موريتانيا تطرد السفير الإسرائيلي.. وجدل حول التوقيت ودور زيارة القذافي

مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»: عبد العزيز أبلغ الزعيم الليبي قبل أسبوع عزمه اتخاذ الخطوة

مبنى السفارة الإسرائيلية في نواكشوط («الشرق الأوسط»)
TT

أمرت موريتانيا أمس بإغلاق السفارة الإسرائيلية لديها، وأمهلت السفير الإسرائيلي مهلة يومين لمغادرة البلاد. وفيما ربط مسؤولون موريتانيون الخطوة بانقضاء فترة شهر كانوا حددوها لتنفيذ القرار الموريتاني السابق بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية، ربط آخرون الخطوة بالاستعدادات الموريتانية لاستقبال الزعيم الليبي معمر القذافي خلال أيام.

وقال وزير الإعلام الموريتاني، الكوري ولد عبد المولى، إن خطوة أمس جاءت نتيجة القرار الذي اتخذته موريتانيا خلال الاجتماع العربي في الدوحة في منتصف يناير (كانون الثاني) على خلفية الحرب في غزة. وقال الوزير: «أبلغناهم (إسرائيل) بقرار تعليق العلاقات في وقت انعقاد القمة في الدوحة ويجري الآن تنفيذه».

وأكد مصدر في الخارجية الموريتانية، أن السلطات منحت السفير الإسرائيلي وموظفيه مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد. وأضاف المصدر أن هذه الخطوة تأتي بعد مرور أكثر من شهر على قرار تعليق التعاون بين البلدين واستدعاء موريتانيا سفيرها في تل أبيب، أحمد ولد تكدي، حيث كان يفترض أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية قرارا مماثلا، وهو الأمر الذي لم يتم بعد، مما دفع الخارجية الموريتانية لتحديد هذه المهلة. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أمس، أنها أغلقت أمس سفارتها في نواكشوط «بطلب من موريتانيا» و«إثر القرار الذي اتخذته في 16 يناير الماضي بتعليق علاقاتها مع إسرائيل».

وذكر شهود عيان أن حرس السفارة الإسرائيلية في نواكشوط، تلقى أوامر أول من أمس بإنزال العلم الإسرائيلي من مباني السفارة وإقامة السفير الذي لم يقدم أوراق اعتماده حتى الآن، إذ تم تعيينه في أواخر حكم الرئيس المطاح به سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.

وجاء القرار الموريتاني بإغلاق السفارة الإسرائيلية في وقت تستعد موريتانيا لاستقبال الزعيم الليبي القذافي الذي يفترض أن يصل إلى نواكشوط خلال الأيام المقبلة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. وقالت مصادر ليبية وموريتانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحاكم العسكري في موريتانيا، الجنرال محمد عبد العزيز، أبلغ القذافي خلال لقاء جمعهما بطرابلس، الأسبوع الماضي، عزمه طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في نواكشوط. وأوضحت المصادر أن الجنرال عبد العزيز أكد للقذافي أنه سيقوم بهذا الإجراء ردا على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وتنفيذا للتعهدات التي قطعتها بلاده خلال مشاركته في الاجتماع العربي بالدوحة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وسيتوجه القذافي إلى نواكشوط خلال أيام لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على رأس وفد أمني وإعلامي كبير مكون من حوالي 500 شخص بينهم حارساته النساء الشهيرات، حيث سيؤم صلاة جامعة يشارك فيها ممثلون من مختلف الدول العربية والإسلامية والأفريقية بمناسبة حلول المولد النبوي الشريف. واعتاد القذافي إحياء هذه المناسبة الدينية في مدن أفريقية.

ولفتت المصادر إلى أن زيارة القذافي المرتقبة إلى موريتانيا ربما عجلت بصدور قرار إغلاق السفارة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن القذافي اشترط تفعيل القرار لإتمام الزيارة التي تأتي في إطار وساطته كرئيس للاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الجنرال عبد العزيز والجماعات المناوئة للانقلاب العسكري الذي قاده في أغسطس (آب) الماضي للإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق محمد ولد شيخ عبد الله. كذلك، قال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية، نقلت تصريحاته وكالة «رويترز» أمس، إن توقيت القرار يمكن أن تكون له صلة بزيارة القذافي لنواكشوط. وأضاف المسؤول: «ربما يريدون فقط أن يظهروا أنهم أقوياء». وكان مصدر حكومي في موريتانيا قال لـ«الشرق الأوسط» بعد أسبوع على إعلان قرار تعليق العلاقات، إن ذلك القرار «يعني قطع كل أشكال الاتصال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي مع إسرائيل، لكن ذلك لا يعني بالضرورة طرد السفير الإسرائيلي». وتابع المصدر، أن قرار تعليق العلاقات سيدفع طاقم السفارة للانسحاب بنفسه بسبب وقف أشكال الاتصال بهم من قبل الجهات الرسمية مما سيضعهم في عزلة حقيقية تحملهم على العودة إلى بلدهم، على حد قوله.

يذكر أن العلاقات الموريتانية ـ الإسرائيلية شهدت توترا منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ولم يتضح على الفور أمس ما إذا كان إغلاق السفارة مؤقتاً أم دائما. يشار إلى أن وخلال الاجتماع العربي الذي عقد في الدوحة في منتصف يناير الماضي قررت كل من موريتانيا وقطر تعليق علاقاتهما مع إسرائيل احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة. وكانت موريتانيا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1999، فيما كانت قطر تضم مكتبا تجاريا إسرائيليا. وهناك سفارتان إسرائيليتان في مصر والأردن، الدولتان الموقعتان على معاهدتي سلام مع إسرائيل.