أولمرت: لن يكون سلام بين إسرائيل والفلسطينيين من دون القدس عاصمة لدولتهم

فجر قنبلة جديدة في وجه رفاقه السابقين في اليمين الإسرائيلي

TT

بعد أن كان صرح بتأييده لإقامة دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل على أساس حدود 1967، فجر رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، قنبلة بركانية أخرى في وجه رفاقه السابقين في معسكر اليمين الاسرائيلي، إذ قال انه لن يقوم سلام حقيقي بين إسرائيل والفلسطينيين من دون أن تكون لهم دولة عاصمتها القدس. وقال أولمرت إن هذا السلام سيتحقق حتما، فلا مفر من ذلك. ولكن هناك طريقين للوصول إليه: فإما أن تصل إليه بقلب مكسور، لكن بضمير مرتاح، باعتبار انك تريده بأقل ما يمكن من الخسائر، وإما أن تصل اليه وأنت مهشم العظام بعد سلسلة حروب مؤلمة. وهو يفضل الوصول بالطريقة الأولى، لأنها الأفضل والأسلم. وكان أولمرت يتكلم أمام جمهور يهودي يساري من منتدى الكيبوتسات (التعاونيات الاشتراكية) في مرج ابن عامر قرب الناصرة، فروى كيف غير أفكاره وهو الذي كان قد انحدر من صلب اليمين الاسرائيلي التقليدي، فقال: الحقيقة انني بدأت أقتنع بضرورة التغيير في زمن اسحق رابين (1992 - 1995)، لكن التغيير الحقيقي بدأ عند الوصول الى كرسي رئيس الحكومة– «فمن هذا الكرسي المتعب جدا، ترى أمورا بطريقة شمولية أكثر. تشعر بالمسؤولية عن القرارات التي تتخذها وكيف تؤثر على الأجيال القادمة. وتسأل نفسك: هل يجب ان تتمسك بأفكارك القديمة رغم كل شيء؟ هنا ستحتاج الى الشجاعة الأدبية لإحداث التغيير، وقد سبق وأن قال القائد الاسرائيلي الأسطوري، موشيه ديان، ان الحمار وحده هو الذي لا يغير رأيه».

وأضاف أولمرت أن رابين كان قد توصل الى هذه القناعات من المنطلق نفسه، فهو كان جنرالا كبيرا وشجاعا، حارب بما فيه الكفاية، لكن عندما اتخذ القرار دفع حياته ثمنا. ثم توصل الى النتيجة نفسها ايهود باراك– «الذي أختلف معه في الكثير من الأمور، لكن لا خلاف على انه قائد عسكري كبير يعرف معنى الحرب ويدرك انه بعد الحرب لا بد من السلام. فتنازل عما لم يتنازل عنه قائد إسرائيلي من قبله. ولكنه لم يستطع اكمال المسيرة. وجئت انا وبدأت أكمل المسيرة. وأنا أخدم شعبي اليوم من موقعي، فأقول الحقيقة للجمهور، بأنه لا يمكننا الاستمرار في الاحتلال ولا بد من السعي الى السلام الحقيقي الثابت. وهذا لا يتم إلا من خلال منح الفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم بدولة تقوم على أساس حدود 1967 مع تعديلات طفيفة بشرط تعويضهم عن كل شبر أرض نبقيه في تخوم اسرائيل، ومع منحهم قسما من القدس الشرقية يكون عاصمة لدولتهم العتيدة».

وقال أولمرت «إن أي طريق آخر سيعني الاستمرار في الحروب الى أن نغير رأينا، ولن تنفع كل محاولات المماطلة».