فيلتمان في دمشق أجرى محادثات مع المعلم ولم يلتق الأسد

كلينتون في تركيا تشدد على المسار السوري الإسرائيلي

TT

بعد انقطاع رسمي دام نحو أربع سنوات زار دمشق، قادمَين من بيروت، مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى، هما مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومستشار الأمن القومي للشرق الأوسط في البيت الأبيض دانيال شابيرو، وأجريا مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وتناولت المباحثات «آليات تعزيز العلاقات السورية الأميركية، والأوضاع الإقليمية، وأهمية استمرار الحوار لتحقيق المصالح المشتركة». ووصف فيلتمان محادثاته مع المسؤولين السوريين بأنها «بناءة جدا»، مشددا على أن لدمشق «دورا مهما» في المنطقة.

وقالت مصادر في وزارة الخارجية إن المعلم بحث مع فيلتمان وشابيرو «العلاقات الثنائية بين البلدين وآليات تعزيزها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر إزاء الأوضاع الإقليمية، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط». وأضافت المصادر أن «وجهات نظر الجانبين كانت متفقة حول أهمية استمرار الحوار بينهما لتحقيق الأهداف التي تخدم مصالحهما المشتركة، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». ويعد هذا الاتصال الأول من نوعه على هذا المستوى بين البلدين منذ أربع سنوات، حيث كان آخر اتصال على هذا المستوى بين البلدين في يناير (كانون الثاني) 2005 عندما زار المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الأميركية حينها ريتشارد ارميتاج دمشق حسب ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها. وقال فيلتمان في ختام اجتماعه مع المعلم الذي دام أربع ساعات: «إن هذه المحادثات كانت بناءة جدا من أجل تحسين العلاقات الثنائية» بين سورية والولايات المتحدة. وقال في مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من دمشق إنه وزميله المبعوث دانيال شابيرو يعتقدان أن «سورية بإمكانها أن تلعب دورا مهما وبناء في المنطقة»، دون ذكر مزيد من التفاصيل. واكتفى بالقول إن المحادثات كانت «بناءة» وتناولت عددا من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف: «لقد وجدنا الكثير من النقاط المشتركة اليوم»، لافتا إلى أن المحادثات في دمشق جاءت «لتبنى» على اجتماع عقده في واشنطن في 26 فبراير (شباط) مع السفير السوري في الولايات المتحدة، وأنه ضمن سياق ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، اللذان «أكدا الرغبة في اللجوء إلى الحوار مع كافة دول المنطقة من أجل معالجة مسائل ذات أهمية مشتركة»، معتبرا زيارته إلى دمشق «مثالا ملموسا على الالتزام» بإجراء هذا الحوار.

وقالت مصادر مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات الأميركية - السورية تندرج في إطار استطلاع الأجواء، بعدما أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة عن عزمها التحاور مع خصوم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وفي تركيا حيث تُجري زيارة، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية إن أهمية اتصالات سورية غير المباشرة المتعلقة بالسلام «لا يمكن وصفها». وأدلت كلينتون بهذا التصريح في مؤتمر صحافي خلال زيارة قصيرة إلى أنقرة، ردا على سؤال بشأن خطط واشنطن المحتملة بشأن إعادة سفيرها إلى دمشق. وأضافت أن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بخصوص إعادة السفير الأميركي إلى سورية، وأشادت بالوساطة التركية بين سورية وإسرائيل، وقالت: «إن أهمية هذا المسار وجهود السلام لا يمكن التقليل من شأنها. تركيا لعبت دورا مهما للغاية».