الجهاد تتهم حماس باعتقال ناشطيها في غزة وإجبارهم على توقيع تعهد بوقف الصواريخ

مصدر مسؤول في سرايا القدس يشبّه حكم الحركة في غزة بسلطة رام الله

TT

اتهمت مصادر مسؤولة في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في حكومة حماس المقالة في قطاع غزة، باعتقال 10 من الناشطين والقادة الميدانيين للسرايا في منطقة خان يونس، جنوب القطاع، وتعذيبهم وإجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم إطلاق الصواريخ من غزة، قبل أن يطلقوا سراحهم لاحقا.

وقالت مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط»، إن حماس، اتهمت السرايا بأنها خرقت اتفاقا جرى بين قادة الحركتين بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، بتخفيف إطلاق الصواريخ. وأضافت المصادر أن مسؤولين في شرطة حماس ابلغوا معتقلي الجهاد، بعد تعذيبهم، بأن إطلاق الصواريخ يجب أن يتوقف، ونريد التخفيف الآن. تابعت المصادر «نحن ملتزمون بوقف والتخفيف من إطلاق الصواريخ، لكننا ملزمون أيضا بالرد على كل هذه الخروقات الإسرائيلية». وكانت إسرائيل قد اغتالت يوم الأربعاء الماضي، خالد شعلان احد ابرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة بصاروخ استهدفه في شمال القطاع، كما اغتالت اثنين يوم الخميس الماضي وناشطا آخر يوم السبت الماضي.

وقالت مصادر السرايا، «لا يريدون منا أن نرد على هذه الاغتيالات، وهذا غير ممكن». واتهمت المصادر حماس «بأنهم يسيرون على طريق السلطة الفلسطينية في رام الله، إنهم يعتقلون المقاومين هنا مثلما تعتقلهم السلطة هناك».

وتشوب العلاقة بين حماس والجهاد توترات بين الحين والآخر. وقالت مصادر السرايا، «هذا له علاقة بالتنافس بين الفصائل الإسلامية». وتتهم مصادر الجهاد، حماس بمحاولة السيطرة على المقاومة في القطاع وتحديد متى تطلق الصواريخ أو لا تطلقها. بالإضافة إلى أن ناشطي السرايا يتهمون حماس بأنها تعرقل بعض النشاطات الدعائية للجهاد في القطاع.

وكانت خلافات سابقة قد تفجرت بين الحركتين بسبب اتهام الجهاد لحماس بمحاولة الاستئثار بالدعمين الشيعي والسني، ومحاولة الاستيلاء على مساجد معروفة أنها تتبع الجهاد الإسلامي. وقالت المصادر «هذه قصة لا تنتهي». والخلافات بين الجهاد وحماس تاريخية. وكانت الجهاد قد رفضت المشاركة، ترشيحا أو انتخابا، في الانتخابات التشريعية والبلدية، الأخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي شاركت فيها حماس عام 2006، ورفضت غير مرة القبول بتهدئة مع إسرائيل في الوقت الذي كانت تقبل به حماس بذلك، وهي مواقف كانت تراها حماس على أنها تدخل من باب المزايدات ليس إلا. وتأتي هذه الاتهامات بعد أيام من اتهامات مماثلة لحماس باعتقال مسؤول في حزب الله الفلسطيني لنفس السبب (إطلاق الصواريخ). وعلى الرغم من نفي داخلية الحكومة المقالة لاعتقال أي من مسؤولي حزب الله، إلا أن مصادر أمنية في حماس قالت لـ «الشرق الأوسط» إن اعتقال مسؤولين من حزب الله جاء لأنهم يخرجون عن إجماع الفصائل الفلسطينية، ويطلقون صواريخ من دون التنسيق مع باقي الفصائل. ولم يتسن الاتصال بأي من مسؤولي شرطة الحكومة المقالة في القطاع للتعقيب على اتهامات السرايا، لكن إسلام شهوان الناطق باسم الشرطة هناك، قال للصحافيين عند سؤاله عن الموضوع، «لا تعقيب». وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، أنها متمسكة بنهج المقاومة. وقال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أثناء إحياء الحركة لمهرجان بمناسبة ذكرى المولد النبوي، «إن الرسالة التي جاء بها الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) يمكن الخلاص فيها للبشرية جمعاء وليس لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وحدهم».

وعاهد حبيب في كلمة باسم الحركة، النبي محمد، بأن «نظل في الخندق الأول والمتقدم، وأن نظل سدنةً لمسراه الطاهر وأوفياء لراية الجهاد والمقاومة».