«نيويورك تايمز» تبيع 21 طابقا من مقرها الرئيسي لتسديد ديونها.. وسعر سهمها يرتفع 5.2 سنت

تسعى لتطوير مواقعها على الإنترنت لجذب الإعلانات

TT

حصلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية على سيولة مالية مهمة كانت في حاجة ماسة لها، بعد قرارها بيع 21 طابقا من مقرها الأساسي، الذي يقع في الشارع الثامن في مانهاتن بمدينة نيويورك. ويتكون مبنى المجموعة الصحافية، التي تعد الأغنى في أميركا، من 52 طابقا، وهو من تصميم مهندس إيطالي يدعى رينزو بيانو. وبلغت قيمة بيع الواحد والعشرين طابقا، 225 مليون دولار، لكن «نيويورك تايمز» أبرمت عقد إيجار مع شركة «دبليو بي كاري»، التي اشترت الواحد والعشرين طابقا لمدة 15 سنة، وستدفع لـ«نيويورك تايمز» في السنة الأولى 24 مليون دولار كإيجار عن الواحد والعشرين طابقا، ثم تتصاعد قيمة الإيجار سنويا. وسيمكن لـ «نيويورك تايمز» إعادة شراء الطوابق إذا تحسنت أوضاعها المالية خلال عشر سنوات. وبعد عملية البيع ارتفع سعر سهم الصحيفة بنسبة 5.2 سنت، ليصل إلى 4.28 دولار.

وقالت جانيت روبينسون، الرئيسة التنفيذية للمجموعة، تعليقا على الصفقة: «شركة كاري تفهمت ظروف شركتنا، والتسهيلات التي نريدها، وكذلك أهدافنا». وأضافت تقول «عقد الإيجار منحنا الثقة في أننا تعاملنا مع الشركة الصحيحة». وقالت إدارة الصحيفة إن الصفقة وفرت لها سيولة تستطيع أن تسدد بها ديونا تبلغ 350 مليون دولار، مطلوب تسديدها خلال السنتين المقبلتين، في حين يبلغ المبلغ الإجمالي للديون 1.1 مليار دولار، وتراكمت هذه الديون بعد الانحدارات القوية التي عرفتها مداخيل الإعلانات والتوزيع. وكانت الصحيفة استطاعت توفير 133 مليون دولار من نفقاتها خلال الشهر الماضي، وحصلت قبل ذلك على قرض من رجل الأعمال المكسيكي (اللبناني الأصل) كارلوس سليم، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، يصل إلى 250 مليون دولار، بنسبة فائدة مرتفعة بلغت 14 في المائة. وتردد أن الملياردير المكسيكي يرغب في أن يحصل في نهاية المطاف على نسبة مهمة من أسهم المجموعة وامتلاكها بالكامل على المدى البعيد. وكان كارلوس سليم، قد امتلك بالفعل 6.4 في المائة من رأسمال المجموعة بعد أن دفع مبلغ 120 مليون دولار.

وبلغت مداخيل المجموعة خلال العام الماضي، 2.9 مليار دولار، ومن أهم إصداراتها صحيفة «نيويورك تايمز» و«هيرالد تربيون» و«بوسطن غلوب» و16 صحيفة يومية أخرى ، وهي صحف غير معروفة على نطاق واسع كما هو شأن «نيويورك تايمز»، كما أن لديها 50 موقعا على شبكة الإنترنت. وفي محاولة لرفع مبيعات الصحيفة الورقية المتعثرة، التي تعد الأكثر نفوذا وتأثيرا في الولايات المتحدة، لجأت «نيويورك تايمز» إلى حملة ترويجية ضخمة لتوسيع شبكة الاشتراكات المنزلية، وكانت قد أبرمت قبل ذلك صفقة مع سلسلة مقاهي «ستارباك» لكي تصبح هذه المقاهي الأشهر في أميركا بمثابة نقاط بيع للصحيفة. وتأثرت الصحيفة كثيرا من توجه المعلنين نحو مواقع الإنترنت، وهو ما جعلها تعمل على تطوير مواقعها على الشبكة، مع إضافة بث الأخبار مصورة وتحسين خدمة الفيديو، وذلك لاستقطاب المزيد من الإعلانات.

يشار إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز» صدرت عام 1851، وهي الصحيفة التي حصدت أكبر عدد من الجوائز، إذ نالت 98 من جوائز «بولتزر» الأميركية العريقة للصحافة، ورئيس مجلس إدارة الصحيفة هو آرثر سلزبيرغ، الذي تمتلك أسرته الصحيفة منذ عام 1896، وشعار الصحيفة «كل الأخبار الصالحة للنشر».

ولا تزال الصحيفة تعتمد في تصميمها على ثمانية أعمدة، على الرغم من أن جميع الصحف تحولت إلى تصميم يقضي بأن يكون عدد أعمدة الصحيفة ستة أعمدة، وهي من الصحف التي ظلت تتمسك بنشر الصور بالأبيض والأسود حتى وقت قريب، حيث تحولت إلى الصور الملونة.