المالكي يدعو «المعارضة» إلى العودة للعراق.. ويعد بعدم تعرضهم للمحاسبة

«التوافق» ترحب بشرط ترجمة الأقوال إلى قوانين.. والتيار الصدري: لا للقفز على الدستور

TT

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس المعارضين العراقيين للعودة الى العراق والعمل من داخله، واعدا بـ«عدم محاسبة اي منهم» ومؤكدا على ضرورة تصحيح مسارات العمل السياسي و«حصر الخلافات بين السياسيين بروح من التسامح»، وتزامنت الدعوة مع مطالبة نائب الرئيس طارق الهاشمي بضرورة تبني «مصالحة حقيقية أساسها: عفا الله عما سلف». وطالب المالكي معارضي النظام الجديد في العراق للعودة الى البلاد و«التحدث والانتقاد من داخله للحكومة او لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء».

واكد المالكي، خلال كلمة القاها في مؤتمر عشائر العبيد العراقية ببغداد امس، ان «عودة المعارضين ستكون بلا محاسبة او لوم»، وقال، ان من يريدون العودة للمساهمة في بناء العراق فان «قلوبنا مفتوحة لهم ومتسامحة معهم من اجل بناء العراق. وهذا الامر اصبح واقعا وعادت البلاد الى محيطها العربي والاسلامي والى مجتمعها الدولي».  وشدد المالكي على «ضرورة انهاء السياسيين لمشاحناتهم وتصحيح مسارات العمل السياسي وحصر الخلافات والجلوس جميعا بمحبة من اجل التفاهم والتراضي»، وقال «لنعمل معا على وقف التداعيات، خاصة مع الانتهاء من الظروف الاستثنائية، التي حتمت محاربة الارهاب والتفرغ الان للبناء وتقديم الخدمات والاتجاه نحو محاربة الفساد المالي والضالعين فيه من المفسدين». وشدد على أهمية «انهاء الخلافات السياسية وحالات التخندق بين السياسيين ومراجعة المواقف من قبل الجميع، مؤكدا على ضرورة مراجعة كل المواقف السابقة واعتماد الحوار الوطني بعيدا عن التقاطع ومحاولات تسقيط الاخر.

يذكر أن رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الاسبوع الماضي إلى «ضرورة التصالح مع الذين كانوا مضطرين للعمل في مرحلة من مراحل الزمن الصعب مع النظام السابق».

ومن ناحيته، حذر الهاشمي من أن العراق سيعاني هذه السنة من مشكلة مالية واقتصادية، ربما لم يواجه مثلها في تاريخه القديم والحديث إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه، داعيا الى «إعادة النظر بمن كلف بالوظيفة العامة وتبني مصالحة حقيقية أساسها: عفا الله عما سلف»، بحسب بيان لمكتبه. وجاء في البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الهاشمي قال لدى حضوره مساء اول من امس احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف في مسجد أبي حنيفة النعمان ببغداد، إنه «لا مناص ولا مجال ولا تأجيل ولا تسويف إلا بإعادة النظر بمن كلف بالوظيفة العامة وتبني المصالحة الحقيقية، التي أساسها «عفا الله عما سلف»، وأن نستعيد الجيش السابق وموظفي الوزارات التي انحلت وكل ذي خير وهذا العراق الجديد وأمامك فرصة  لتقديم خدمة لأهلك»، على حد ما ورد في البيان. الى ذلك، رحبت جبهة التوافق العراقية بالخطاب الجديد للحكومة، وقال ظافر العاني، النائب عن الجبهة في البرلمان لـ«الشرق الأوسط»، ان «الجبهة مرتاحة للخطاب السياسي الجديد للحكومة العراقية وبالذات للنوايا الطيبة التي يظهرها رئيس الوزراء نوري المالكي تجاه الذين يعترضون على العملية السياسية او الذين تضرروا منها».

من جهتها، اوضحت اسماء الموسوي، النائبة وعضو المكتب السياسي للتيار الصدري، بانه يوجد فرق بين المؤسسات التي كانت تعمل ضمن مؤسسة النظام السابق، والشخصيات القيادية في نفس النظام.

غير انها اعتبرت ان مثل هذه الدعوات «ستؤدي الى حدوث حالات من الارباك في الساحة العراقية، سيما ان الاطراف المعارضة ترفض التعامل مع الوضع الحالي، حيث نرى ذلك من خلال اعلان حزب البعث الاخير بانه عائد بعد خروج القوات الاميركية للتعامل مع الكيانات الحالية، التي يقصد بها الحكومة» وقالت ان «الذي يريد ان يسير باتجاه المصالحة يجب عليه ان لا يقفز على الواقع العراقي ولا على آلام الشعب وان لا يقفز كذلك على الدستور العراقي».