الجزائر: هجوم انتحاري يلقي بظلاله على التحضيرلانتخابات الرئاسة

المنفذ فجر نفسه عند مدخل الثكنة بعد تفطن الحارس .. وقتل 2 آخرين

TT

أفاد مصدر أمني جزائري أن شخصا فجر نفسه صباح أمس، عند مدخل ثكنة «الحرس البلدي» بمنطقة تادمايت (110 كلم شرق)، فخلف الانفجار مقتل شخصين وجرح 9 أشخاص، أربعة منهم يوجدون في حالة خطيرة. ونسب المصدر الحادثة لتنظيم القاعدة، الذي تعد المنطقة أحد أبرز معاقله.

ففي حدود الثامنة صباحا بتوقيت الجزائر، سمع دوي انفجار قوي مصدره مخرج مدينة تادمايت وتحديدا ثكنة «الحرس البلدي» المعروفة بالمنطقة. وهرع السكان المجاورون للثكنة إلى المكان فوجدوا قطع لحم بشري متناثرة أمام مدخل مبنى «الحرس البلدي»، وبقعا من الدم منتشرة في محيط الثكنة. وقال أشخاص كانوا بداخل مقهى في وسط المدينة، لـ«الشرق الأوسط» إن شخصا كان يرتدي حزاماً ناسفاً حاول الدخول إلى الثكنة، لتفجير نفسه وسط العشرات من عناصر «الحرس البلدي»، الذين يشتغلون في الثكنة ويقيمون بها. ونقل نفس الأشخاص عن شاهد عيان، أن الانتحاري شعر أن أحد أفراد الحرس، كان أمام مدخل المبنى، تفطن للعملية فقرر تفجير نفسه عندما اقترب من الثكنة وقتل عون الحرس على الفور، كما قتلت امرأة تجاوزت الـ50 كانت على مقربة من الثكنة مع ابنتها التي نجت من التفجير. وانتشر أفراد الشرطة العلمية في مكان العملية، لنقل أشلاء القتلى، ورجح مصدر أمني محلي التعرف على هوية الانتحاري في غضون 48 ساعة. ومن عادة تنظيم القاعدة، الذي تبنى أعمالا انتحارية سابقة، الكشف عن هوية المنفذ في اليوم الموالي للعملية.

وتقع تادمايت على بعد 15 كيلومتراً عن وسط مدينة تيزي وزو، التي تقع ضمن «المنطقة الثانية» في هيكل تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وهي من أهم معاقل الجماعات المسلحة، التي تنسب نفسها للتيار السلفي الجهادي. أما «الحرس البلدي»، فهو فصيل أمني، تشرف عليه وزارة الداخلية، أنشئ مطلع تسعينيات القرن الماضي، في إطار محاربة الإرهاب. وسبق للحرس البلدي بتادمايت أن تعرض لاعتداء إرهابي في 2007، أسفر عن قتلى وجرحى. ويأتي تفجير أمس في سياق اعتداءات مماثلة شهدتها مناطق بشرق البلاد أخيراً. فقد تبنت القاعدة الأسبوع الماضي هجوما على موقع تابع لشركة الطاقة العمومية «سونالغاز»، وقع في 22 من الشهر الماضي بجيجل (360 كلم شرق العاصمة)، خلف مقتل 9 أشخاص يضمنون حراسة الموقع. وقبلها هاجم عناصر التنظيم بالمتفجرات دورية للدرك بالقرب من الحدود التونسية، ما أسفر عن مقتل ضابط دركي و4 مدنيين كانوا داخل سيارة. ويرى مراقبون أن عملية «تادمايت» بمثابة رد مباشر على وزير الداخلية يزيد زرهوني، الذي قال الأسبوع الماضي، إن الإرهابيين «وصلوا إلى طريق مسدود وما عليهم إلا تسليم أنفسهم، وإلا سيقضي عليهم الجيش». وكان زرهوني يشير إلى هجوم جيجل. وجدير بالذكر أن الجماعات الإرهابية كثيرا ما تصعد عملياتها الإرهابية، في أعقاب تصريحات مسؤولين تبعث على التفاؤل بخصوص الوضع الأمني. ولا يمكن فصل التفجير الانتحاري برأي المراقبين، عن مرحلة التحضير لانتخابات الرئاسة التي ستجري في 9 أبريل (نيسان) القادم. ويمثل الاستحقاق فرصة للجماعات الإرهابية للفت الأنظار إلى نشاطها.