مشعل يهاتف البشير.. ولاريجاني ضمن 50 شخصية في الخرطوم لمناصرة السودان

رئيس الشورى الإيراني: قرار «الجنائية» إهانة للمسلمين.. ومظاهرات لحماس تنديدا بمذكرة الاعتقال

البشير يرحب بلاريجاني خلال لقائهما في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

وصل بشكل مفاجئ أمس وفد «برلماني إسلامي وعربي» يضم 52 شخصية، برئاسة الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، وعكس من خلال لقاءاته مع المسؤولين السودانيين دعمه للرئيس عمر البشير ضد قرار المحكمة الجنائية بتوقيفه. وهاتف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية الرئيس السوداني معبرا عن تضامنه، وأدان قرار الجنائية.

واعتبر لاريجاني القرار بأنه «مؤامرة» ضد السلام ونوعا من «الإهانة» للمسلمين، لا يمكن تبريرها من الناحية القانونية، حسب تصريحات له في الخرطوم. وضم الوفد: الدكتور محمود الأطرش رئيس مجلس الشعب السوري، وسليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وعددا من قادة الفصائل الفلسطينية، وعددا من قادة المنظمات الإسلامية، وقادة علماء الشريعة الإسلامية. واستقبلهم في مطار الخرطوم الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم للشؤون السياسية والتنظيمية، والدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس. واعتبر لاريجاني في تصريحات صحافية صدور القرار في حق البشير مؤامرة حيكت ضد الإسلام، وقال إن القضية «لا تتلخص في إصدار حكم ضد رئيس بلد مثل السودان، بل هي نوع من الإهانة لا يمكن تبريره من الناحية القانونية، ولكننا تلقيناها كإهانة سياسية للمسلمين»، وأضاف أن الشيء الذي «كنا نتوقعه وفقا للتغييرات التي جرت في الإدارة الأميركية أن لا نري مثل هذه المواقف»، وتساءل: «هل هذه هي النظرة الجديدة للمسلمين والقيام بإهانتهم».

وذكر أن صدور قرار المحكمة الجنائية بتوقيف البشير كان الحدث المهم في المؤتمر الذي انعقد لمدة يومين لدعم فلسطين بالعاصمة الإيرانية طهران في ظروف حساسة للغاية، باعتبار أن موضوع فلسطين من المواضيع المهمة، مبينا وجهة نظر المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون لأكثر من 80 بلدا بالإضافة إلي عدد من المنظمات. وقال إن مؤتمر طهران استشعر المسؤولية ليتخذ الموقف حيال إهانة المسلمين، وأصدر بيانا لدعم حكومة السودان وشعبه مبينا أن المؤتمر لم يكتفِ بهذا البيان، وقرر المجيء بوفد للسودان. وأضاف أن هذا الوفد يمثل الرأي العام الإسلامي برمته مؤكدا للشعب السوداني وحكومته وقوفهم التام ضد هذه المؤامرة، مشيرا إلي استخدام الأميركيين للأساليب «القديمة البالية». وأشار إلي ملف الأميركيين «الأسود» في مجال حقوق الإنسان وما فعلوه بسجن أبو غريب وغوانتانامو وقتل المواطنين في أفغانستان، وأنهم يجب أن لا يطالبوا بمعاقبة الآخرين بتهمة انتهاك حقوق الإنسان، وقال: «وليعرف الغرب أن المسلمين واعون وأتقياء يعرفون جيدا مثل هذه الألاعيب». وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق لدى وصول الوفد إلى الصحافيين: «جئنا وفدا من البرلمان العربي الإسلامي للتعبير عن مناصرتنا وتضامننا مع السودان في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية». ومن المقرر أن يلتقي الوفد الرئيس البشير في وقت لاحق أمس.

إلى ذلك شارك آلاف الفلسطينيين أمس في قطاع غزة في تظاهرة نظمتها حركة حماس للتضامن مع الرئيس السوداني. وحمل المتظاهرون رايات حماس الخضراء وأعلاما فلسطينية وصورا للرئيس السوداني، ورددوا هتافات كان أحدها «للبشير تحية من حماس الأبية». وقال النائب مشير المصري أمين سر كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس في المجلس التشريعي، إن حركته عن تدعم الجمهورية السودانية حكومة وشعبا وترفض قرار توقيف البشير. ووصف المصري القرار بأنه «قرار سياسي أميركي صهيوني بامتياز، وهو مؤامرة على السودان تهدف إلى استهداف الحضارة والتنمية والعروبة والإسلام والأمن والاستقرار فيها». وقال المصري: «نؤكد رفضنا للدور السياسي التي تقوم به المحكمة». ووجه المصري رسالة إلى الزعماء العرب حذرهم فيها من موقف متفرج إزاء هذا القرار. وقال: «نقول لكم رسالة غزة ورسالة حماس، إن لم تتحركوا فالدور قادم لكم، بدأو بقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ثم بإعدام الرئيس العراقي صدام، واليوم يصل الأمر إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس البشير».

وطالب المصري الدول العربية بالتعامل مع هذا القرار واتخاذ موقف جريء ومسؤول من المؤسسات الدولية التي قال إنها باتت «أداة خسيسة» في يد قوى الاستكبار والاستعمار الأميركي وضد حضارة الأمة العربية .

وتساءل المصري: «لماذا لا يحاكَم قادة الإجرام الصهيوني لقتلهم لمئات الأطفال والشيوخ في غضون أيام معدودة في قطاع غزة؟ لماذا لا يحاكَم من قصف المساجد والبيوت فوق رؤوس قاطنيها واستهدف المدارس والجامعات؟