كوشنير يشيد بسلام فياض ويكتفي من حماس بقبولها مبادرة السلام العربية

فرنسا تريد حكومة تكنوقراط وسياسة برئاسة فياض

TT

أكدت فرنسا الإعلان عن استعدادها للعمل مع حكومة وفاق وطني فلسطيني جديدة، تضم كافة ممثلي الطيف السياسي وذلك في بيان أصدره وزير الخارجية برنار كوشنير بعد أن قدم رئيس الوزراء سلام فياض استقالة حكومته.

ويحظى فياض الذي زار باريس أكثر من مرة رئيسا للحكومة باحترام السلطات الفرنسية وتحديدا الوزير كوشنير.

وجاء في البيان الذي أصدرته الخارجية باسم كوشنير ما يلي:«إنني أرحب بهذا القرار الذي جاء ثمرة حوار بين مختلف الفصائل الفلسطينية وأجدد استعداد فرنسا للعمل مع مثل هذه الحكومة».غير أن كوشنير أشار بشكل غير مباشر إلى الإطار العام الذي يجب أن تندرج فيه الحكومة الجديدة وهو الاستعداد للعمل بوحي «مبادىء عملية السلام» ما يعني أن البرنامج السياسي للحكومة العتيدة، يجب أن يتبنى بوضوح عملية السلام وهو ما يحل محل الشروط الثلاثة السابقة التي وضعتها اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي سابقا للعمل والانفتاح على حماس وهي الاعتراف بإسرائيل و وقف العنف و احترام الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وذهب الوزير كوشنير في مناسبة سابقة إلى حد القول إن باريس يمكن أن تكتفي بـ «تبني» حماس لمبادرة السلام العربية إذا كان من شأن ذلك أن «يسهل» على حماس الاستجابة .وأضاف الوزير الفرنسي: «إني ارغب في الإشادة بسلام فياض وهو رئيس وزراء عظيم ورجل مبدأ والتزام»، مؤكدا قناعته بأن فياض سيقوم بدور هام في إقامة دولة فلسطينية. وأكد أن فرنسا تشيد « بجهود والتزام السلطات المصرية» في عملية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وترى باريس أن الصيغة الأفضل بالنسبة لحكومة فلسطينية هي أن تكون تكنوقراطية ــ سياسية بإدارة فياض على ألا تضم سياسيين من الصف الأول «فاقعي اللون» من حماس أو من فتح وتحظى بدعم الطرفين. و بحسب ما تقوله المصادر الفرنسية، فإن حكومة كهذه ، سيكون من الأسهل تسويقها لدى شركاء فرنسا الأوروبيين ولدى الإدارة الأميركية الجديدة.

وتعتبر فرنسا أن قيام حكومة وفاقية فلسطينية بمثابة «الحل المثل» للتغلب على صعوبات الوضع الفلسطيني الحالي و تسهيل وصول المساعدات المالية لإعادة إعمار غزة و للتعاطي الفلسطيني بشكل عام مع الأطراف الخارجية بمن في ذلك الحكومة الإسرائيلية المنتظرة.

و رغم الاتصالات الأولى بين باريس وواشنطن، فإن فرنسا ما زالت حتى الآن في حالة« ترقب و انتظار» إزاء ما يمكن ن تقرره إدارة الرئيس أوباما في الشرق الأوسط والطريقة التي ستتعامل بها مع هذه الأزمة. وحتى الآن، أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال جولتها الشرق أوسطية تمسك إدارتها بالشروط الثلاثة. غير أن باريس فهمت أن واشنطن «تريد حكومة وفاقية» فلسطينية من حيث المبدأ ومن غير الدخول في التفاصيل و هو ما ترى فيه فرنسا «تبدلا» في المقاربة الأميركية يحتاج إلى مزيد من الوقت ليتحول إلى سياسة جديدة. وأشارت المصادر الدبلوماسية الفرنسية إلى أنها تلمس» تغيرا في المقاربة الأميركية وتحديدا من قبل الوزيرة كلينتون التي ترى أنه لا يمكن انتظار الولاية الثانية للرئيس أوباما للاهتمام بالشرق الأوسط والحل كما أن كلينتون تؤمن بضرورة قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية، كما تصر على وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية». فضلا عن ذلك، ترقب باريس المشاورات السياسية الإسرائيلية التي يقوم بها بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، علما أن «قلب» فرنسا وكوشنير تحديدا، يميل إلى وزيرة الخارجية و زعيمة كاديما تسيبي ليفني. بموازاة ذلك، تعول باريس على عقد مؤتمر دولي للسلام في العاصمة الفرنسية يوفر «دفعا سياسيا» لعملية السلام في كل الشرق الأوسط و لكن من غير أن يتحول المؤتمر إلى مكان للتفاوض. وحتى الآن و رغم أن باريس ترغب في عقد هذا المؤتمر بسرعة وبغض النظر عن رغبة روسيا باستضافة مؤتمر مشابه في الربيع، فإن تفاصيل المشروع الفرنسي ما زالت ضبابية. ويؤكد المسؤولون الفرنسيون أن لا«أجندة و لا برنامج» لمثل هذا المؤتمر حتى الآن.