خادم الحرمين: الندوة السعودية الفرنسية إحدى ثمار مؤتمر أتباع الأديان

في كلمة ألقيت بالنيابة عنه

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات تشكل إحدى ثمار مؤتمر حوار أتباع الأديان والثقافات الذي عقد في مدريد في شهر يوليو (تموز) الماضي، وما تلاه من منتدى حوار الأديان في نيويورك خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقال خادم الحرمين الشريفين خلال كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي في الرياض أمس مع انطلاقة فعاليات الندوة السعودية الفرنسية التي تنظمها جامعة الملك سعود بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة باريس «ديكارت» ومرصد الدراسات الجيوسياسية وسفارة السعودية في باريس «أرجو من الله أن يكون للحوار أثره المرجو في مجال إحلال التفاهم والسلام محل المنازعات والحروب بين الأمم».

وشدد الملك عبد الله في كلمته على أن هذه الندوة تكتسي أهمية بالغة، لأنها تتناول موضوعا من أهم الموضوعات، كي تحقق التواصل بين الشعوب وتحيل الكراهية والبغض بينهم محبة وتفاهما، الذي يتمثل في حوار الحضارات بين الأكاديميين والباحثين السعوديين والفرنسيين، مثمنا في الوقت ذاته المشاركة الفعالة في الندوة والجهود السخية في إنجاح أعمالها، وما سيقدم من مقترحات وتوصيات هادفة.

وأضاف «إن الدعوة بإقامة حوار الأديان والثقافات كانت رسالة بليغة واضحة المضمون لجميع شعوب العالم بأن الإسلام دين المحبة والإخاء والسلام، مما جعلها تنال كل تشجيع ومساندة، نظرا لأن الحوار أصبح سبيلا واضحا وأمرا حتميا لخدمة البشرية في ظل نظام عالمي جديد، جعل كل دول العالم وشعوبه أشبه بقرية كونية واحدة، فلا بد أن يحل السلام بينهم بديلا عن العنف، والحب والود بديلا عن الكراهية والازدراء، والحوار والتفاهم بديلا عن المقاطعة والصراع».

وجاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين: «إننا نأمل جميعا أن يستمر التواصل بين الأكاديميين، والباحثين السعوديين والفرنسيين بتأكيد حقوق الإنسان الذي يعتد بدينه ومعتقداته، وتحقيق أقصى النتائج الإيجابية البناءة للتواصل المعرفي، وبيان الصورة الحقيقية عن سماحة الإسلام ووسطيته، وصلاحية أحكامه لحل مشكلات الإنسان وتحقيق السلام والطمأنينة له... سائلا الله جل جلاله أن يجعل هذه الندوة ونتائجها شعاعا يضيء بالعلم والسلام دروب الأجيال المستقبلية للعالم أجمع، ومصدر خير للإنسانية، وإلهاما لمستقبل واعد للبشرية».

وزاد الملك عبد الله في كلمته: «أتطلع دائما إلى المزيد من التواصل والجهود المخلصة لتحقيق الأهداف المرجوة في مسيرة الإنسانية، ولن ندخر وسعا في دعمكم ومؤازرتكم لتحقيق الأهداف المرجوة، شاكرا ومقدرا لكم جميعا ما تبذلونه من جهود مباركة تحقق التكامل والتعاطف بين البشر وتهدف إلى تعزيز الود والتلاحم بين الشعوب».

من جهته أشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال كلمة ألقاها نيابة عنه برتران بيزانسنو السفير الفرنسي في الرياض، إلى أن التحديات الكونية، ومن بينها الأزمة المالية، كشفت عجز الاقتصاد الدولي، وأجبرت العالم على العودة إلى القيم الإنسانية، وأسس اقتصاد السوق، مبينا أن العالم بات بحاجة إلى بناء نظام اقتصادي أكثر إنسانية وأكثر أخلاقية وأكثر احتراما، لكرامة الإنسان وعمله.

وشدد ساركوزي، في كلمته، بمناسبة الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات، على أن الشعور الديني ليس هو من يشكل الخطر، بل استغلاله لأهداف سياسية تراجعية في خدمة جنون البشرية وهمجيتها، في وقت باتت تضمحل فيه بعض المعالم الأخلاقية، داعيا إلى بناء مجتمع جديد قائم على القيم المشتركة، تتمثل في التسامح والمشاركة والاحترام المتبادل. وأكد الرئيس الفرنسي على أن العلاقات السعودية الفرنسية لم تكن يوما بهذا المستوى من الأهمية والثقة التي تعيشها اليوم، مضيفا أن السعودية تعتبر شريكا استراتيجيا لفرنسا في المنطقة، ولاعبا رئيسيا في العولمة، بفضل قوتها الاقتصادية والمكانة التي تحتلها في سوق الطاقة، إضافة لاحتضانها لحرمي الإسلام الشريفين. وكشف الرئيس الفرنسي على لسان سفيره لدى السعودية، عن أن وزير الخارجية الفرنسي سيقوم بزيارة للرياض، تسعى من خلالها الدبلوماسية الفرنسية للتنسيق حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مؤكدا التزام حكومته وعزمها على العمل من أجل إحياء أمل سلام شامل في المنطقة.

وقال ساركوزي إن الاتصالات التي عقدت مؤخرا بين السعودية وسورية تعتبر برهانا على التزام حكومة خادم الحرمين الشريفين الحازم في البحث عن السلام، متعهدا ببذل قصارى الجهود المشتركة للوصول إلى هذا الهدف والمناضلة لإحياء السلام الذي وصفه بالأمل.