مقتل جندي أميركي سابق متورط في فضيحة أبو غريب في أفغانستان

أقارب سانتوس الذي هدد بكلبه سجناء: كان ساخطا على من أمره بالقيام بتلك الأفعال

سانتوس كاردونا (يمين) مع كلبته الألمانية دوكو داخل سجن أبو غريب (أ.ب)
TT

قال أحد أفراد عائلة سانتوس كاردونا، مدرب الكلاب بالجيش الأميركي والمتورط في انتهاكات ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب، إن كاردونا كان عاقد العزم على المضي قدماً في المشاركة في الحروب التي يخوضها الجيش الأميركي بالخارج لمحو وصمة إدانته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال المقربون منه، إن شوقه لخدمة بلاده دفعه لمحاولة العودة إلى العراق عام 2006، لكن المؤسسة العسكرية أمرت بإعادته إلى الوطن بعد الإعلان عن اسمه بين الجنود الذين سيتم نشرهم بالعراق. لكن كاردونا (34عامًا) حصل في نهاية العام الماضي على الفرصة التي تمناها لخوض الحرب مجدداً.

فقد سافر كاردونا إلى أفغانستان كمتعاقد حكومي، مستخدما كلبا ألمانيا مدربا للبحث عن المتفجرات بدائية الصنع ومخازن الأسلحة.

والسبت الماضي لقي كاردونا وكلبه الضخم، زومي، حتفهما عندما اصطدمت قافلة عسكرية كانا فيها بقنبلة زرعت على جانب الطريق. وذلك بحسب ما أورده صاحب الشركة التي يعمل بها وعائلته. وكان مقتل كاردونا نهاية مأساوية لسعيه نحو التكفير عن خطاياه. وقال المقربون منه، إن تقدمه بطلب للمشاركة في الحرب لمدة عام واحد أخير لتوفير النقود من أجل ابنته، وليثبت للجيش تفانيه في عمله ويزيل الغيوم السوداء التي سببتها الصور التي ملأت العالم من أبو غريب. وقال ستيفن أسيفيدو، عم كاردونا وصديقه المقرب: «لقد أراد أن يبرهن أنه ليس لديه ما يخفيه، ورأى أن الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك هو العودة إلى الحرب. كان يؤمن أن عمله بالغ الأهمية، لكنه كان مستاء من تخلي رئيسه وحكومة بلاده عنه والتضحية به ككبش فداء، الأمر الذي آلمه للغاية». كان كاردونا وكلبته البلجيكية، دوكو، قد ظهرا في صور تكشف سوء معاملة محتجزين عراقيين تم الكشف عنها عام 2004 . كانت الصورة الأكثر شهرة قيام دوكو بالنباح بوجه أحد المعتقلين العراقيين الذي وقف عاريا يرتجف من الخوف. وكان كاردونا قد دافع عن نفسه من قبل بالقول، إنه تلقى أوامر من ضباط كبار باستغلال «دوكو» في تخويف معتقلين عراقيين مهمين ـ وهي إدعاءات دعمتها شهادات المحكمة والسجلات العسكرية ـ وقد برأ المحلفون ساحته من التهم فيما عدا تهمة اعتداء. وشعر كاردونا بالغبطة بعد أن حصل على حكم يعفيه من السجن ويسمح له بالاستمرار في الجيش.

لكن الاستمرار في الجيش لا يعني أن ذكرى أبو غريب محيت، فبعد محاولته الفاشلة في العودة إلى العراق عام 2006، عمل في فرقة تربية الكلاب التابعة للجيش في فورت براغ. وتعرض كاردونا لتقليص رتبته العسكرية في إطار العقوبة القضائية الصادرة بحقه. وعندما وجد نفسه عاجزاً عن الاستمرار في الجيش فترة السنوات الخمس اللازمة للحصول على معاش تقاعد كامل من الجيش، ترك كاردونا الخدمة بصورة مشرفة في سبتمبر (أيلول) 2007. وقال أفراد عائلته إنه «رغم اعتقاده الراسخ بأنه لم يرتكب خطأ في أبو غريب، فإنه كان يحمل بداخله غضبا صامتا ضد أولئك الذين أمروه بالقيام بتلك الأفعال، ومع ذلك لم يحاسبوا». وقالت هيثر أشبي، أم طفلته التي تبلغ من العمر تسع سنوات: «أعلم أن المحاكمات والاتهامات مزقته نفسيًا، فقد كان ذلك عبئا نفسيا كبيرا عليه. ولا اعتقد أنه كان يرغب بأن يذكر هذا. كما أعلم أنه كان غاضبا من أولئك الذين أصدروا إليه الأوامر بالقيام بذلك، لكنهم لم يدفعوا الثمن أو يدافعوا عما حدث، وتركوا الجنود الأقل رتبة يتحملون العقوبة بدلا عنهم».

*خدمة : «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»