كلينتون تنتقد روسيا لاستخدامها الطاقة أداة سياسية.. وتمد يدها للحوار حول نظام الدفاع الصاروخي

موسكو تريد وضع جدول عمل للمفاوضات المستقبلية مع واشنطن

كلينتون مع مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيرير فالدنر في ختام لقاء في بروكسل (رويترز)
TT

أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس استخدام الطاقة كأداة سياسية، وذلك بعد يوم من تهديد روسيا بقطع إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في خطوة من شأنها أن تلحق الضرر بإمدادات الغاز إلى أوروبا. وبدا أنه جرى تفادي الأزمة أول من أمس بعد أن ذكرت شركة غازبروم، أن أوكرانيا سددت مدفوعات كانت محل خلاف. وأدانت كلينتون الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس (آب) الماضي الذي كان على مقربة من خط أنابيب طاقة رئيسي إلى أوروبا، وحذرت الدول التي تستخدم الطاقة كأداة سياسية، وقالت: «تندد بلادي بقوة بالأفعال الروسية في جورجيا. ونشعر أيضا بانزعاج بالغ بسبب استخدام الطاقة كأداة للترهيب». وأضافت: «نعتقد أن ذلك ليس في صالح إقامة نظام طاقة يعمل بشكل أفضل». إلا أنها من جهة أخرى عرضت على روسيا التعاون بخصوص نظام الدفاع الصاروخي الذي تخطط واشنطن لإقامته في أوروبا. وقالت: «ثمة إمكانية للتعاون بين روسيا وأميركا في موضوع نظام الدفاع الصاروخي». وأضافت في بروكسل عقب لقاء مع قيادات في الاتحاد الأوروبي، أن هذا التعاون يشمل مجالات الأبحاث والتنمية وعملية التركيب أيضا. وكان من المقرر أن تجتمع كلينتون مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف في جنيف ليل أمس، على أمل تحسين العلاقات بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقالت كلينتون في أول زيارة لها إلى أوروبا كوزيرة للخارجية إن الأزمة المالية تتيح فرصة لإعادة بناء الاقتصادات على أسس أكثر صداقة للبيئة وأقل اعتمادا على واردات الطاقة من الخارج.

وقالت أمام جمهور من الحاضرين من الشبان الأوروبيين في البرلمان الأوروبي: «لا تضيعوا أزمة تنطوي على فرصة جيدة، فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، لا تضيعواالفرصة، حيث يمكن أن يكون لها تأثير ايجابي جدا فيما يتعلق بتغير المناخ وأمن الطاقة وهذا ما نحاول أن نفعله».

وقالت كلينتون أيضا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في مقابلة أجرتها معها قبل اجتماعها مع لافروف، إنها تريد بداية جديدة للعلاقات مع روسيا، لكنها أوضحت أن الانقسامات لا تزال قائمة بشأن توسع حلف شمال الأطلسي وعلاقات روسيا مع جيرانها. وقالت: «هناك مجالات نختلف فيها تماما ولا نعتزم إخفاءها. لن نعترف بالمناطق الانفصالية في جورجيا ولا نعترف بأي شكل من أشكال النفوذ من جانب روسيا ولا بأسلوب سلطة الرفض بشأن من يحق له الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أو من يحق له الانضمام إلى حلف الأطلسي». وحذرت موسكو على خلفية هذا اللقاء من المبالغة في التوقعات، حيث أشارت بيانات وزارة الخارجية إلى أن اللقاء يهدف في المقام الأول إلى وضع «جدول عمل للمفاوضات المستقبلية» بين الجانبين. وتنظر الخارجية الروسية للقاء المرتقب بين كلينتون ولافروف بـ«تفاؤل متحفظ». وأجرت كلينتون أمس محادثات استمرت ساعة حول السياسة الأميركية مع شبان في البرلمان الأوروبي في أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي لهذه المؤسسة منذ الرئيس الأسبق رونالد ريغان في 1985.

وقال رئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بوترينغ لكلينتون: «إنكم توفرون لنا فرصة لإعادة بناء السياسة الأميركية واستعادة نفوذ بلادكم». وأضاف بعد استقبال كلينتون وسط تصفيق حشد من النواب انه «في أوروبا نوايا طيبة كبيرة إزاءكم وإزاء الإدارة الأميركية الجديدة».

وتعتبر أوروبا الولايات المتحدة حليفا رئيسيا في محادثات المناخ العالمية في كوبنهاغن في ديسمبر (كانون الأول)، بعد أن أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن هناك حاجة ملحة للتصدي لتغير المناخ في تناقض صارخ مع موقف سلفه جورج بوش. ووضعت أوروبا بالفعل خططا لخفض انبعاثات الكربون إلى حوالي خمس المعدلات التي كانت عليها في عام 1990 خلال العقد المقبل في حين اقترح اوباما تحولا رئيسيا نحو الطاقة المتجددة ونظاما للحدود القصوى والاتجار في حصص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. لكن مع وقوع دول كثيرة تحت وطأة ركود عميق تثور بعض التساؤلات بشأن ما إذا كانت الشركات قادرة على جمع مئات المليارات من الدولارات اللازمة لخفض انبعاثات الكربون.