وضع حجر الأساس لإعادة إعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان

اللاجئون «سيستمرون في العيش كنازحين» حتى إنجاز الأعمال

جمع من اللاجئين الفلسطينيين يتابع أمس، من خارج مخيم نهر البارد، الاحتفال بوضع حجر الأساس لعملية إعادة بناء المخيم الذي تهدم عام 2007 بسبب المعارك التي دارت بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» (أ.ف.ب)
TT

أقيم أمس احتفال وضع حجر الأساس لإعادة إعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان، الذي دُمر قسم كبير منه نتيجة الحرب التي دارت فيه بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» في عام 2007. ورعى رئيس الحكومة اللبنانية ممثلا بوزير الإعلام طارق متري، الاحتفال الذي نظمته لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وسفارة دولة فلسطين لدى لبنان ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا». ورحب سفير فلسطين لدى لبنان عباس زكي في كلمته بـ«لحظة تحقق الوعد الجميل الصادق الذي أطلقه الرئيس فؤاد السنيورة، بحتمية إعادة إعمار المخيم». ونقل إلى المشاركين تحيات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية «التي تنظر إلى هذا اليوم لبدء ورشة إعمار المخيم بفارغ الصبر». وأضاف: «جئنا لنقول إن الانتصار على الإرهاب لا يكتمل إلا بإعادة الإعمار، فإذا هزم الإرهاب عسكريا إمام الجيش اللبناني، فلا بد من هزيمته أمام أهلنا في المخيم عبر بناء منازلهم وعودة الحياة إليها». واعتبر أن أهم الدروس المستفادة من الأحداث التي شهدها هذا المخيم، هي أن «ننهج سياسة وقائية من شأنها منع أصحاب المشاريع الإرهابية من التوطن في أي مكان، فلسطيني أو لبناني، سواء كان مخيما أو مدينة أو قرية، حتى لا نجبر على اللهاث وراء الحلول العسكرية، ونشهد ما شهدناه من مأساة لأهلنا في مخيم نهر البارد وجوارهم من المدنيين اللبنانيين ومن أبناء الجيش اللبناني، الذي نجل ونحترم دوره في هذا البلد ذي الخصوصية». وأشارت المفوض العام للأونروا كارين أبو زيد إلى «أن اللاجئين من المخيم سيضطرون إلى الاستمرار في العيش كنازحين في الأشهر المقبلة، فيسكنون البيوت المستأجرة أو المساكن المؤقتة التي بنتها الأونروا بدعم من الجهات المانحة، وسيستمرون في الاعتماد بشكل كبير على المساعدات التي تقدمها الأونروا كبدلات الإيجار والمؤن الغذائية»، منبهة إلى أن «هذه الحاجات المستمرة هي مدعاة قلق، لأن نداء الأونروا للإغاثة والنهوض المبكر لم يحظَ بالتمويل المنشود، مما يجعلنا غير قادرين على القيام بواجباتنا الإنسانية بشكل كامل». وألقى متري كلمة باسم السنيورة قال فيها: «نلتقي اليوم لنجدد التزاما أعلنته الحكومة اللبنانية منذ بدء المعركة ضد إرهابيي «فتح الإسلام»، حين أكدت أن الخروج مؤقت، والرجوع مؤكد، وإعادة الإعمار حتمية. نجدد الالتزام بإعادة الإعمار والتنمية في مخيم نهر البارد والقرى المجاورة مع تشديدنا على التضامن في وجه العبث بالعلاقات اللبنانية – الفلسطينية». وجزم بأن «الحكومة لن تتقاعس في تعزيز احترام حقوق الفلسطينيين الإنسانية»، معتبرا أن «لا تعارض بين رفض التوطين والإصرار على حق العودة وعلى حق الفلسطينيين المقيمين في لبنان في العيش الكريم». وقال: «لا يخفى على أحد من أهل المخيم والقرى المجاورة، ومن اللبنانيين والفلسطينيين، ومن اليوم الأول، أن مواجهة المسلحين، البعيدين عن قضية فلسطين بعدهم عن قيم الإسلام، فُرضت على الدولة اللبنانية، وخاضها الجيش اللبناني ببسالة، وبذل فيها التضحيات الجسام، وأن صون العلاقات اللبنانية الفلسطينية والحرص على تلاقي الشرعيتين اللبنانية والفلسطينية لم يغيبا عنها مرة واحدة». يذكر أنه سبق الاحتفال حادث عند المدخل الشمالي للمخيم، حيث حصل تلاسن بين عدد من أبناء المخيم على خلفية وضع حجر الأساس. وقد حصل عراك بالأيدي وتدافع بين الفلسطينيين، وقع بنتيجته جريح من آل المغربي (فلسطيني). وعلى الفور عمل الجيش اللبناني على تطويق الحادث، وأطلق النار في الهواء لتفريق المتعاركين وأوقف الفلسطيني الذي افتعل المشكلة.