فيلتمان: سياستنا لم تتغير تجاه حزب الله ولا تعارض بين دعم لبنان والحوار مع سورية

قال إنه لم يتخذ بعد أي قرار بتعيين سفير أميركي في دمشق

TT

أكد أمس مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، أنه «لا تعارض بين دعم لبنان وإيجاد حلول دبلوماسية مع السوريين».

جال فيلتمان أمس على قيادات ومرجعيات لبنانية بعد عودته من دمشق، يرافقه مسؤول دائرة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو وسفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان ميشيل سيسون. وقال عقب لقائه رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع في حضور النائبة ستريدا جعجع: «كما تعلمون لدينا إدارة جديدة في واشنطن. والرئيس (الأميركي باراك) أوباما ووزيرة الخارجية (هيلاري) كلينتون كلفاني وشابيرو تمرير رسالة إلى القيادات اللبنانية والشعب اللبناني تؤكد الالتزام القوي للإدارة الجديدة بسيادة لبنان واستقلاله». وأضاف: «أطلعنا الدكتور جعجع على رأي واشنطن وتفاؤلها بالانتخابات المقبلة في لبنان، فضلا عن التزام الإدارة الجديدة استمرار العمل يدا بيد مع اللبنانيين لبناء مؤسسات قوية قادرة على حماية سيادة لبنان».

وردّا على سؤال عن رؤيته للانفتاح البريطاني على حزب الله بعدما كانت بريطانيا وضعته على لائحة الإرهاب، جدد فيلتمان التأكيد أن «سياستنا لم تتغير نحو حزب الله». وقال: «أقترح أن يطرح هذا السؤال على البريطانيين على خلفية أن هذا القرار يعود إلى الخارجية البريطانية. إنكم تعلمون ما موقفنا تجاه حزب الله، وسياستنا نحوه لم تتغير. ونحن لا نفرق بين جناح عسكري وجناح سياسي». وشدد على أن «الشعب اللبناني يستحق أن تكون لديه مؤسسات توفر له الخدمات والحماية» مجددا تأكيد «تكثيف الجهود مع الشعب اللبناني لتعزيز الدولة اللبنانية».

وعن مضمون المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أوضح فيلتمان أن «التحدث مع الآخرين ليس مكافأة، بل يرمي إلى إيجاد أجوبة وحلول»، لافتا إلى أن الرئيس أوباما «ملتزم الدبلوماسية أداة في التعامل مع دول المنطقة المختلفة». وفي هذا الإطار أشار إلى أنه «لا تعارض بين الدعم القوي للبنان ومحاولة حلّ المشكلات بالحوار مع سورية». وأعرب عن «قلق واشنطن تجاه سورية، خصوصا في ما يخص لبنان وما هو أبعد منه. كذلك سورية قلقة من سياستنا، وما قمنا به بالأمس هو أننا منحنا السوريين فرصة لإطلاعنا على رؤيتهم حول علاقتهم مع الإدارة الأميركية وما يقلقهم تجاهها. ونحن أيضا قمنا بالمثل».

وقال إن «مبدأ المجتمع الدولي يرتكز على أن يكون لبنان وطنا للبنانيين، وهذا ما أعلنته يوم الجمعة الفائت، وأعود وأؤكده اليوم، إذ أنه رسالة من المجتمع الدولي إلى الشعب اللبناني الذي قال كلمته بقوة في 14 شباط (فبراير) 2005 (تاريخ اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري)، وهو أن لبنان للبنانيين والقرار اللبناني يجب أن يتخذه فقط الشعب اللبناني. وهذا مبدأ سياستنا تجاه لبنان. ونتوقع من كل دول المنطقة ومن جيران لبنان أن يحترموا هذا القرار». وسئل فيلتمان عن احتمال عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ودمشق، فأجاب مشيدا بـ«فريق عمل السفارة الأميركية الموهوب في سورية، أنه يقوم بالعلاقات الدبلوماسية حتى بعد سحب سفيرنا منها. ولكن لم يُتخذ أي قرار حتى الآن بتعيين سفير أميركي في سورية».

وعن الانتخابات اللبنانية قال: «كل من زرناه كان متفائلا بحصول الانتخابات في موعدها. ونحن نتطلع إلى الشعب اللبناني لنشهد على حصول هذه الانتخابات بديمقراطية».

وكان فيلتمان زار والوفد المرافق، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي حرص على تأكيد «العمل جميعا في لبنان على ضمان الاستقرار وعدم الانجرار إلى الفتن التي تضرّ بالجميع وبالوطن». وقال: «نحن في لبنان والعالم العربي لنا صداقة مع الولايات المتحدة الأميركية ونعمل لأن تكون هذه الصداقة قائمة على أسس ثابتة وواضحة وقوية ومتينة. واللبنانيون حريصون على إقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ودول العالم». وأضاف: «نريد لبنان آمنا، سالما، مستقرا، يبني نفسه ويعمل من أجل خير شعبه ومستقبل أبنائه ولخير العرب ومستقبلهم. ونحن حريصون على حرية لبنان وسيادته واستقلاله وعدم الانجرار إلى الصراعات الإقليمية التي تضر بالجميع».

من جهته، أعرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، عقب استقباله فيلتمان والوفد المرافق، عن سروره بـ«انفتاح الإدارة الأميركية الجديدة على سورية»، معتبرا أن ذلك «يشكل بادرة إيجابية وبشارة خير ينبغي تطويرها في اتجاه الانفتاح على كل العرب والمسلمين، خصوصا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بغية فتح صفحة بيضاء جديدة للتصحيح وإزالة الرواسب». وشدد على وجوب «عقد لقاءات حوارية متواصلة مع إيران وسورية لإحلال السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها، فتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار».

ودعا الإدارة الأميركية الجديدة إلى «التعصب للحق، فتكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف وتعمل على إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا». وأكد أن «حل القضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وتضم كل اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفا صعبة في مخيمات الشتات». كما دعا «الإدارة الأميركية إلى مد جسور الحوار مع حزب الله وحركة حماس والتعامل مع اللبنانيين بروح الإنصاف والعدالة وعدم الانحياز إلى فريق دون آخر» مشددا على «ضرورة التواصل مع الرئيس (مجلس النواب) نبيه بري باعتباره رجل المهمات الصعبة».

وعقب زيارته متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، جدد فيلتمان تأكيده «استمرار الإدارة الأميركية الجديدة دعم استقلال لبنان ووحدته». وقال إن «الأوروبيين والأميركيين سيراقبون العملية الانتخابية وحسن سيرها، ولكن بعد موافقة اللبنانيين على قدومهم بالطبع». وبعد ظهر أمس زار فيلتمان وشابيرو والسفيرة الأميركية ميشال سيسون البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير، في الصرح البطريركي في بكركي. وقال فيلتمان: «جئت لملاقاة نيافة البطريرك صفير، لأبلغه رسالة من الإدارة الأميركية الجديدة، ومفادها أن الولايات المتحدة باقية في موقع المساند القوي لاستقلال لبنان، وللعملية الديمقراطية فيه... وشرحنا له التزام الرئيس الجديد باستخدام نفوذ أميركا للحصول على حل «الدولتين» للقضية الفلسطينية، وذلك بالتوصل إلى حل شامل للصراع بين إسرائيل وجيرانها. مرة أخرى، ركزت رسالتنا على التأييد (الإدارة الجديدة) للبنان».

وسئل عن تجاوب السوريين معه حيال لبنان، فقال: «باعتقادي أن السوريين فهموا موقفنا حيال لبنان، ومفاده أن لبنان للبنانيين وأنه على اللبنانيين فقط تقرير مصير بلادهم».

وحول اللقاء بالموالاة فقط، قال: «الوقت هنا محدود جداً بحيث إنك تستطيع رؤية عدد قليل من الناس، فنحن أمام يومين فقط، فمن خلال الإطلال عليكم من خلال الكاميرا نستطيع الوصول إلى العدد الأكبر من اللبنانيين». وحول «حزب الله»، اكتفى بالقول: «موقف أميركا تعرفونه، إذ لم يتغير».