نص كتاب الاستقالة التي سلمها سلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أول من أمس، وذلك في محاولة منها للتمهيد لتشكيل حكومة وفاق وطني تتمخض عنه لقاءات القاهرة التي تنطلق غدا.
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس حفظه الله رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية لقد بذلت الحكومة ومنذ تشريفكم لها بتحمل المسؤولية أقصى ما تستطيع لإنقاذ الوطن من حالة التدهور والفوضى التي اتسع نطاقها في منتصف عام 2007. وعملت بكل إمكانياتها لإعادة بناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية لتكون قادرة على الاستجابة لاحتياجات المواطنين ورعاية مصالحهم وتعزيز قدرتهم على الصمود والدفاع عن أرضهم ووجودهم. واعتبرت الحكومة أن إعادة الوحدة للوطن وإنهاء الانقسام وتداعياته تشكل الآن أولويات عملها. وهي ترى في الأجواء الايجابية لجولة الحوار التي انطلقت في القاهرة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي برعاية الأشقاء في مصر فرصة ثمينة يجب اغتنامها لإنهاء حالة الانقسام وأساسا يجب العمل على تعزيزها لتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية التي طالما أكدنا على أهمية تحقيقها.
إن الحكومة ترى ضرورة اغتنام هذه الأجواء الايجابية للتوصل إلى اتفاق وطني عاجل يمكن من حماية انجازات شعبنا ومصالحه الوطنية العليا، بما في ذلك الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني يعيد الوحدة الوطنية بصورة فورية وفي موعد لا يتجاوز نهاية هذا الشهر. وهذا ما كانت قد أجمعت عليه الفصائل والقوى المشاركة في الحوار في بيانها الذي صدر في ختام الجولة الأولى في الخامس والعشرين من شباط الماضي.
وعليه فإنني أقدم إليكم استقالة الحكومة لتدخل حيز التنفيذ فور تشكيل الحكومة الجديدة، وبما لا يتجاوز نهاية الشهر الحالي كحد أقصى. وكلي أمل في أن الحكومة الجديدة ستكون قادرة على تلبية طموحات شعبنا وتطلعاته والوفاء لتضحياته. وختاماً اسمحوا لي أن أعبّر لسيادتكم باسمي وباسم زملائي عن تقديرنا البالغ لدعمكم ورعايتكم للحكومة طوال فترة عملها.