زيمبابوي: شكوك حول تعرض رئيس الوزراء لعملية اغتيال

بعد يوم على نجاة تسفانجراي من حادث سير أدى إلى مقتل زوجته

صحيفة هيرالد، التي تصدر في زيمبابوي بالانجليزية، تعرض صورة لتسفانجراي وزوجته التي قضت في حادث السير في عددها الصادر أمس (أ.ب.أ)
TT

بعد يوم على نجاة رئيس وزراء زيمبابوي مورغان تسفانجراي من حادث سير أودى بحياة زوجته سوزان، شكك حزبه، الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، في أن يكون الحادث مفتعلا، في حين أكد مسؤول في السفارة الاميركية في زيمبابوي أن الشاحنة التي اصطدمت بها سيارة رئيس الورزاء، التي أدت الى وقوع الحادث، تابعة لمنظمة معونة أميركية. وأعلن حزب تسفانجراي انه سيجري تحقيقا مستقلا في حادث الاصطدام، رغم ان مسؤولين رسميين قالوا ان ليس لديهم مؤشرات الى ان الحادث كان مفتعلا. وقال المتحدث باسم الحركة سيبانيجي دوبي في بيان من جوهانسبرغ، إنه يشك في ما إذا كان الاصطدام الذي وقع بعد ظهر أول من أمس كان مجرد حادث. وأضاف دوبي: «حقيقة الأمر هي أن هذا ليس بحادث حقيقي. إنه هجوم منظم تماما كان يهدف إلى القضاء على رئيس الحركة من أجل التغيير الديمقراطي. إننا نعتقد بصدق أن حاشية حزب «زانوبي إف» (حزب الرئيس روبرت موغابي) النافذة، لكن (سيئة السمعة) عازمة على فعل أي شيء لإعاقة جهود الحكومة الائتلافية لإعادة زيمبابوي إلى المسار مرة أخرى». ولم يقدم دوبي أي أدلة تدعم الاتهام الذي وجهه. وقال مراسلون في هيراري ان تسفنجراي لم يكن مرتاحا تماما للحماية التي تؤمنها له الحكومة الجديدة، وكان يعتمد على أمنه الخاص. وحمل الامين العام للحزب رئيس الوزراء تنداي بيتي غياب مرافقة الشرطة لتسفانجراي، مسؤولية وقوع الحادث. وقال في مؤتمر صحافي عقده وكان يبكي خلاله: «لو كانت الشرطة ترافقهم ربما ما حدث لم يكن ليحدث. كان يمكن للشرطة المرافقة ان تحذر المركبات الآتية من أن رئيس الوزراء يمر... نأمل ان يصحح هذا السهو من قبل السلطات وان يؤمنوا الحماية اللائقة برئيس وزراء البلاد».

وقال بيتي وهو يبكي ان سوزان كانت تمد زوجها والحزب بالقوة. وكان ايدي كروس، مسؤول كبير في الحزب، قال ان مقتلها يشكل «ضربة كبيرة لمورغان». وتسفانجراي تزوج سوزان في عام 1978 ولديه منها ستة أولاد. ورغم أن شبكة الطرق في زيمبابوي، التي تحتاج إلى صيانة، معروفة بخطورتها، إلا أن نظام الرئيس موغابي أيضا له تاريخ طويل في مخططات الاغتيال وبعض شخصيات المعارضة لقوا حتفهم في حوادث اصطدام سيارات.

وقال الاطباء في المستشفى، حيث يعالج تسفانجراي ان حالته ثابتة، وقالت تقارير بثها التلفزيون الرسمي ان رئيس الوزراء البالغ من العمر 56 عاما يعاني من رضوض في الرأس والرقبة. وزار الرئيس روبرت موغابي وزوجته غريس تسفنجاراي في المستشفى ليلة وقوع الحادث. وكان رئيس الوزراء متوجها الى بلدته بوهيرا من العاصمة هيراري مصحوبا بزوجته البالغة من العمر 31 عاما، عندما اصطدمت سيارته بشاحنة محملة بالبضائع، فانقلبت السيارة ثلاث مرات وقتلت زوجته في الحادث. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير في حزب تسفانجراي ان سائق الشاحنة كان نائما على المقود عندما وقع الحادث. كما نقلت الوكالة عن مسؤول في السفارة الاميركية لم يفصح عن اسمه، ان الشاحنة تابعة لمنظمة تعمل مع وكالة التنمية الاميركية، وأنها كانت محملة بأدوية لمرض الايدز ولوازم طبية أخرى. وجاء الحادث بعد يومين فقط على ادلاء تسفانجراي بخطابه الاول كرئيس للوزراء امام البرلمان بعد ان اقسم اليمين وشكل حكومة وحدة مع حزب موغابي، بعد خلاف دام اشهر على تقاسم السلطة بين الحزبين.

وشكك أيضا توم ماكدونالد السفير الاميركي السابق بزيمبابوي (من عام 1997 الى عام 2001)، بالحادث، وقال لتلفزيون الـ«سي إن إن»: «أنا أشكك بأي حادث سير في زيمبابوي تتعرض له وجوه من المعارضة. الرئيس موغابي لديه تاريخ في حوادث السير الغريبة... إنها احدى الطرق للتخلص من الاشخاص الذين لا يحبهم». وعدد ماكدونالد مقتل وزير الدفاع موفان ماهاشي في عام 2001، ووزير العمل بوردر جيزي في عام 1999، ومقتل ايليوت ماينكا وزير في الحكومة العام الماضي. وثلاثتهم قتلوا في حوادث سير. وحث ماكدونالد على اجراء تحقيق من سلطات خارج زيمبابوي، الا انه أضاف معقبا ان «حوداث السير في زيمبابوي أمر شائع»، وأضاف: «من المؤكد ان احتمال ان يكون ما حصل حادثا مأساويا، وارد».