وزيرة المرأة المستقيلة لـ«الشرق الأوسط»: يوم في السنة للنساء.. وباقي الأيام لمن؟

الأمم المتحدة تدعو الحكومة العراقية إلى تخصيص رواتب للأرامل

عراقية تحمل ملصقا يدعو لوقف العنف ضد المرأة باللغتين العربية والكردية في احتفالية بيوم المرأة بمدينة النجف أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي رفضت فيه وزيرة المرأة المستقيلة نوال السامرائي وخلال الاحتفالية المركزية التي نظمها مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، إقامة احتفال أوعيد بمناسبة يوم المرأة «لأن لا شيء تحقق لها حتى الآن في العراق»، دعا ممثل الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا البرلمان العراقي إلى وضع قانون لدفع رواتب للأرامل. وقالت السامرائي لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاحتفالية التي حضرها أكثر من 800 ناشطة نسوية وعدد من عضوات وأعضاء البرلمان العراقي وعدد من الوزراء ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، إن «اليوم العالمي للمرأة يمثل لي تمييزا ضد المرأة وليس تكريما لها، فلماذا يفرز يوم من أيام السنة للمرأة؟ وباقي الأيام لمن؟»، وأضافت «لماذا لا تكون المرأة مثلها مثل بقية أفراد المجتمع ولا يفرز يوم لا للمرأة ولا لمناهضة العنف، وأنا أتمنى أن نصل لليوم الذي يلغى فيه هذا النوع من التمييز، أنا اشعر أن هذا اليوم مقتطع من كل أيام الرجل، المفروض أن تكون المرأة هي مواطن في مجتمع تشارك فيه كبقية الأفراد من ناحية الحقوق والامتيازات».

وبشأن إمكانية توليها منصب وزيرة المرأة مجددا، قالت السامرائي إن «المنصب لم يعرض علي من قبل الحكومة مطلقا، لأن موضوع المرأة ليس من أولويات الحكومة ولا يأخذ الرقم واحد ولا اثنين ولا حتى عشرة من اهتمامات الحكومة الآن، وقد طلب مني العودة وسحب الاستقالة من قبل منظمات المجتمع المدني العراقية والدولية وأيضا الكتلة النسوية داخل البرلمان وعدد من الوزراء». وأشارت السامرائي إلى أنها لا تسحب نفسها على جبهة التوافق العراقية أو على أية جبهة أخرى، وألمحت إلى أنها تفكر بسحب استقالتها، وأضافت «إن عدت أم لم أعد فسأستمر في المطالبة بوزارة ذات حقيبة أو هيئة تكون ذات صلاحيات كبيرة لأجل تحقيق طموحات المرأة العراقية». ومن جانبه، أشار ممثل الأمين العام للأمم المتحدة استيفان ديمستورا إلى أن 65% من سكان العراق هم من النساء وان هناك 2 مليون أرملة إلى جانب وجود 17% من النساء في سوق العمل. وقال ديمستورا إن 50% من النساء العراقيات يتعرضن للعنف في الشارع والمنزل، داعيا إلى سن قانون يضمن للنساء الأرامل راتباً تقاعدياً لإعالة أطفالهن، إلى جانب تعزيز سيادة القانون لحماية المرأة ضد العنف الذي تتعرض له.

ومن جانبه، أكد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أن المرأة في العراق «حققت تقدما ملحوظا وسريعا في كافة أوضاعها العامة، إذ إن هناك وزيرات ونائبات وقاضيات ومدرسات ومحاميات وعاملات، وكفل الدستور العراقي حقها في العمل والتعليم والمشاركة مع أخيها الرجل»، غير انه أضاف قائلا «ما زال أمامنا الكثير لنفعله من إصلاح قانوني وثقافي لتغيير المفهوم الذي يسوغ للرجل اضطهادها ومعاملتها بالعنف في المناطق الشعبية والريفية، خصوصا إذ لا بد أن تختفي النظرة الدونية للمرأة العراقية». إلى ذلك، شهدت مدن إقليم كردستان العراق وخصوصا العاصمة أربيل مهرجانات واحتفالات مختلفة أمس بمناسبة عيد المرأة. وفي أربيل أقيم مهرجان تحت عنوان «دور النساء في تطوير وصنع السلام» برعاية وزارة الإقليم لشؤون المرأة في حكومة الإقليم حضره عدد من الوزراء ونواب البرلمان وكبار المسؤولين. ووجه نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم برقية تهنئة إلى نساء كردستان أعرب في مستهلها عن تهانيه الشخصية وتهاني حكومته لنساء كردستان في يومهن العالمي، كما حيا النساء اللائي «ضحين بأرواحهن في سبيل تحرير كردستان، واللائي أصبحن ضحايا التقاليد الاجتماعية البالية في المجتمع الكردستاني».