إيران: فوجئنا بقرار المغرب قطع علاقاته ونرفض الاتهامات بالتدخل في شؤونه

الخارجية الإيرانية «تأسف» لاتخاذ الرباط قرارها «تزامناً مع مؤتمر دعم غزة في طهران»

TT

أفادت طهران أمس بأنها «تفاجأت» بالقرار الذي اتخذه المغرب الليلة قبل الماضية بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وعبّرت عن «رفضها» لاتهامات الرباط لها بالتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب.

وجاء هذا بعد أن أعلن المغرب أول من أمس عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في أعقاب احتجاج عدة دول عربية وإسلامية على تصريح مسؤول إيراني شكك في سيادة البحرين. واتهم المغرب كذلك، البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الرباط بأنها «تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمغرب، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي»، حسب بيان للخارجية المغربية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» إنها «تستغرب قطع المملكة المغربية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وتؤكد أن «اتهامات المغرب لإيران بالتدخل في شؤونه الداخلية لا أساس لها إطلاقا، وأن إيران ترفضها جملة وتفصيلا».

وعبّرت الخارجية الإيرانية عن «أسفها» لإعلان المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران «بالتزامن مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي غزة الذي عقد في طهران»، في إشارة إلى المؤتمر الذي احتضنته العاصمة الإيرانية أخيراً، وشاركت فيه شخصيات برلمانية عربية وإسلامية. واعتبر البيان الإيراني أن إيران «تعتقد أن إجراء المغرب هذا، سيضرّ بوحدة العالم الإسلامي في الظروف الحساسة الحالية التي تتطلب وحدة وتضامن الدول الإسلامية كمبدأ أساسي لدعم الشعب الفلسطيني». وصرّح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس للصحافيين أن «تصرف الحكومة المغربية مفاجئ ومثير للتساؤل».

وقرّر المغرب قطع علاقاته مع إيران على خلفية تصريحات أدلى بها في 20 فبراير (شباط) الماضي علي اكبر ناطق نوري العضو المهم في مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمسؤول في مكتب مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في مدينة مشهد. قال فيها إن البحرين كانت جزءا من إيران. واحتجت البحرين على هذه التصريحات، ما دفع بالجمهورية الإسلامية إلى العمل على نزع فتيل الأزمة التي هدّدت اتفاقا ثنائيا بشأن تصدير الغاز، بتأكيدها على أن طهران تحترم سيادة البحرين.

وأرسل العاهل المغربي الملك محمد السادس وزير خارجيته إلى البحرين، حاملا رسالة دعم لعاهلها الملك حمد بن عيسى آل خليفة. واحتجت إيران على ذلك باستدعاء ممثل الرباط في طهران.

واتخذ المغرب قرار قطع علاقاته مع إيران بعد تسعة أيام من استدعاء الرباط القائم بأعمال سفارتها بالوكالة في طهران للتشاور بهدف الاحتجاج على «عبارات غير مناسبة» لإيران بشأن دعم الرباط للبحرين. كما ابلغ وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري السفير الإيراني في الرباط وحيد احمدي أن دعم البحرين، يستند إلى التزام المغرب بالقانون الدولي، حسب مصدر دبلوماسي مغربي.

وجاء في بيان للخارجية المغربية أن «المملكة طلبت كذلك توضيحات من السلطات الإيرانية التي سمحت لنفسها بالتعامل بطريقة متفردة وغير ودّية، ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب إثر تضامنه مع مملكة البحرين، على غرار العديد من الدول بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية». وتابع «بعد انقضاء اجل أسبوع لم تتوصل المغرب بأي تفسير عن هذه التصرفات».

وقال وزير الخارجية المغربي في تصريحات صحافية إثر صدور القرار «إن رد فعل المغرب شرعي وعادي ومنطقي».

وأضاف «إن المغرب كان الدولة الوحيدة التي تم استدعاء القائم بأعمالها في طهران، بعد أن أعرب عن تضامنه مع البحرين ووحدتها الترابية». وتابع «إن موقف إيران كان فظاً، ومثل استهدافا مقصودا (للمغرب) ولا يحترم مؤسسات المملكة المغربية».