السلطات العراقية تعلن اعتقال 7 من عناصر «العودة» لإحياء «البعث»

مسؤول أمني اتّهم فائزين بالانتخابات عن «المشروع الوطني» بمحاولة الإفراج عنهم

TT

أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى في محافظة ديالى أن قوات أمنية ألقت القبض على مجموعة مكوّنة من سبعة أشخاص ينتمون لتنظيمات حزب البعث المنحل وأن عملهم نشط في الآونة الأخيرة في المحافظة.

وقال مصدر في فوج طوارئ ديالى لـ«الشرق الأوسط»، رافضا الكشف عن اسمه إن «القوات الأمنية ألقت القبض يوم أمس (الجمعة) على مجموعة برئاسة جاسم العزاوي، وهو احد المنتمين لحزب البعث المنحل، وكان عضو شعبة في الثمانينات من القرن الماضي».

وكشف المصدر عن أن أشخاصاً ينتمون للمشروع الوطني العراقي الذي يتزعمه صالح المطلك، ومن الذين فازوا بانتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخرا، قد اجروا اتصالات «شخصية» للإفراج عن المتهمين السبعة.

وكان المشروع الوطني العراقي، الذي يتألف من عدد من القوى والأحزاب من بينها جبهة الحوار الوطني بزعامة المطلك، قد فاز في محافظة ديالى بستة مقاعد في انتخابات مجلس المحافظات التي جرت نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال المصدر المطلع إن «أعضاء من مجلس المحافظة الجدد من الذين فازوا بالانتخابات الأخيرة، وهم من المشروع الوطني العراقي قد اتصلوا بشكل شخصي في محاولة للإفراج عن المتهمين السبعة». مؤكدا أن «المتهمين ينشطون في منطقة بعقوبة، وقد ألقي القبض عليهم في منطقة السينية في المدينة، وكانت معهم أسلحة ومنشورات وبيانات خاصة بحزب البعث ومطبعة لطبع المنشورات». وأشار المصدر إلى أن «أعضاء في حزب البعث بدأوا باستعادة نشاطاتهم في ديالى مؤخرا، وقد باشر باجتماعات بسيطة وجمع اشتراكات وتطورت إلى طبع بيانات والقيام بأعمال أخرى». كاشفا عن وجود «أكثر من ألف شخص ينتمون لهذا الحزب في ديالى، وهم مشخّصون من قبل القوات الأمنية، وأن تلك القوات لا تتعرّضهم حتى القيام بأعمال مشبوهة».

وحول الاتهام الموجّه لأعضاء في المشروع الوطني بطلب الإفراج عن هؤلاء المتهمين أو علاقتهم بحزب البعث المنحل، نفى صالح المطلك وجود أي علاقة بين جبهة الحوار التي يترأسها وبين المتهمين والملقى القبض عليهم في ديالى. وقال المطلك لـ«الشرق الأوسط»، «ليس لجبهة الحوار الوطني أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه المجموعة، وقد كنت في اجتماع مع المرشحين عن المشروع الوطني العراقي من الفائزين في محافظة ديالى، وهم لم يتصلوا في محاولة للإفراج عن هؤلاء بأي من القيادات العسكرية المسؤولة في المحافظة».

ونقلت وكالة «رويترز» عن العقيد علي إسماعيل وهو قائد لواء بالجيش العراقي في محافظة ديالى، انه تم القبض على الرجال أول من أمس في المنطقة الواقعة شمال شرقي بغداد، التي لا تزال تشهد أعمال عنف حتى مع تراجع الهجمات في أنحاء العراق. وفي أعقاب القبض عليهم عرضت قوات الأمن الرجال، وهم معصوبو الأعين، ويجلسون على الأرض على الصحافيين، فيما وضعت أسلحة ومواد دعائية أمامهم.

وقال إسماعيل إن الرجال كانوا مطلوبين في الأساس في تهم تتعلق بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة ومهاجمة القوات الأميركية والعراقية. لكن عندما ألقت قوات الأمن القبض عليهم عثرت على منشورات ووثائق ومواد أخرى، تشير إلى أن الرجال أعضاء بجماعة بعثية جديدة.

ويطلق البعثيون الجدد اسم «حزب العودة» على تنظيماتهم الجديدة في إشارة إلى عودة «البعث» إلى السلطة.

وقال إسماعيل إن الجماعة يتزعمها جاسم محمد العزاوي المعروف في ديالى بأنه بعثي سابق في عهد صدام. وبعض الرجال الذين ألقي القبض عليهم أعضاء في مجالس الصحوة المدعومة من الولايات المتحدة، التي ساعدت في وضع حدّ للعنف ومحاربة تنظيم القاعدة في أنحاء العراق. وعلى صعيد متصل، اعتقلت الشرطة العراقية في محافظة ميسان، جنوب العراق، ضابطا في الجيش العراقي وبحوزته 13 صاروخا مهيأة للإطلاق وسط مدينة العمارة، بحسب مدير العلاقات والإعلام في شرطة المحافظة.

وقال العقيد صادق سلام لوكالة ( أصوات العراق) إن مفارز من الشرطة «تمكنت اليوم (أمس) من اعتقال ضابط في الجيش العراقي (وسط مدينة العمارة)، وبحوزته 13 صاروخا موضوعة في سيارة يمتلكها نوع (بيك أب)». مبينا أنها «كانت مهيأة للإطلاق مستهدفة دوائر أمنية في المدينة». وأضاف سلام «إن عملية الاعتقال تمّت وفق معلومات استخباراتية وبفضل تعاون المواطنين».

وفي مدينة الموصل، قالت الشرطة انه تم اعتقال سبعة من عناصر تنظيم القاعدة. وقال مصدر في غرفة عمليات شرطة الموصل لوكالة الأنباء الألمانية إن «القوات الأمنية العراقية اعتقلت اليوم السبت (أمس) سبعة من عناصر تنظيم القاعدة، في حملة مداهمات نفذتها في المناطق الساخنة شرق المدينة».

وعلى صعيد آخر اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الجيش العراقي السابق. وقال المصدر إن « مسلحين مجهولين اغتالوا اليوم السبت (أمس) العميد المتقاعد ليث عبد في حي 17 تموز شرق المدينة ولاذوا بالفرار».

إلى ذلك، فجّر مجهولون أنبوباً رئيسيا لنقل النفط في قضاء الدبس جنوب كركوك. وقال مصدر في شرطة قضاء طوز خورماتو إن« إرهابيين قاموا بعد منتصف الليلة (قبل) الماضية بتفجير أنبوب رئيسي لنقل النفط الخام بين قريتي البوخرزة والمشيرفة التابعتين لقضاء الدبس جنوب كركوك». وأضاف ان «الانفجار أدى إلى اندلاع حريق هائل في الأنبوب، وحدوث أضرار مادية كبيرة من دون سقوط ضحايا، وأنه تمت السيطرة على الحريق».