الجزائر: بن حاج يشن هجوماً على وزير الشؤون الدينية

الوزير وصف دعوة المعارضة لمقاطعة انتخابات الرئاسة بـ«نصيحة شيطان»

TT

شنّ علي بن حاج الرجل الثاني في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الجزائرية المحظورة، هجوماً عنيفاً على وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله بسبب وصفه دعوة مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة، بـ«نصيحة شيطان». واتهم الأئمة بـ«الوشاية بمن يخالفونهم الرأي».

وأفاد بن حاج في بيان طويل وزّعه على الصحافة المحلية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن وزير الشؤون الدينية «طعن في وطنية دعاة المقاطعة، وفيهم مجاهدون وأهل علم وفكر وسياسة (..) واتهمهم بزرع الفوضى، متجاهلا أن مقاطعة الانتخابات عمل سياسي مشروع، ومعارضة السلطة القائمة أمر متعارف عليه في أبجديات العمل السياسي التعدّدي». وجاء هجوم نائب رئيس «جبهة الإنقاذ» سابقا، على خلفية لقاء جمع غلام الله بأئمة مساجد العاصمة يوم الأربعاء الماضي، تناول فيه الفتوى الشرعية. ودعا بنفس المناسبة الجزائريين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع الرئاسي يوم 9 أبريل (نيسان) القادم. واعتبر الوزير الانتخاب «شهادة لا بد من الإدلاء بها، وعدم التصويت غير مقبول من الناحية الأخلاقية والدينية». وانتقد بشدة أحزابا وشخصيات سياسية، دعت إلى مقاطعة الاقتراع التعددي، قائلا إنها «دعوة إلى الفساد».

وقال بن حاج في وثيقته، إن وزير الشؤون الدينية «يجعل من دعاة المقاطعة شياطين عندما يقول إن دعوتهم بمثابة نصيحة الشيطان.. فهل هناك غلو وتطرف أكثر من هذا؟ وهل بهذا الأسلوب الأرعن نعالج أسباب التطرف؟». وتابع: «إن مثل هذه التصريحات تدخل فيما يسمى بسياسة الإقصاء والتخوين والتكفير باسم الوطنية». وانتقد بن حاج الأئمة الذين كانوا يستمعون إلى خطاب وزير الشؤون الدينية. حيث قال: «الأعجب من هذا أن يسكت الأئمة وطلبة العلم عن الصدع بكلمة الحق ورد الوزير إلى رشده، بعد أن طعن في النوايا وأغلظ في الاتهام بدافع سياسي».

وتقود السلطات حملة تحسيس كبيرة في أوساط سكان المدن الكبيرة تحسبا للانتخابات، حيث تبدي مخاوف من احتمال نسبة مشاركة ضعيفة في الاستحقاق. ويعيب بن حاج على غلام الله أنه يتصرف كقيادي في حزب منخرط في الحملة التحسيسية، يدعى «التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يرأسه الوزير الأول أحمد أويحيى. يشار إلى أن وزارة الداخلية بلَغت بن حاج رسميا بأنه ممنوع من ممارسة السياسة نهائيا، عندما تنقل إلى مقرها قبل شهر لإيداع ملف الترشح لانتخابات الرئاسة. وهو أحد أبرز الداعين إلى عدم المشاركة في موعد 9 أبريل، رفقة حسين آيت احمد زعيم حزب «جبهة القوى الاشتراكية» وسعيد سعدي رئيس حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» العلماني، على أساس أن نتيجة الانتخابات محسومة سلفا. ويعتقد على نطاق واسع بأن الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة سيحقق فوزا ساحقا، أمام خمسة مترشحين آخرين من بينهم امرأة، تسميهم الصحافة «أرانب».