برنار كوشنير: عودتنا الكاملة للحلف الأطلسي ستعزز نفوذنا فيه

القوة النووية ستبقى بتصرف رئيس الجمهورية الفرنسية

TT

يتهيأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للإعلان رسميا، بمناسبة القمة الأطلسية التي ستعقد في الثالث والرابع من أبريل (نيسان) في مدينتي ستراسبورغ «الفرنسية» وكيهل «الألمانية» عن عودة فرنسا الكاملة الى الحلف الأطلسي، بما في ذلك الى القيادة العسكرية الموحدة للحلف. وبذلك يكون ساركوزي، الذي ينظر اليه بشكل عام على أنه أطلسي الهوى، قد وضع حدّا لخصوصية فرنسا داخل الحلف التي أرادها الجنرال ديغول عندما أبلغ الرئيس الأميركي ليندون جونسون، برسالة عادية يوم 7 مارس عام 1966، أن باريس قرّرت الخروج من القيادة العسكرية الموحدة، ما تبعه رحيل البنى والمراكز العسكرية الأطلسية التي كانت موجودة على الأراضي الفرنسية. وبعد غد الأربعاء، سيتوجه ساركوزي الى الفرنسيين لشرح قراره والدفاع عن سياسته «الجديدة» إزاء الأطلسي بمناسبة منتدى يجري في الكلية العسكرية بدعوة من مؤسسة البحوث الاستراتيجية. وسيتحدث في المنتدى عينه وزيرا الخارجية والدفاع برنار كوشنير وهيرفيه موران. ويوم الثلاثاء في 17 مارس الجاري، ونزولا عند إلحاح المعارضة «الاشتراكية والشيوعية والخضر»، يعقد البرلمان الفرنسي جلسة مناقشات عامة يتبعها تصويت وطرح الثقة بالحكومة بخصوص الاندماج التام بالأطلسي. وطرحت «الشرق الأوسط» السؤال على وزير الخارجية برنار كوشنير من زاوية الأسباب التي تجعل الرئيس والحكومة الفرنسيين متمسكين بهذه العودة، وعن المقارنة بين ما ستكسبه باريس وما ستخسره. وقال كوشنير «أعتقد أولا أن نفوذنا سيتعزّز داخل الحلف فضلا عن انضمام الضباط الفرنسيين الى القيادة العسكرية الموحدة. أضيف الى ذلك أن 21 دولة أوروبية من أصل 27 تنتمي الى الحلف، وبالتالي فإن انضمامنا سيسهل الهدف الذي نسعى اليه، وهو تعزيز الدفاع الأوروبي. وفي هذا السياق، أريد أن أؤكد على حصول تقدم كبير مثل إقامة مركز قيادة أوروبي مشترك، ومراقبة الحدود والرقابة البحرية والتسلح المشترك. الرئيس ساركوزي جعل من تحقيق تقدم في الدفاع الأوروبي المشترك شرطا للعودة الكاملة الى الحلف، وأعتقد أننا حققنا الكثير من التقدم على هذا الصعيد. غير أنني أريد أن أقول أيضا إننا نود تحاشي السيناريو الذي عشناه أيام حرب كوسوفو، بعد أن قررت فرنسا المشاركة في الضربات الجوية ضد بلغراد، ولم نكن عندها من ضمن هيئة «التخطيط الاستراتيجي». عندها، قام الجنرال الأميركي ويسلي كلارك وكان مسؤولا عن عمليات الحلف الأطلسي، بتسليم رئيس أركان القوات الفرنسية باليد السيناريو العسكري للضربات الجوية الذي اعتمده الحلف، وكان علينا اتباعه من غير المشاركة بإعداده. وعلى عكس ذلك، عندما نكون من ضمن هيئة التخطيط الاستراتيجي، سنشارك في كل مراحل التخطيط، وسنكون على اطلاع على وضعية القوى «الأطلسية»، وسيكون لنا ضباطنا داخل قيادة الحلف، وسنحافظ تماما على استقلالنا الوطني. ورغم عودة باريس التامة، فإنها ستحتفظ باستقلالية قوة الردع النووية التي ستبقى بتصرف رئيس الجمهورية باعتباره الرئيس الأعلى للقوات الفرنسية.