء متقدمة ومتطورة، لأنها تمتلك الرجال الذين لديهم الطاقات والخبرات، ولا نريد أن تكون القبيلة بديلاً عن الدولة وإنما نريدها أن تكون جزءاً من الدولة الحديثة القائمة على أساس القانون والدستور، وجدير بالعراق الجديد أن تنهض فيه القبائل لتسهم في عملية البناء وتنتهي عملية التهميش والإبعاد، لان بلدنا اليوم لا يقصى فيه أحد».

إلى ذلك ، قال الشيخ شيروان الوائلي شيخ عشيرة فرج الله من شيوخ عشائر بني وائل ووزير الأمن الوطني واحد الحاضرين في المؤتمر «إن دعوة رئيس الوزراء ليست بالجديدة فلم يكن هناك خط احمر أمام أي عراقي لفتح صفحة جديدة بما فيهم من انتمى لصفوف حزب البعث أو عمل في النظام السابق على أن لا تكون يداه ملطختين بدماء العراقيين أو انه من المطلوبين قضائيا». وأشار الوائلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العشيرة مكون من مكونات المجتمع العراقي سابقا وحاليا، وهي حتما لا تناصر الفوضويين وقطاع الطرق ويمكن الارتكاز إلى مكون العشيرة، لان كل فرد عراقي ينتمي لعشيرة، سواء كان شرطيا أو رئيس وزراء، وان لها تأثيرا ايجابيا في عملية المصالحة الوطنية»، مؤكدا أن رئيس الوزراء «ومن خلال دعوته الجديدة القديمة هي من اجل أن يساهم كل العراقيين في بناء العراق الجديد». ورحب سلمان الجهيني، عضو البرلمان عن جبهة التوافق (سنية) بتصريحات المالكي، لكنه أبلغ وكالة رويترز أنها يجب أن تدعم بأفعال. وأضاف أنه يأمل أن تترجم هذه التصريحات إلى تشريع وإجراءات للسماح لهذه الفئة من الأعضاء السابقين في حزب البعث بالتكامل داخل المجتمع.

يذكر أن مؤتمرا لعشائر الشمال والوسط والجنوب سيعقد في بغداد اليوم برعاية المالكي الذي يدعم تشكيل مجالس إسناد عشائرية رغم معارضة حليفيه في الائتلاف الحاكم المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم والحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني.