تركيا تتحدث عن مساعٍ لـ«خلق تفاهم» بين إيران وأميركا.. و«سعادة» الطرفين بهذه الجهود

كرزاي في طهران بعد غد * تضارب إيراني حول تجربة صاروخ جديد جو - بحر.. طويل المدى

TT

قال وزير الخارجية التركي على باباجان أمس، بعد انتهاء مباحثاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وقبل توجهه إلى إيران، إن أنقرة عرضت على كلينتون وساطة مع إيران لتقريب وجهات نظر البلدين. وليست هذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها تركيا التوسط بين أميركا وإيران، فقد سبق أن عرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وساطة بلاده، البلد المسلم الوحيد في حلف الناتو، بين طهران وواشنطن، خصوصا فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني. وجاءت تصريحات باباجان متزامنة مع تصريحات لهيلاري كلينتون في برنامج تلفزيوني في تركيا، قالت فيه إن أميركا ستطلب من تركيا أن تساعد خطط الرئيس الأميركي باراك اوباما بشأن التواصل مع طهران. وقال باباجان متحدثا حول وساطة بلاده في تصريحات أمس لتلفزيون «إن تي في» التركي: «المسؤولون الأتراك يعملون لخلق تفاهم أفضل بين أميركا وإيران، والطرفان سعداء بالجهود التركية في هذا المجال». وقال وزير الخارجية التركي إن بلاده نصحت أميركا وإيران باللجوء للحوار والوسائل الدبلوماسية، على أساس أنهما لا غنى عنهما لتخفيف حدة التوترات، موضحا أن أنقرة شددت أيضا على ان البيانات اللاذعة لم تؤد الى نتائج حتى الآن. وكانت كلينتون التي التقت أيضا مع اردوغان والرئيس التركي عبد الله غل، قد أثنت على الوساطة التركية في ملف السلام بين سورية وإسرائيل. وسيتوجه باباجان إلى طهران لحضور قمة اقتصادية لدول غرب ووسط آسيا، يحضرها رئيس تركيا عبد الله غل ورؤساء باكستان وأفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان وتركمانستان، أما ضيفا شرف المؤتمر، فهما أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، والرئيس العراقي جلال طالباني، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية أمس، التي أوضحت أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيترأس المؤتمر. وكان لافتا اهتمام الصحافة الإيرانية بمشاركة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي سيتوجه إلى إيران بعد غد للمشاركة في القمة الاقتصادية، فيما تنظر طهران بشكل ايجابي للعرض الغربي لها للمشاركة في مؤتمر دولي حول أفغانستان سيعقد يوم 31 مارس الجاري. ويهدف المؤتمر، الذي لم يحدد مكان عقده بعد، إلى تحديد طريقة أفضل لتعزيز إعادة الإعمار والديمقراطية في أفغانستان ووقف التمرد الذي تقوده طالبان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي في تصريحات نقلتها صحيفة «همشري» إن «رؤساء أفغانستان وأذربيجان وباكستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان سيشاركون في المؤتمر» الاقتصادي في طهران، وأضاف أن ضيفي الشرف أمير قطر والرئيس العراقي سيحضران هذه القمة أيضا.

وتقيم إيران علاقات وثيقة مع أفغانستان، خصوصا عن طريق الشيعة المقيمين في الغرب على الجانب الآخر من الحدود بين البلدين. وكانت طهران معارضة لنظام طالبان السني الأصولي الذي حكم أفغانستان من 1996 إلى 2001 وطرده من السلطة تحالف بقيادة الأميركيين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

إلى ذلك، قالت وسائل الاعلام الإيرانية أمس إن إيران اختبرت بنجاح صاروخا جديدا، غير أن وسائل الإعلام الإيرانية اختلفت حول مدى الصاروخ الجديد وهدفه، ففيما قال تلفزيون «برس تي في» الإيراني إن صاروخا طويل المدى اختبر أمس بنجاح، قالت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء إن الصاروخ هو صاروخ ارض – جو، وان مداه 110 كيلومترات (70 ميل)، موضحة انه مصمم لتحمله طائرات عسكرية لإصابة أهداف بحرية. غير أن المدى الذي تحدثت عنه «فارس» وهو 110 كيلومترات أقل كثيرا من صاروخ «شهاب» الذي قال مسؤولون إيرانيون إن مداه يبلغ 2000 كيلومتر، والقادر على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج.

ونقلت «فارس» عن مصدر لم تسمه «الصاروخ جو - بحر ذو دقة عالية، ويزن حوالي 500 كلغ، ويمكنه إصابة أهداف في البحر على بعد 110 كلم». وتابعت: «تمكن خبراء القوات المسلحة من تثبيت صواريخ يبلغ مداها 110 كيلومترات على مقاتلات إيرانية وأطلقوها بنجاح.. والآن اكتسبت هذه المقاتلات قدرة جديدة في مواجهة التهديدات». من ناحيته، قال تلفزيون «برس تي في» في عنوان بشريط الأخبار «تجري إيران تجربة لاختبار صاروخ جديد طويل المدى»، ولم يذكر التلفزيون تفاصيل. وغالبا ما تجري إيران مناورات حربية أو تجارب لإطلاق أسلحة لإظهار تصميمها على مواجهة أي هجوم من خصوم مثل إسرائيل والولايات المتحدة. ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على تقارير الصحافة الإيرانية.ويأتي ذلك فيما أكد مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن إيران تسعى إلى استغلال المحادثات حول برنامجها النووي لكسب الوقت وإنتاج القنبلة النووية، موضحا أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن إيران لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية. ونقل مسؤول حكومي عن الجنرال عاموس يادلين قوله في اجتماع الحكومة إن «إيران تواصل التزود بمئات الكيلوغرامات من اليورانيوم قليل التخصيب وتأمل في استغلال الحوار مع الغرب لكسب الوقت الذي تحتاجه من أجل حيازة القدرة على صنع قنبلة ذرية». ولم تستبعد إسرائيل اتخاذ تحرك عسكري اذا فشلت الدبلوماسية في إنهاء خلاف بشأن الأهداف النووية لإيران، وهو موقف يتفق مع السياسة الأميركية، بالرغم من أن الرئيس الأميركي باراك اوباما عرض أيضا التحاور مع إيران في محادثات مباشرة «إذا بسطت قبضتها». وأكد الأعضاء الخمسة دائمو العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا، الثلاثاء الماضي، استعدادهم لفتح «حوار مباشر» مع إيران حول برنامجها النووي المثير للجدل.