هدية أميركية لروسيا.. ضاعت في الترجمة

لافروف يصف علاقته بكلينتون بالـ«رائعة»

TT

حاولت الولايات المتحدة وروسيا إصلاح علاقتهما المتوترة عبر جمع أعلى دبلوماسييهما معاً في جنيف. لكن قبل أن يبدأ اللقاء، اتخذ أول اجتماع دبلوماسي بين البلدين منحى غريبا، بسبب هدية طريفة.. تحولت إلى محرجة. فقد قدمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لنظيرها الروسي سيرغي لافروف وهي تحييه، زرّا أحمر كتب عليه بالانجليزية «ريست» (أي إعادة تشغيل)، والكلمة بالروسية «بيريغروزكا». والهدية هي تجسيدٌ لما قاله نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر ميونخ الشهر الماضي، عندما دعا البلدين إلى «الضغط على زرّ إعادة التشغيل» في علاقاتهما. «لقد بذلنا جهدا كبيرا لكي نجد الكلمة الصحيحة بالروسية». قالت كلينتون للافروف وهي تناوله الزر. وأضافت: «هل تعتقد أننا أصبنا»؟

«لقد أخطأتم بـ(ترجمة) الكلمة»، أجاب لافروف. وتابع يشرح أن الكلمة الروسية المستعملة تعني «حمولة زائدة». فردّت كلينتون بسرعة، وهي تضحك ملء حنجرتها: «لن ندعكم تفعلون ذلك».

ولاحقاً بعد الاجتماع، أعلن كلينتون ولافروف أنهما تناولا مجموعة من المواضيع بطريقة ايجابية، ومهّدا لإعادة فتح نقاش حول اتفاق الحدّ من الأسلحة، وحول الدرع الصاروخي الذي تريد واشنطن بناءه في أوروبا الشرقية، وهما موضوعان يعتبران أساس توتر العلاقات بين البلدين. لكن على الرغم من طرح هذه المواضيع الجدية، فقد ظل الزر الأحمر القليل الحظ، يعترض الطريق. فقال لافروف انه يأمل أن يؤدي هذا الخطأ اللغوي إلى «المساهمة في نهوض اللغة الروسية في الولايات المتحدة واللغة الانجليزية في روسيا». أما كلينتون فقالت إن الترجمة الخاطئة للكلمة ملائمة أكثر من الترجمة الصائبة، لأن إعادة العلاقات إلى البداية تضع «حمولة زائدة» على كلا الطرفين. ووافقها لافروف الرأي. وقال: «الحمل هائل في ما يختص بأجندتنا، لكن لا هيلاري، ولا أنا لدينا رغبة في التخلص من هذا الحمل». وبعد أن استنفد كل الاستعارات المكهربة، أضاف لافروف أنه من حسن الحظ أن الولايات المتحدة وروسيا يضغطان على الرز الأحمر لـ«إعادة التشغيل» بدلا من الزر الأحمر الذي يشعل الحرب. لم يعرف المسؤولون في وزارة الخارجية من كان مسؤولا عن الترجمة الخاطئة للكلمة. وقد جاء هذا الخطأ على الرغم من أن عددا من الدبلوماسيين وموظفي البيت الأبيض الذين يتحدثون الروسية وعاشوا في روسيا لفترة، كانوا يرافقون كلينتون في رحلتها، وكان بإمكان أي منهم أن يكشف الخطأ. وبعد أن تنبّه المسؤولون في الخارجية الذين يرافقون كلينتون، إلى أن قصة الزر قد تطغى على التغطية الخبرية لمضمون الاجتماع، تفرّق المسؤولون على الصحافيين المسافرين مع كلينتون، ليضعوهم في أجواء المحادثات. «لم تكن هناك اتفاقات ملموسة، لكن نبرة الاجتماع كانت بناءة، وهو بحد ذاته يعتبر إنجازاً، بالنظر إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد تدهورت إلى الشكل الذي كانت عليه أيام الحرب الباردة بعد حرب جورجيا الصيف الماضي»، قال المسؤولون.

وبعد الاجتماع، خرجت كلينتون وقالت: «أنا اقدّر انفتاح ورغبة الوزير لافروف لمناقشة كل القضايا، لم يكن أي موضوع خارج طاولة النقاش، لقد كان اللقاء مع سيرغي، بداية جيدة بحسب رأيي». ولافروف الذي كانت تجمعه بوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس علاقة عاصفة، وافق هيلاري رأيها. وقال: «أعتقد انه يمكننا التوصّل إلى نظرة موحدة، في سياق خطة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، ومسألة الصواريخ الدفاعية». وردّا على سؤال حول ما إذا كان هو وكلينتون يتفقان، ابتسم وقال: «سأغامر وأقول إنه تجمعنا علاقة شخصية رائعة».

* خدمة «نيويورك تايمز»