الحكومة الباكستانية تهدد بملاحقة نواز شريف بتهمة «العصيان»

مصدر حكومي: زعماء المعارضة سيواجهون اتهامات التحريض إذا اندلعت أعمال عنف خطيرة

TT

هددت الحكومة الباكستانية أمس بملاحقة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، أكبر زعيم معارض، بتهمة «العصيان»، لأنه دعا الشعب إلى التظاهر في الشوارع احتجاجاً على قرار القضاء الذي يمنعه من ممارسة النشاط السياسي.

وأعلن المستشار الأول في وزارة الداخلية رحمن ملك، الذي يعتبر برتبة وزير، أمس، أن تصريحات نواز شريف وشقيقه شهباز، المستهدف بالحكم نفسه، تجعلهما «يخضعان لتهمة العصيان». وتلا أثناء مؤتمر صحافي مقطعاً من القانون الجنائي ينص على أن العبارات التي تتضمن الحقد والتهجم على الحكومة الإقليمية أو الفيدرالية «تعاقب بالسجن مدى الحياة». ومن المقرر أن تبدأ «المسيرة الطويلة» التي يقودها شريف للاحتجاج ضد الحكومة الباكستانية بعد غد لتصل إلى إسلام أباد الاثنين المقبل. وقال ملك إن زعماء المعارضة سيواجهون اتهامات التحريض إذا اندلعت أعمال عنف خطيرة، موضحاً: «إذا حدث في هذه المسيرة الطويلة أي حادث وفاة أو أصيبت ممتلكات أي شخص بأضرار فإن الذين يحملون لواء التحريض أو حملوه من قبل سيتم تسجيل شكوى للشرطة ضدهم». ومنح الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري شارة البدء لزعماء حزبه لتشكيل تحالف مع حزب الرابطة الإسلامية الموالي للرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، بغية تشكيل حكومة ائتلافية في البنجاب؛ أكبر إقليم بالبلاد وأكثره نفوذاً سياسياً. وبناء عليه، عقد سلمان تاسير، حاكم البنجاب ورجل زرداري بالإقليم اجتماعاً تفصيلياً مع تشودهري بيرفيز إلهي - زعيم حزب الرابطة الإسلامية الموالي لمشرف - وأقنعه بالانضمام إلى حزب الشعب الباكستاني لتشكيل حكومة في البنجاب. وأنهى الزعيمان جميع الشكليات والشروط المتعلقة بتشكيل التحالف خلال الاجتماع. وأفادت مصادر رسمية بحزب الشعب الباكستاني أنه بعد تلك النتيجة الناجحة التي أسفر عنها الاجتماع، أطلق رجا برفيز أشرف، وزير المياه والطاقة الفيدرالي، لنفسه العنان لإعلان «الحرب» على حزب الرابطة الإسلامية (الموالي لنواز شريف)، حيث قال: «الآن، سنشكل حكومة في بنجاب، وقد انقضى وقت المصالحة مع حزب الرابطة الإسلامية (الموالي لنواز شريف)». والجدير بالذكر أن الائتلاف الحكومي بزعامة حزب الرابطة الإسلامية (الموالي لنواز شريف) وحزب الشعب الباكستاني كان يحكم الإقليم قبل أن تقضي المحكمة العليا الباكستانية بعدم أهلية نواز شريف وشقيقه شاهباز شريف، الذي كان يشغل منصب رئيس الحكومة الإقليمية في البنجاب، لتولي منصب حكومي. وبالتالي، انهار التحالف بين حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الإسلامية (الموالي لنواز شريف) بعد أن فرض زرداري حاكماً على الإقليم، وحال دون ترشيح الحزب رئيساً آخر للحكومة الإقليمية لتشكيل الحكومة بالإقليم بعد إعلان المحكمة العليا عدم أهلية شاهباز شريف لتولي هذا المنصب العام. وصرح أشرف في مؤتمر صحافي، من منطلق صلاحياته كأمين عام مساعد لحزب الشعب الباكستاني، بقوله: «أظهر حزب الشعب الباكستاني تحفظه على مدار الشهرين المنصرمين لتفادي أي مواجهة مع حزب الرابطة الإسلامية (الموالي لنواز شريف)، ولكن بدءًا من الآن، فقد حانت لحظة الثأر». وأفاد فسيح الرحمن- المعلق السياسي البارز، ورئيس مكتب قناة تلفزيونية خاصة في إسلام أباد «هناك معياران أساسيان في السياسات الباكستانية، أولهما أن من يسيطر على البنجاب، يسيطر على باكستان. وثانيهما، أنه إذا كانت البنجاب غير مستقرة، فلن تستقر كل البلاد». وفيما يبدو أن زرداري لا يميل إلى التنازل عن إقليم البنجاب إلى رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، حيث تابع حديثه قائلاً «وهذا ما يبرر أحجية محاولته التحالف مع حزب الرابطة الإسلامية (الموالي لمشرف)». ومن جهتها، قالت ناطقة باسم حزب الشعب الباكستاني الحاكم، فرزانة رجا: «لقد اتخذت المحكمة العليا قرارها بحق نواز شريف، لا يمكن لنا التدخل بذلك». وأضافت رجا أثناء زيارتها لندن أمس «تبني شريف وحزبه سياسة المواجهة ليس جيداً للبلاد، فيريدون محاربة المؤسسات الضرورية لاستمرار الدولة»، معتبرة أن مطالبة شريف بالمواجهة «تعني رغبته في مواجهة الدستور». وتعيش باكستان فترة اضطراب منذ أشهر، مع تصاعد المشاكل الأمنية في البلاد، آخرها استهداف فريق الكريكيت السريلانكي في مدينة لاهور. وأعلن أمس عن إعدام حركة طالبان ثلاثة رجال اتهمتهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، بعد أن سجلت «اعترافاتهم» في شمال غرب باكستان، على ما أعلن مسؤولون محليون الاثنين. وعثر أمس على الجثث الثلاث وقد وضعت عليها أقراص مدمجة في مواقع مختلفة في ولاية وزيرستان الجنوبية القبلية المحاذية للحدود الأفغانية حيث ينشط مقاتلو طالبان وحلفاؤهم في تنظيم القاعدة.

وصرح مسؤول الإدارة المحلية، اللباغ خان، لوكالة الصحافة الفرنسية «إنها المرة الأولى في وزيرستان الجنوبية التي تسجَّل فيها اعترافات مصورة. كانوا عادة يكتفون بوضع ورقة على جثة الجاسوس المفترض». وعثر على جثة طاهر خان أحد أفراد قبيلة محلية ممزقة بالرصاص أمس في سوق في مدينة وانا في منطقة جنوب وزيرستان الحدودية مع أفغانستان. وقال مسؤول في أجهزة الأمن إن الرجل خُطف قبل عشرة أيام. وقد وضعت فوق جثته اسطوانة مدمجة تحوي لقطات يعترف فيها بأنه قدم معلومات إلى القوات الأميركية لتتمكن من إطلاق صواريخ على المنطقة.

ولفتت رجا إلى أن «الإرهابيين يريدون إعلان باكستان دولة فاشلة، وعلينا ألا نطبق ما يريدونه، لذلك يجب أن نعمل على مكافحة المتطرفين والعمل على مواصلة العملية الدستورية والمؤسساتية للبلاد».