العراق: لدينا مشاكل كبيرة جدا مع إيران في ترسيم الحدود البرية والبحرية والنهرية

السفير الإيراني ببغداد لـ«الشرق الأوسط» : لجان فنية مشتركة ستباشر إعمالها قريبا

TT

قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري أمس، إن هناك خلافا كبيرا بين العراق وإيران حول ترسيم الحدود البرية والبحرية. وأوضحت التصريحات أن الجارتين لم تسويا التوترات القديمة رغم تحسن العلاقات بينهما، غير أن السفير الإيراني ببغداد قال إن الفرق الفنية المسؤولة عن تنفيذ ترسيم تلك الحدود ستباشر أعمالها قريبا. ونقلت وكالة رويترز عن الوزير العراقي في تصريحات لقناة الشرقية التلفزيونية العراقية «لدينا مشاكل كبيرة جدا مع الجانب الإيراني في مسألة تثبيت وترسيم الحدود البرية والبحرية والنهرية.. لدينا مشاكل مع إيران أيضا في مسار شط العرب الذي انحرف عن مساره»، وأضاف «حاولنا منذ مدة أن نقنع الجانب الإيراني بضرورة وأهمية أن نبدأ بالتحرك معا لتفادي المشاكل التي ربما ينجم عنها (مثل هذا الوضع)». وكان خلاف حول الحدود بين الدولتين والسيطرة على مجرى شط العرب المائي الاستراتيجي الذي يعرف في إيران باسم اروند رود، قد ساعد على اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي قتل فيها ما يقرب من مليون شخص بين عامي1980 و1988.

ويربط شط العرب بين نهري دجلة والفرات ويصب في الخليج تحت ميناء البصرة العراقي، وهو منفذ الشحن الوحيد للعراق. وتحسنت العلاقات بين الدولتين بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. لكن لا تزال بينهما توترات عديدة يرجع كثير منها إلى وجود القوات الأميركية في العراق ودعمها لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

من جانبه، أكد حسن كاظمي قمي، السفير الإيراني ببغداد، أن في إطار المعاهدة الحدودية الموقعة بين البلدين فقد تم تشكيل لجان مشتركة لترسيم الحدود البرية والنهرية. وأضاف قمي لـ«الشرق الأوسط» «أن الفرق الفنية التابعة لهذه اللجان بحالة تكوين وستقع على عاتقها مسؤولية تنفيذ تفاصيل المعاهدة».

وأشار قمي إلى أنه نظرا للإرادة الموجودة بين زعماء البلدين حول ضبط الحدود وتعمير الأعمدة الحدودية وأيضا الاستفادة من شط العرب الحدودي، فإن الفرق الفنية المشتركة ستباشر أعمالها قريبا لأهمية الحدود وتأثيرها على توسيع وتنمية التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية. وكانت مقترحات قد صدرت أيضا من داخل الحكومة العراقية حول رغبة العراق بالتفاوض مرة أخرى بشأن معاهدة حدودية أبرمت عام 1975 وهو أمر ترفضه إيران.

وتربط الدولتان علاقات تاريخية ودينية عميقة، ويفد الملايين من الإيرانيين إلى المزارات الإسلامية في العراق كل عام. وتربط صلات وثيقة بين العديد من وزراء الحكومة الائتلافية العراقية وإيران.