البطريرك صفير للسياسيين: الحرب «أولها كلام» وما نشهده على المسرح الداخلي لا يبشر بخير

«القوات اللبنانية»: سنحكم وحدنا إذا فزنا في الانتخابات

TT

حذر أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير، من أن «ما نراه في هذه الأيام على المسرح الداخلي لا يبشر بخير. فهناك أقاويل تتناول هذا أو ذاك من رجال السياسة وتترك في النفوس أثرا بغيضا. وقديما قيل: إن الحرب أولها كلام. وكأننا لم نكتفِ بما حدث عندنا من حروب ومجازر ومناوشات، نعتقد أنه آن الأوان لتركها جانبا للانصراف إلى بناء بلادنا على قواعد ثابتة من الاحترام المتبادل والتطلّع إلى الأمام بأمل، ليبقى لبنان، كما أراده الذين سبقونا على أرضه، وطن الحرية والازدهار والسلام». وكان صفير استقبل نائب رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي أمل في أن «نشهد ظروفا من الهدوء لنستطيع الذهاب إلى الانتخابات النيابية في جو ديمقراطي غير متشنج»، معتبرا أنها «انتخابات مهمة جدا ومفصلية، كونها ليست بين أشخاص أو عائلات وليست قائمة على خدمات، بل على مشروعين سياسيين مختلفين. وعلى الناس أن تختار بينهما. وهذه الخيارات يجب أن تنطلق من الخيارات الوطنية الحرة، وأن يختاروا بهدوء وحرية واقتناع».

واعتبر أن «من يريد النيل من شخص البطريرك يكون يريد النيل من دوره الوطني. وكل اللبنانيين والمسيحيين يعون هذا الواقع ويتعاملون معه على هذا الأساس». وعن وصف رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات» سمير جعجع رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بـ«روح إبليس» قال عدوان: «الدكتور جعجع لم يصف العماد عون بإبليس، بل تكلم عن طريقة التعامل مع الكنيسة» لافتا إلى أن «القوات ليس لها موقف من الأشخاص. فنحن اليوم نخوض الانتخابات النيابية ليس ضد أشخاص بل لنا موقف من خيارات ومواقف الأشخاص. وهذا يشكل فرقا كبيرا. نتعامل مع الناس انطلاقا من خياراتهم ومواقفهم، فنحن بالنسبة إلينا بكركي في أساس الكيان اللبناني وفي أساس الدفاع عن الوجود المسيحي الحر. ولا نستطيع إلا تحصين هذا الموقع».

وفي لقاء انتخابي مع أهالي مدينة زحلة في البقاع، جدّد عدوان التأكيد أن «اعتماد العقل والمنطق يشكلان أفضل وسيلة لإقناع من ضل طريق بكركي. وسنرى في الانتخابات المقبلة أن من تصرف بالعقل والمنطق لم يكن مخطئا». واعتبر أن «لبنان على الطريق الصحيح. والمحكمة الدولية التي دفعنا ثمنها غاليا في السنوات الماضية، ستضمن الاستقرار وتمنع أن يكون الاغتيال وسيلة لتغيير الوضع السياسي». وأوضح أن «الانتخابات ليست مسألة خيار بين أشخاص بل هي خيار بين مشاريع عدة، منها ما يؤدي إلى بناء دولة ومنها ما يعيدنا إلى الوراء». وأكد: «نريد لبنان دولة بكل ما في الكلمة من معنى. والدولة هي السلطة الوحيدة التي تفرض سلطتها على كامل الوطن، لا سلاح خارجها ولا دويلة داخلها ولا مربعات أمنية. يجب أن نختار لبنان كبلاد للاعتدال حيث يستطيع المسيحي والمسلم فيه أن يبنوه معا». وقال: «نريد وطنا تطبق فيه الديمقراطية ولا تستعمل فيه الديمقراطية التوافقية لتعطيل الدستور». وسأل: «هل نريد أن نخضع للدستور والقانون أم للسلاح وإغلاق البرلمان ووسط بيروت؟».

وأكد عدوان أن «إذا فزنا (في الانتخابات) فسنحكم وحدنا. ونطلب منهم أن يعارضوا بكل تهذيب. وإذا كنا نحن أقلية نتعهد بأن نعارض لأن النظام لا يسير بشكل صحيح مع الثلث المعطل. يجب التزام الدستور والتوافق على الأمور المصيرية كالحرب والسلم مثلا. الفريق الآخر يطلب التوافق على مواضيع معينة في الحكومة وفي الوقت نفسه يريد الاستئثار بقرار الحرب». وقال: «علينا الاختيار بين لبنان الاستقرار والعيش الهادئ الطبيعي، ولبنان بلد الممانعة الوحيد في المنطقة. هل نريد أن تبقى كل مشكلات العالم مطروحة هنا وأن يبقى شعب لبنان في خوف دائم؟ لا يمكننا بناء الدولة إذا لم نوفر الاستقرار». وشدد على «أننا محكومون بخيارات ثورة الأرز التي يجب أن نذهب إلى الانتخابات على أساسها».