بري: الانتخابات في موعدها وفي يوم واحد.. والديمقراطية التوافقية أساس أي حكومة مقبلة

رئيس البرلمان اللبناني يهاجم مطلقي العصبيات الانتخابية

TT

أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الانتخابات النيابية في لبنان ستجرى في موعدها في 7 يونيو (حزيران) المقبل، وفي يوم واحد، معتبرا أن كل ما يثار من هواجس وشكوك حول هذه الانتخابات والمستقبل «مضخم ولا يعدو كونه غبارا ناتجا عن بعض الرؤوس الحامية التي تطلق تصريحات لخلق عصبيات انتخابية» منبها إلى النتائج السلبية لهذا الخطاب السياسي الذي يحاول وضع لبنان أمام خيار إما الفوز وإما الفوضى والاستبداد. واتهم بعض الأطراف التي تتحدث عن الشفافية والتزوير بالرشوة و«تعطيل المجلس الدستوري». وإذ دعا إلى «أن يكون لبنان هو الرابح في الانتخابات بكل طوائفه وأن يكون مشروع الدولة هو الفائز» شدد على «تشكيل أي حكومة مقبلة على قاعدة تشكيل الحكومة الحالية ووفق معيار الديمقراطية التوافقية التي ارتضاها اللبنانيون». موقف بري جاء في كلمة ألقاها في حفل أقيم على شرفه في مسقط، حيث يشارك في المؤتمر الخامس عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي افتتح أعماله صباح أمس.

وقال في كلمته: «أود أن أطمئن جميع اللبنانيين إلى أن بعض التوترات وما يقض مضاجعهم من أسئلة قلقة ومخاوف وهواجس وشكوك حول الانتخابات النيابية والمستقبل، كلها مضخمة وفي غير محلها. وأن كل ما يثار لا يعدو كونه غبارا ودخانا، ناتجين عن بعض الرؤوس الحامية التي تطلق تصريحات بقصد خلق عصبيات انتخابية عائلية أو جهوية أو فئوية أو مذهبية أو حزبية. وهذه التصريحات تقع بمجملها في سوق المضاربات الانتخابية التي تقصد الربح على حساب صورة لبنان». وأضاف: «بصراحة أقول: نعم هناك خلافات حول الخيارات السياسية وحول الانتقال من مشروع الدولة مع من يريدون الاستمرار في احتكار السلطة. وهناك خلاف على الكثير من السياسات العامة ومنها السياسات الدفاعية والمالية والإنمائية وعلى موقع ودور لبنان في نظام منطقته. وهناك خلاف تاريخي مع الخط الذي يريد للبنان أن يسلك خط عروبة مصلحية وأن ينعزل وينأى بنفسه عن قضايا الأمة وأن يكون حياديا وميت الأحاسيس وأن لا ينتبه إلى أن بلدنا يقع على خط التاريخ والجغرافيا مع فلسطين ومع نكبة فلسطين ومع نكسة فلسطين ومع جـرائم الحرب الإسرائيلية التي لا تنتهي والتي كان آخرها محرقة غزة، وبين اللبنانيين الذين يعتبرون أنفسهم معنيين بالأماني الوطنية للشعب الفلسطيني وفي الطليعة حقه بالعودة إلى أرضه وتقرير مصيره ومنع التوطين في لبنان وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين. إلا أن ما أود تأكيده هو أن وجود اختلاف في الرأي لا يفسد في الأمر مودة، ولا يعني أن لبنان ذاهب إلى صدام أو مشكلة أو اشتباك أو خطوط تماس».

وأبدى بري تفاؤله أن «لبنان ذاهب إلى الانتخابات وإلى مزيد من الديمقراطية وإلى مزيد من الحوار حول نقاط الاختلاف. وأن الجميع بات متفقا على أن لا سبيل آخر غير التوافق والتفاهم». وأشار إلى «شائعات حول تأجيل الانتخابات. ومخاوف من عدم قدرة الأجهزة والمؤسسة العسكرية على حفظ أمن الانتخابات في يوم واحد. نحن نترك هذا الأمر لتقدير القادة الأمنيين المعنيين وعندها لكل حادث حديث. إلا أن الأهم أن الانتخابات ستجرى وفي موعدها في السابع من حزيران».

وتطرق إلى مسألة المشاركة في الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات فأشار إلى «أن عقدة الثلث الضامن هي عقدة سياسية قائمة وليست عقدة بنيوية، فالاعتراض على عمل الحكومة يمكن أن يتم من داخلها ومن خارجها، ويمكن أن يكون في الشارع أو على طاولة الحكومة. ونحن نفضل التفاهم على الطاولة وسلوك الطريق الأقصر للتفاهم المباشر على جدول أعمال سياسي أو إنمائي».

وأكد بري: «نريد أن يكون لبنان الفائز في هذه الانتخابات، أن يكون مشروع الدولة هو الفائز فيها.. إن الرابح في هذه الانتخابات يجب أن يكون لبنان وطوائف لبنان. والفرق كبير بين الطائفة والطائفية».

وعلى الصعيد الانتخابي، أطلقت أمس قيادتا حزب الله، وحركة أمل ماكينتهما الانتخابية المشتركة في دائرة البقاع العربي - راشيا، وأعلنتا أن الانتخابات «ليست تصويتا لهذا الفريق أو ذاك، بل هي استفتاء على المشروع الوطني وحفظ المقاومة ومشروع الوحدة الوطنية والعيش المشترك». كذلك أطلق الحزب والحركة ماكينتهما الانتخابية لدائرتي النبطية والزهراني.

هذا، ودعا وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) إلى «التحضير الجدي والمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة مهما كانت التقديرات» مؤكدا أن المعارضة «ستخوض الانتخابات تحت عناوين أساسية أهمها: التمسك بالقرار والإرادة الوطنية الحرة المستقلة المتحررة من أشكال التبعية والخضوع والوصاية كافة، فلا تأخذ تعليمات ولا أوامر من أي جهة خارجية، وأن اللبنانيين هم أسياد أنفسهم وأصحاب القرار المتعلق بأي شأن له صلة بمصالح البلد».