زيباري لـ«الشرق الأوسط»: وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في بغداد قريباً.. بحضور كلينتون

وزير الخارجية العراقي: مذكرة توقيف البشير إحراج كبير.. وندعو لرد قانوني وعقلاني

هوشيار زيباري (رويترز)
TT

شدد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على ان مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير تعتبر إحراجا كبيرا لمؤسسة القمة العربية، قائلا إن «الأخوة في السودان والجامعة العربية لم يهتموا بالموضوع منذ البداية»، مطالبا بالبحث في القانون الدولي عن وجود أحقية من عدمه في اعتقال رئيس دولة يتمتع بالحصانة. وأضاف زيباري في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في القاهرة، أن عام 2009 سيكون بالنسبة للعراق حاسما ومصيريا، قائلا، إن كل السيطرة ستكون للقوات العراقية، موضحا في الوقت نفسه أن الجماعات المسلحة من الممكن أن تعود للظهور بعد رحيل القوات الأميركية عن البلاد. وقال زيباري، إن وزراء خارجية تسع دول عربية سوف يجتمعون في العراق الربيع المقبل بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وإن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور العراق وإقليم كردستان أيضا، مشيرا إلى العلاقات العراقية – الإيرانية بقوله إنها «متطورة»، لكنه أوضح أن الاجتماع العربي الوزاري، الذي عقد للتحضير للقمة العربية الأسبوع الماضي ناقش قضية الحوار العربي الإيراني، معربا عن وجهة نظره في هذا الخصوص بقوله إن «إيران موجودة عمليا في الخليج والعراق ولبنان وغزة»، وحول الاستعداد للقمة العربية المقبلة المقرر عقدها هذا الشهر، أوضح أنه حدثت جلسات ولقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية، والجو العام يبشر بالخير.. وتحدث الوزير العراقي عن الهدف من اجتماع (6+3+1)، الذي عقد الأسبوع الماضي على هامش مؤتمر شرم الشيخ الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة اعمار غزة، وقال إن الهدف هو الإبقاء على آلية مفيدة للتشاور بين الدول المشاركة حول العديد من القضايا، وإلى تفاصيل الحوار:

* ماذا حدث في الاجتماع الوزاري الطارئ من أجل السودان الذي عقد الأسبوع الماضي؟ - كان هناك نقاش أفضى إلى تضامن الجميع مع السودان، وعبَّر عن رفضه واستهجانه وتعجبه من هذا القرار الفريد من نوعه، الذي يعد سابقة، لكن طرح أيضا موضوع مهم جدا، وهو أن هذا الموضوع لا بد من التعامل معه بحكمة وعقلانية ودراسة وبمعالجة قانونية بغض النظر عن قرار الجنائية الدولية المسيس.. وقد طالبنا بأهمية التعاون لإعداد الرد القانوني، لأن المسألة قانونية. ولا بد من البحث في: هل هناك أحقية في القانون الدولي لاعتقال رئيس دولة يتمتع بالحصانة؟ لذلك يجب أن يكون الموقف موحدا ويجب ألا نعود إلى الماضي وإلى ماذا حدث طوال السنوات السابقة.. وإذا عدنا نذكر بأن العراق أوَّل من حذَّر في عام 2005 في اجتماع مجلس الوزراء، واليوم أكدتُ عليه.

* بماذا أكدت؟ - ذكرت بأنه عندما ظهرت أزمة دارفور نصحنا الأخوة في السودان وفي الجامعة التعامل مع هذا الموضوع بجدية وأن يُعالج بشكل سياسي ضد المؤامرات الغربية التي تعمل على تمزيق السودان الشقيق الخ.. وطالبنا بأن يؤخذ الموضوع بشكل موضوعي. ومن تجربتنا العملية والواقعية في العراق قلت إذا لم تُعالج قضية دارفور فسوف تترتب عليها تبعات سياسية وقانونية ودولية، لكن لم يستمع أحد إلى هذا الموضوع، كذلك في مؤتمر القمة العربي، الذي انعقد في الخرطوم نبهنا الى نفس الموضوع.

* واليوم، الى ماذا نبهتم؟ - أن تكون المعالجة قانونية، وليست لدينا مشكلة لطرح موقف سياسي متضامن مع السودان وفي رفض قرار المحكمة، لكن ما هو العلاج؟ ونحن نرى أن المعالجة يجب أن تكون قانونية، وأن نعد لرد قانوني على هذه الادعاءات لكسب التأييد الأفريقي والعربي والإسلامي، وأن يكون لدى الجامعة دفاع قانوني، فهذه سابقة خطيرة جدا لأن تصدر مذكرة توقيف ضد رئيس ليس في العالم العربي وإنما على مستوى العالم. وفى هذا إهانة كبيرة جدا، وحتى أثناء انعقاد القمة العربية، انتم يا قادة يا عرب، مجتمعون وبينكم رئيس مطلوب، لذلك هناك إحراج كبير لمؤسسة القمة.

* ما هي طبيعة التحرك للدفاع عن الرئيس البشير؟ - بعد إصدار قرار بالإجماع من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يؤكد على التضامن والتحرك السريع في مجلس الأمن.. أي تحرك عربي – أفريقي، وإرسال وفد من الأفضل أن يكون على مستوى وزاري إلى مجلس الأمن للمطالبة بتفعيل الفقرة 16 من نظام المحكمة، لتأجيل القرار.. وكانت هناك أصوات تقول: نحن لا نعترف بالمحكمة، فلماذا نذهب إلى مجلس الأمن؟ لكن الأزمة يجب أن تُعالج.. وحقيقة إنني شعرت أن الأخوة في السودان، وحتى في الجامعة، لم يهتموا بشكل كاف بهذا الموضوع.

* كيف تصف لنا العلاقات العراقية ـ الإيرانية في ظل التقارب السريع الذي نشهده، والانتقاد والخلاف الذي حدث في العراق أثناء زيارة هاشمي رفسنجاني للعراق أخيرا؟ - العلاقات العراقية – الإيرانية متطورة، وحتى نكون واضحين، وهناك زيارات متبادلة بين البلدين وأصبحت هذه الزيارات اعتيادية وطبيعية، ومؤخرا شهدت بغداد سلسلة من زيارات المسؤولين الإيرانيين (مثل علي أكبر ولاياتي، وزير الخارجية السابق، ومستشار المرشد الأعلى، ثم جاء وزير الخارجية، وقبله وكيل وزارة الخارجية، ومنذ أيام كانت زيارة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في زيارة لمدة خمسة أيام.. وهذه الزيارات ترسل رسالة مفادها أن العلاقات العراقية الإيرانية متطورة ومتقدمة، وهناك زيارات من الجانب العراقي إلى طهران، ومؤخرا زارها الرئيس جلال طالباني، كذلك نائب الرئيس عادل عبد المهدي، وأيضا هناك لقاءات أخرى سوف تحدث.. والهدف من هذه الزيارات، في تقديري، هناك رغبة حقيقية متبادلة للتأكيد بأن العلاقات طبيعية، ولن تتأثر بعد توقيع الحكومة العراقية، بقرارها المستقل، لاتفاقية انسحاب القوات الأميركية من العراق رغم الاحتجاج والرفض الإيراني لهذا الاتفاق.

* هل يمكن تفسير هذه الزيارات الإيرانية للعراق للتغطية على أهداف توسّعية لإيران في العراق أو أنّ الخروج المبكر لأميركا تشغله إيران كما يتردد؟ - هذا كله غير صحيح، لكن هذه الزيارات تأتي بعد إقدام الحكومة العراقية بأن العراق في نهاية المطاف سوف يتخذ قراره الوطني المستقل بعيدا عن أي تأثيرات أو ضغوط أو تدخلات، لأن مسألة إقرار الاتفاقية هو قرار وطني سيادي عراقي، ولا نقبل بأي جهة أو أي طرف بالتدخل في شؤوننا.

* ما هو تفسيرك للخلاف داخل مجلس الحكم حول زيارة هاشمي رفسنجاني؟

- حسب ما سمعنا من التقارير الإعلامية أن هناك معارضين لهذه الزيارة وهناك مؤيدين لها، لكن الرئيس السابق رفسنجاني لديه دعوة رسمية لزيارة العراق، ونحن نعتقد أن الحكومة العراقية طالما وافقت على هذه الزيارة فهي ملتزمة بآداب السلوك السياسي والدبلوماسي، وعلاقات الجوار تعطي لهذه الزيارة أهمية، بغض النظر عن الخلاف الموجود، لكن الزيارة أثارت أيضا اعتراضات قوية من فئات في المجتمع العراقي. وكانت اليوم هناك مظاهرات في الأنبار، والسبب أن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني هو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وقد ارتبط اسمه خلال الحرب الإيرانية – العراقية بأنه كان أحد القادة الأساسيين من الجانب الإيراني في إدارة هذه الحرب.. لذلك هناك نزاعات قديمة في إثارة عواطف ومشاعر قديمة من قِبل فئات من العراقيين يعتقدون أن ما حدث من قتلى وجرحى أثناء الحرب ارتبط بشخصية رفسنجاني، في حين أن قرار الحرب كان قرار دولتين وقيادتين، وليس قرارا شخصيا.. وكلنا يعرف كيف بدأت الحرب ومن المسؤول.

* ألا ترى أن الممارسات الإيرانية أصبحت تمثل تحديا بالنسبة للدول العربية وقد كان ذلك واضحا خلال اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب؟ - نحن بحثنا هذا الموضوع في اجتماعات دورة الجامعة، وقد كان هناك نقاش حاد حول فكرة قيام الجامعة العربية بمبادرة بفتح حوار عربي - إيراني على غرار الحوار العربي التركي، والعربي الياباني، والعربي الصيني، والعربي الأوروبي، والعربي الهندي، والعربي مع أميركا الجنوبية.. لكن كانت هناك اعتراضات، ومواقفنا، ومعنا بعض الدول في مجلس الجامعة، كانت مؤيدة لأن نبدأ هذا الحوار، لأنه إذا كان هناك تحد أو مشكلة، فيجب أن نعترف، وألا نتجاهلها.. ومعالجة هذا التحدي تكون عبر الحوار وليس شرطا أن نتفق على كل شيء، لكن كدول عربية لا بد أن نقرَّ بأن هناك دولة إقليمية جارة قائمة ذات حضارة وثقافة وتداخل لا بد من إيجاد طرق للتواصل والحوار معها بغض النظر عن النتيجة.

* ما هي حجة الدول التي تعارض الحوار مع إيران على غرار آلية الحوار بين الجامعة واليابان والصين وتركيا؟ - المعارضون يقولون، إننا لا نقبل أن تكون إيران طرفا أو شريكا في ترتيبات عربية أو إقليمية في المنطقة.

* إذن كيف تتم مواجهة التحدي الإيراني في المنطقة؟ - نحن ناقشنا وجادلنا بأن فكرة لن نعطي لإيران دورا إقليميا مسألة غير واقعية، لأن إيران موجودة عمليا (في الخليج – العراق – لبنان – غزة – فلسطين)، لذلك تحدثنا وأكدنا على أنه من الضروري بحث هذا الموضوع.. أي الحوار مع إيران، وأن نفكر بصورة مشتركة وجماعية.. وكان هناك تصور لدى بعض (وزراء خارجية) الدول (العربية) بأنهم لا يميلون إلى فتح أبواب المنطقة أو شرعنة هذا الدور أو هذا الوجود.

* وفى أي اتجاه انتهى النقاش حول التعامل مع إيران؟ - انتهى النقاش حول إيران بأن نبقي هذا الموضوع مفتوحا خلال الفترة المقبلة. ولم نتخذ بشأنه أي قرار بعد.

* ماذا عن المصالحات العربية قبل قمة الدوحة؟ - حدثت جلسات ولقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية على هامش هذه الدورة والجو العام يبشر بالخير، لكن حتى أكون صريحا معك، نأمل أن تكون هذه المبادرات وهذه الاتصالات حقيقية وجوهرية، والمحك سوف يكون في مؤتمر القمة العربية في الدوحة.. أي من خلال مستوى التفاعل والمشاركة بين القيادات والزعامات العربية وتحقيق المصالحة العربية – العربية.

* لكن يبدو أن المصالحة جادة وجوهرية.. ألا ترون ذلك؟ - نحن نؤيد ذلك ونعتقد في العراق أن أي تقارب عربي – عربي يخدم مصالح المنطقة ومصالح العراق.. لذلك نحن مع هذه الجهود والتحركات، لكن المحك الأكبر لمدى جدية هذه التحركات سوف ينعكس على مستوى المشاركة في القمة العربية والتمثيل في قمة الدوحة.

* ما هي التحديات الأساسية خلال المرحلة الراهنة في تقديركم، بعد هذه الفوضى التي نشهدها في كل ركن عربي؟ - التحديات كبيرة بالفعل.. لكن هناك ثلاث قضايا أساسية، والعالم العربي في حالة ترقب قبل تحديد سبب التعامل، وهي: 1- توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، وكيفية تنفيذ سياستها الخارجية في الشرق الأوسط.. وأرى أن الاتصالات واللقاءات التي جرت هي أولية، وأقصد أن هذه الإدارة لم تحسم أمرها بعد، وما زالت في مرحلة مراجعة هذه السياسات وكيفية التحرك.. وصحيح أنها سمَّت بعض الممثلين والمسؤولين لها في مناطق النزاع في الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشل، وفى الخليج دينس روس، وفى أفغانستان وباكستان هولبورج.. لكن في تقديري، ومن خلال معرفتي وقراءتي للسياسة الأميركية الداخلية، وتشكيل الإدارة الجديدة، أستطيع القول إن سياستها لن تتضح إلى فترة قريبة، لأنها ستعمل أولا في طور مرحلة المراجعة، وهذا موضوع مهم.. 2- الحكومة الإسرائيلية الجديدة وما يدور حولها.. كيف ستتشكل وكيف ستكون توجهاتها وتعاملها مع مبادرة السلام العربية مع قضية غزة، ومع مسألة المستوطنات، وهذه أيضا قضية لم تحسم.. 3- القمة العربية المقترحة في الدوحة نهاية هذا الشهر، لذلك خلال الأسابيع المقبلة سوف تلاحظين تحركات سياسية ودبلوماسية ومبادرات نشطة في سبيل نفس الأهداف التي نعمل من أجلها، لكن لا أريد أن أكون متشائما، لأن الخلافات الموجودة، مع الأسف، أصبحت جوهرية، وليست شكلية.. وأحيانا أخذت طابعا شخصيا ومواقف مسبقة قبل الاستماع أو التوضيح.. وهذا يظهر بوضوح خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب. لذلك نرجو أن تترجم هذه التحركات إلى واقع.

* ماذا قدمت لكم هيلاري كلينتون في اجتماع (6 + 3 + 1) الذي عقد أخيرا في شرم الشيخ؟ - الهدف من الاجتماع، الذي عقد على هامش مؤتمر شرم الشيخ الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني وإعادة اعمار غزة هو للإبقاء على هذه الآلية حية باعتبارها آلية مفيدة للتشاور بين هذه الدول والولايات المتحدة الأميركية حول العديد من القضايا. وهنا لا بد من التوضيح، لأن المفهوم السائد أن هذا التجمع تحالف ضد إيران، في حين أنه تجمع لبحث كل قضايا المنطقة. وقد انضم إليه العراق لنفس السبب.. أي بحث قضية السلام والإرهاب واستقرار العراق والوضع الإيراني والوضع في الخليج، لذلك هذا هو الإطار للتوضيح.. وإبعاد أي التباس أو سوء فهم حول هذه القضايا.. وقد لمسنا من هيلاري كلينتون الاقتناع بمدى فائدة وجدوى الاجتماع وهذه الآلية الجديدة واتفقنا على عقد الاجتماع المقبل للمجموعة في العراق وبحضور الوزيرة كلينتون. وخلال الفترة المقبلة سوف نبدأ في اتخاذ الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لعقد هكذا اجتماع في بغداد.

* هل هناك أجندة محددة سيتم بحثها في الاجتماع المقبل على خلاف الإطار الذي ذكرتموه، خاصة بالنسبة لإيران؟ - بالنسبة لإيران كما طرحت الوزيرة كلينتون وإدارة أوباما بأنهم مع فتح حوار ونحن نؤيد ذلك في العراق لأننا نعتقد أن به مصلحة.. أما ماذا سوف ينتج عن هذا الحوار، وماذا سيحقق، فهذا سابق لأوانه.. لكن تلمسنا من خلال اتصالاتنا أن لدى الإدارة الجديدة رغبة حقيقية في تحقيق حوار أميركي ـ إيراني حول مختلف القضايا. وقد طمأنت الوزيرة كلينتون المشاركين في حوار المجموعة بأن هذا الحوار لن يكون بمعزل عن دول المنطقة أو حتى على حساب أي من الدول. وقالت كلينتون إن الإدارة الأميركية تعتقد أن هناك حاجة لإجراء هذا الحوار. ونحن في العراق نؤيد ذلك.

* ماذا طرح كل وزير في لقاء كلينتون.. وكيف تراه؟ - الحوار كان جيدا والجميع طرح مواقفه وأفكاره حول كل القضايا. وكان الجميع مقتنعا بضرورة استمرار هذه الآلية، التي وجدت خلال الإدارة السابقة، وبالتالي الإبقاء عليها حية.. في اعتقادي هو رسالة: أنه لن تحدث تغييرات جذرية وفجائية في السياسة الأميركية، لأن هذه الدول معظمها صديقة وحليفة للولايات المتحدة، وهناك مصالح مشتركة، لذلك لم تكن هناك مناقشات جدلية في الاجتماع والحوار الذي جرى، وأن النقطة المهمة، وهي تأكيد كلينتون وتأكيدي، بأن هناك ضرورة لعقد الاجتماع المقبل في العراق للتضامن معه خلال الربيع المقبل، وسيكون انعقاده رسالة تضامن سياسية عربية وأميركية للإدارة الجديدة، قوية، بخصوص دعم الاستقرار والديمقراطية في العراق.

* هل أنتم قلقون من القرار الأميركي، الذي أعلنه الرئيس أوباما للانسحاب المبكر من العراق؟ - قرار سحب القوات من قِبل الإدارة الأميركية الجديدة، الذي كان في السابق وعدا انتخابيا وأُعلن وسيُنفذ، يأتي منسجما مع اتفاقية سحب القوات التي وقعناها مع الإدارة السابقة.. إن موعد عام 2011 هو الموعد النهائي لخروج جميع القوات (من العراق)، والخطة الجديدة شملت بعض التعديلات في توقيتات زمنية، لكن لا أعتقد أنها سوف تؤثر في الوضع العام. وصحيح أن هناك مخاوف.. لا نخفي ذلك، وهى أن بعض المجموعات أو الأطراف تشعر أن هذا الانسحاب ربما يخلق فراغا تشغله أطراف أخرى، أو قد يؤدي إلى تصاعد ظاهرة المتشددين والإرهابيين والمسلحين، واستعادة نشاطهم مرة أخرى، لكن في تقديري أن عام 2009 سيكون حاسما ومصيريا في تاريخ العراق. وقد خضنا تجربة مجالس المحافظات بنجاح كبير وهائل ومشهود عربيا ودوليا، لكن أمامنا انتخابات الأقضية ثم الانتخابات النيابية، التي ستكون من أكثر الانتخابات بالنسبة لمستقبل العراق الجديد وهويته ونظامه، لذلك أرى أن خطة أوباما لن تؤثر في مجرى العملية السياسية خلال عام 2009، وإلى أن تتشكل الحكومة الجديدة، التي تأخذ وقتا ربما يصل إلى عدة أشهر، وفق تجربتنا وسوابقنا حتى صيف عام 2010، واعتقد أن الوضع سيكون مستقرا.. والنقطة الأخرى أننا نعوّل كثيرا على قدرة قوات الأمن العراقية والعسكرية على ملء هذا الفراغ ولن نسمح لأي طرف أو أي جهة بالتدخل، إنما كل السيطرة ستكون للقوات العراقية.

* ما هي أسباب عدم التوصل لحل حول رئيس جديد للبرلمان؟ - ما زالت هناك خلافات ومشاكل وجدل حول الانتخابات التي جرت والنقاش القانوني والدستوري.. وطبيعي أن تُحسم مسألة رئيس البرلمان، لأن أمامه قضايا جوهرية مثل الموازنة العامة والمراجعة الدستورية وعديد من القضايا.. والبرلمان حاليا في مرحلة العطلة، التي تنتهي بنهاية هذا الشهر. ونرى أهمية لحسم هذا الموضوع.

* ما هي طبيعة الخلافات التي تعطل تعيين رئيس البرلمان العراقي؟ - هو خلاف سياسي بين كتل، وأحقية أي جهة بهذا المنصب.. والمشكلة حسب العرف العراقي أن المكون السني، الذي يختلف على هذا الموضوع، ونحن في انتظار التوصل إلى توافق حول هذا المنصب الحساس والحيوي، خاصة في المرحلة المقبلة.

* ما هي أسباب الخلاف حول تخفيض الموازنة المالية للعراق هذا العام؟ - بسبب انخفاض أسعار النفط والأزمة المالية العالمية.. وقد تم تخفيضها إلى نسبة 20 مليار دولار، ونحن نعتقد أن تأثير هذا الانخفاض خلال هذا العام ضئيل، لكن إذا استمر نفس الرقم حتى عام 2010 – 2011 سوف يؤثر ذلك في خطط التنمية.

* هل تحدد موعد زيارة الأمين العام للجامعة العربية للعراق؟ - بحثت مع الأمين العام خلال هذه الدورة موضوع زيارته المقبلة للعراق وهو يتطلع حقيقة إلى هذه الزيارة وهى مطروحة منذ فترة وقد اتفقنا على جدول زمني وعلى برنامج الزيارة وسوف تكون في منتصف هذا الشهر (مارس) ومن المقرر أن يلتقي مع غالبية القيادات العراقية، كما سيزور المرجعيات الدينية في النجف.. كما سيزور إقليم كردستان. وأعتقد أن الزيارة ستكون مهمة جدا، خاصة أن هناك انفراجا في الوضع الأمني والسياسي، وأيضا هناك اتفاق وتنسيق عربي ودولي حول العراق، وليس معقولا أن تتخلف الجامعة والأمين العام عن زيارة العراق.. وفي تقديري سوف تكون هذه الزيارة مهمة جدا.